قد لا يلاحظ الأهلُ أنّ طفلهم مصاب بالتأتأة، الّا عندما يصبح في سنٍ يفترض فيه أنّ يتكلم بطلاقة، وغالباً ما يحارون في حل هذه المشكلة، التي هي نفسية في معظم الأحيان.
من هذا المنطلق قال الدكتور أنطوان بطرس قمير الاختصاصي في الصحة النفسية والعصبية عن الاسباب: "التأتأة ليست دائماً نتيجة خلل عضوي في اعضاء النطق، بل غالباً ما تكون ذات أسباب نفسية تختلف من طفل الى آخر، وبشكل عام تعود التأتأة الى سببين نفسيين رئيسيين:

- السبب الاول هو العدوانية المكبوتة، أي شعور الطفل بعدوانية قوية في داخله، يخشى التعبير عنها خوفاً من المحيط العائلي والاجتماعي حوله. وفي هذه الحالة تكون التأتأة مظهراً من مظاهر هذا الكبت، لأنّ كلمات الغضب والسخط، التي كان يجب انّ يطلقها، تبقى على طرف لسانه".

وتابع د. قمير، "وهكذا تتوسع هذه الحالة لتشمل مجموع الكلمات والتعابير التي يعتبرها الولد خطرة، لانها تحمل معاني الغضب والغيظ.

- السبب الثاني: قد يعود الى خوف الطفل من كشف سرٍ عائلي، معروف من قِبل مجموع أفراد العائلة، ولكنه يبقى موضوعاً يحظَّر الحديث فيه. وهنا يخشى الطفل عدم قدرته على الاحتفاظ بالسر فيلجأ الى الكبت من جديد ويجد صعوبة في اخراج الكلمات من فمه".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]