عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرة أخرى إلى تهديد إيران والتأكيد مرة أخرى أن خيار الحرب ما زال على الطاولة، وأشار إلى توجه واشنطن لفرض عقوبات إضافية على طهران، وفي الوقت ذاته وعد الإيرانيين بأن يصبح أفضل صديق لهم إذا تخلوا عن برنامجهم النووي.

وقال ترامب في تصريحات من حديقة البيت الأبيض "لن نسمح لإيران بحيازة سلاح نووي وحين يقبلون بذلك، سيكون لديهم بلد غني، وسيكونون سعداء جدا وسأكون أفضل أصدقائهم.. آمل أن يحدث ذلك".

وأضاف قبل توجهه إلى المقر الرئاسي في كامب ديفد حيث سيبحث هذه الأزمة مع العديد من المسؤولين "ولكن إذا تصرف المسؤولون الإيرانيون بشكل سيئ، فإنهم سيمرون بفترة بالغة السوء".

وتابع "لنأمل أن يكونوا أذكياء.. وإذا تمكنا من إعادة إيران إلى سكة إعادة الإعمار الاقتصادي، سيكون ذلك أمرا رائعا"، مضيفا "سنواصل ونفرض عقوبات إضافية".

وأثنى ترامب على قرار إيران بعدم إسقاط طائرة عسكرية كانت تحمل جنودا أميركيين، قائلا "كانت هناك طائرة فيها 38 فردا أمس، هل رأيتم ذلك؟ أعتقد أن هذه قصة كبيرة. كانت في مرمى تسديدهم ولم يسقطوها. أعتقد أنهم كانوا حكماء جدا في عدم القيام بذلك، ونحن نقدر أنهم لم يفعلوا ذلك. أعتقد أن هذا كان قرارا حكيما للغاية".

تبادل التهديدات

وكان ترامب وقادة إيران تبادلوا في وقت سابق من اليوم التهديدات بعد يوم واحد من إعلان ترامب وقفه لعملية عسكرية كانت وشيكة ضد إيران.

ورغم رسائل التهدئة النسبية التي بعثها ترامب أمس، فقد عاد اليوم إلى القول إنه لا يسعى لحرب مع إيران، لكنها إذا نشبت ستؤدي إلى "دمار لا مثيل له من قبل" وإن إيران ستتعرض للإبادة على حد وصفه.

وردا على ذلك، قالت إيران اليوم إن أي هجوم على أراضيها ستكون له عواقب مدمرة للمصالح الأميركية في المنطقة، وإن "الوضع الإقليمي اليوم لصالح إيران".

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارجي في مقابلة مع وكالة تسنيم "إطلاق رصاصة واحدة باتجاه إيران سيشعل مصالح أميركا وحلفائها" في المنطقة.

وتابع "إذا قام العدو وخصوصا الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة بخطأ إطلاق النار على البارود الذي تقف عليه الولايات المتحدة، فإن مصالحها ستشتعل".

وأكد أن إيران لن تبدأ أي حرب وأن أي خطأ يرتكبه "العدو" سيواجه برد قوي. وأضاف أن واشنطن لا تحترم تعهداتها، وأن المفاوضات مع "هذا العدو" تهديد حقيقي لإيران، على حد قوله.

من جهته، قال قائد القوى الجوية في الحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زاده، إنه إذا كررت الولايات المتحدة اختراق الأجواء الإيرانية فإن طهران سترد بالطريقة ذاتها التي تعاملت بها مع الاختراق السابق.

وأضاف حاجي زاده أن واشنطن خرقت القانون الدولي، وأن بلاده ردت عليها بما تقتضيه القوانين المعمول بها.

وأشار إلى أن أحد الجنرالات قد يكون المسؤول عن اختراق الطائرة المسيرة للأجواء الإيرانية، وربما تكون الأنظمة (التقنية) هي المسؤولة عن ذلك الاختراق.

وكان ترامب أعلن الجمعة أنه ألغى في اللحظة الأخيرة ضربات ضد إيران لتفادي وقوع خسائر بشرية كبيرة، مواصلا في الوقت نفسه التهديد بالرد على طهران التي أسقطت الخميس طائرة مسيرة أميركية.

وبحسب واشنطن بوست، فإن الرئيس ترامب قد أحيط منذ البداية بتفاصيل الخسائر البشرية التي قد تنجم عن الضربة العسكرية لإيران، واحتمالات الخطأ. غير أنه عاود السؤال عن التفاصيل نفسها، ليتراجع عن قراره بتنفيذ الضربة.

حلول سياسية


وعلى مستوى التحركات السياسية، دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم إلى التوصل لحل سياسي للأزمة، وأضافت "هذا ما نعمل عليه".

وقالت الخارجية البريطانية إن أندرو موريسون وزير شؤون الشرق الأوسط سيزور إيران غدا الأحد، وسيعبر عن المخاوف إزاء "سلوك إيران في المنطقة وتهديدها بالكف عن الالتزام بالاتفاق النووي".

وتفاقمت التوترات بشدة بعدما انسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية، ثم أعاد فرض عقوبات على طهران. وكانت العقوبات قد رفعت بموجب الاتفاق النووي مقابل أن تكبح طهران برنامجها النووي.

وتهدد إيران بتقليص التزاماتها وفق الاتفاق النووي، إذا فشلت الأطراف الأوروبية الموقعة عليه في إنقاذه بحماية طهران من العقوبات الأميركية.

وقال المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي "لن نمنح الأوربيين وقتا إضافيا بعد يوم 8 يوليو/تموز لإنقاذ الاتفاق"، مشيرا إلى نهاية مهلة الستين يوما التي أعلنتها بلاده في مايو/أيار الماضي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]