أصدرت المحكمة العليا قرارا برفض استئناف البطرك ثيوفلوس والبطركية الاورثوذكسية في قضية اوقاف باب الخليل في حي النصارى في القدس وبموجب القرار، فإن ملْكيّة فندق إمبريال وفندق بترا وبيت المعظّميّة تَؤول إلى المستوطنين. وقد رأى ناشطون ان القرار لم يختلف عن توقّعات الخبراء المتابعين للقضيّة، وبخاصّة بعد التقصير الكبير والمتعمّد (بهدف خسارة هذه العقارات) من قِبل البطريرك ثيوفيلوس والبطريركيّة في تقديم الأدلّة والبراهين التي قد تعيد هذا الأوقاف للبطريركيّة خلال المداولة في الملفّ في المحكمة المركزيّة. ونظرًا لهذا التقصير، كانت احتمالات قبول الاستئناف ضئيلة جدًّا.

ما نشهده اليوم في عهد ثيوفيلوس هو تصفية عامة للأوقاف والاملاك

"بكرا" تحدث مع عدي بجالي عضو المجلس المركزي الأرثوذكسي في الاراضي المقدسة حول آخر التطورات حيث قال: لم يكن مفاجئا قرار المحكمة العليا للاستئناف فمن قرأ قرار المحكمة المركزية ومن اطلع ايضا على كافة مستنداتها لم يكن ليعوّل على ايّ خطوة قضائية يقوم بها ثيوفيلوس وطاقم مستشاريه وخاصة المحامين.

وتابع بجالي: معظم الرهبان اليونانيين ولو اختلفت القابهم، غالبية البطاركة منهم، غير مؤتمنون على الكنيسة وتراثها وما نشهده اليوم في عهد ثيوفيلوس هو تصفية عامة للأوقاف والاملاك ونهب مقدرات البطريركية. اليوم ما يسمى بالبطريركية هو مجموعة من رهبان يديرون شركة سمسرة فاشلة بل أنك تلمس ايضا ان من يديرها فعليا وعلى مختلف الأصعدة هم أشخاص من خارج الرهبنة لهم ارتباطاتهم الخارجية، مادية كانت أم سياسية. عمليا، يوجد مخطط شيطاني لتصفية البطريركية الاولى "أم الكنائس" ضمن مخطط يرتبط بمنافع مالية وسياسية. الكنيسة والجامع والوقف هو معلم وجودي علينا كشعب وهو معلم ايضا للوطن.

تساوق الاستعمار اليوناني مع المطامع الصهيونية لتهويد البلاد

وعن الحلول الممكنة قال: الحل يكمن بتعريب الكنيسة وهنا المقصود ان تكون الكنيسة عربية بروحها وليس بالضرورة ان تقتصر على العرق العربي، أقصد ان تكون منتمية لمجتمعها وشعبها تحمل همومه وطموحاته وآماله، وليس ان تكون مناصب وتوزيع غنائم ومرتعا للسماسرة وللمفترين وسيئين الطباع والخٌلق، التصدي لهذا الواقع يكون من خلال تكاثف جهود كل المخلصين من ابناء شعبنا ومن خلال خطوات عملية لتحرير البطريركية من فسادها التي جراء ضعفها الحالي تكالبت عليها كل الوحوش (على اختلاف منابتهم) ليقتطع كل وحش منهم نصيبه منها.

واختتم: كل ما يجري وجرى مع هذه البطريركية لا يبعدنا عن الاعتقاد حول تساوق الاستعمار اليوناني مع المطامع الصهيونية لتهويد البلاد وخاصة القدس ضمن مخطط لاستبعاد المسيحيين من هذا الشرق ليصبح النزاع بين الدولة العبرية والأمة الاسلامية . ربما هذا ما تصبو له القيادات الاسرائيلية. ان لم يكن ذلك فكيف نفهم التضييق على المدارس الاهلية والمستشفيات التابعة للكنائس وفرض ضريبة المقدسات واستهداف رجال الدين وحرق كنيسة الطابغة وتصريحات رجال دين يهود مؤخرا ايضا بعمق عداوتهم مع المسيحية.

نحتاج الى التفاف شعبي كبير، والى موقف رسمي فلسطيني وأردني، الى جانب الموقف المقدسيّ

النائبة السابقة ومؤسسة حراك الحقيقة نيفين ابو رحمون قالت بدورها: بعد قرار المحكمة العُليا في رفض استئناف ثيوفيلوس والبطريركية حول قضيّة باب الخليل، نحن أمام محطّة مفصليّة وهامّة، ويجب قراءة قرار المحكمة وتداعياته على سيرورة نضالنا ضد تسريب الأوقاف وضد منظومة البطريركية اليونانية ونهجها على الكنيسة المقدسيّة المشرقيّة،  التي سعت وما زالت في عزل أصحاب الكنيسة الحقيقيين الأصليين وفرض سيطرة على شكل استعمار الكنيسة والحيّز الفلسطيني الأورثوذوكسي. واليوم ومن خلال ما حدث في العُليا من تثبيت تسريب ثلاث مبانٍ (الإمبريال، البتراء، المعظميّة) في باب الخليل في القدس. يجب أن نتوقّف ونفكّر كيف يمكن تحويل هذه القضيّة الهامّة الى قضيّة شعب، والتعامل معها كقضيّة وطنيّة كما قضايا أخرى.

وتابعت: لا يمكن الحديث عن استهداف القدس وتهويدها بمعزل عن مسؤوليّة ثيوفيلوش والبطريركية عن تسريب الأوقاف والتلاعب في مصير القُدس بمكانتها السيّاسية، الدينية، التاريخية. كما لا يمكن الحديث عن مستقبل فلسطين بهُويّتها وأرضها ومعالمها بمعزل عمَّا يحدث في كل شبر من فلسطين التاريخيّة، قيسارية مروراً لطبريّا والناصرة ووصولاً الى القدس من تسريبات ضخمة.

ونوهت قائلة: باعتقادي، اليوم أكثر من أي وقت مضى، نحتاج الى التفاف شعبي كبير، والى موقف رسمي فلسطيني وأردني، الى جانب الموقف المقدسيّ، الى جانب موقف المركّبات السّياسيّة والمتابعة في الداخل، لحمل ملف قضيّة وطنيّة بامتياز على المستوى النضالي الشعبي، القضائي. قضيّة الأوقاف هي قضيّة وجود وهُويّة، معاً لتحرير الكنيسة المقدسيّة المشرقيّة من الاستعمار "اليوناني" الاسرائيلي، واستعادة السّيادة عليها.


تواطؤ وتآمر البطريرك ثيوفيلوس ومجمعه الفاسد!

وقد جاء في بيان للمنظمة الأرثوذكسية الموحدة (ج م) ومجموعة الحقيقة الأرثوذكسية، إن قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بشأن ملكية المستوطنين، وجمعية "عطيريت كوهانيم" الاستيطانية، لفندق بترا وإمبريال وبيت المعظمية داخل أسوار البلدة العتيقة، يثبت تواطؤ وتآمر البطريرك ثيوفيلوس ومجمعه الفاسد في جريمة تسريب أوقاف باب الخليل، والتي ستعقبها جريمة جديدة من المستوطنين في محاولاتهم إخلاء قاطني هذه العقارات من الفلسطينيّين العرب.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]