أطلق المعهد الأكاديمي العربي للتربية في الكلية الأكاديميّة بيت بيرل منذ قرابة العام مسار التربية اللامنهجية، برئاسة د. هشام جبران. ويدرّس المسار باللغة العربية وقد نجح في أن يجذب اليه طلابًا شغوفين يطمحون إلى إحداث تغيير مجتمعي ملموس على أرض الواقع من خلال التربية اللامنهجية. وقد جاء إطلاق المسار على إثر القرار الحكومي 922 والذي يتضمّن ميزانيات مخصّصة للسلطات المحليّة في البلدات العربية من أجل تطوير وتوسيع النشاطات في مجال التربية اللامنهجيّة. ويشار إلى أنّ هذه هي المرّة الأولى التي يدرّس فيها هذا المجال باللغة العربية وبشكل حصري في المعهد في بيت بيرل وهو يدمج بين الجانبين النظري والعملي. ويحصل خرّيجو هذا البرنامج في نهاية تعليمهم على شهادة تدريس في مجال التربية اللامنهجيّة تؤهلهم للعمل في المجال بشكل مدروس ومخطط ومنهجي، إذ يشكو هذا المجال حاليًا من غياب التخطيط ومنهجيّة العمل نظرًا لأنّ العاملين فيه يفتقدون على الأغلب للتأهيل الأكاديمي المناسب.

تغريد مصاروة عازم، ابنة مدينة الطيبة، هي أم لأربعة أطفال، اختارت دراسة مجال التربية اللامنهجية بعد أن أنهت اللقب الأول في التربية كما حصلت على شهادة في الاستشارة العائلية، الا أنّها ترى أنّ ما تفتقر إليه البلدات العربية هو تطوير مجال التربية اللامنهجية، فغياب الأطر اللامنهجية يساهم في تفاقم العنف والجريمة، لذا اختارت دراسة هذا المجال لأنّه يساهم في إثراء أوقات الفراغ وبالتالي تهذيب المجتمع عامةً. وتقول تغريد أنّها كانت قد انخرطت في السابق حين كانت لا تزال طالبة في المدرسة بنوادٍ وأطر لامنهجية وهي شاهدة على أنّ مجموعة زملائها الذين رافقوها في هذه الأطر هم من برزوا ونجحوا لاحقًا على الصعيد المهني والاجتماعي.

زكاء خطيب، ابنة مدينة طمرة، تعمل كمرشدة تربوية في أحد البرامج اللامنهجية الذي يطبّق في العديد من المدارس ما بعد الظهر، وتقوم زكاء في إطار عملها بإرشاد وتوجيه عشرات المعلمات اللواتي يعملن ضمن هذا البرنامج في كل ما يتعلق بالتعليم ذي معنى وغير التقليدي. وقد اختارت دراسة مجال التربية اللامنهجية لأنّها تلمس من خلال عملها أهميّة هذا المجال وقدرته على التأثير على الطلاب الذين ينتظرون البرنامج بفارغ الصبر بعد يوم تعليمي صعب، وبالتالي يسهل التعامل معهم وغرس القيم الإيجابية فيهم.

وتحدّث فراس بيومي، ابن مدينة الناصرة، أيضًا عن تجربته، فهو يعمل كمركز اداري في قسم التربية والتعليم في بلدية الناصرة، ويعتبر التعليم اللامنهجي جزءً من عمله، وقد اختار دراسة المجال أكاديميًا للارتقاء بتجربته العملية وتثبيتها وتوسيع افاقه ومداركه وامتلاك الأدوات والآليات المناسبة. ويرى فراس أنّ التعليم المنهجي واللامنهجي يكملان أحدهما الآخر وانّ التعليم المنهجي لا يمكن أن ينجح دون دمج عناصر التعليم اللامنهجي فيه. وتتيح التربية اللامنهجية، بحسب فراس، تنمية الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي لدى الطلاب وتمنحهم حيّزًا للتعبير عن الذات وتعزيز ثقتهم بالنفس وتطوير شخصيتهم.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]