قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، في كلمته امام مؤتمر مركز الأبحاث "مدى الكرمل"، تحت عنوان "الفلسطينيون في إسرائيل: تحولات المشاركة السياسية في العقدين الأخيرين ورؤية نحو المستقبل"، الذي عقد أمس السبت، إن أرقى اشكال تنظيم المجتمع هو التنظيم الحزبي القائم على فكر. وشدد على أن لجنة المتابعة، يجب أن تكون المظلة التي يلتقي تحتها الجميع، لمواجهة التحديات، مع أقصى ما يكون من اجماع.

وحيا بركة مؤتمر مركز مدى، وقال إنه يعقد تحت عنوان يحتمل الكثير من التشعبات، وتحولات المشاركة السياسية، ورؤى المستقبل. إذ أن هذا المؤتمر جاء، كما يبدو، في أعقاب نتائج الانتخابات السابقة، ولكن حتى انعقاد المؤتمر الآن، وجد القائمون أنفسهم أمام انتخابات إعادة، وهذا يحتاج لإصلاح ما كان، وخاصة في موضوع القائمة المشتركة وتفككها، والعمل الجدي القائم، لإعادة بناء القائمة المشتركة.

وتكلم بركة عن ضرورة اثراء العمل السياسي وتكثيفه، خاصة وأن الحالة السياسية، من أحزاب وحركات، عليها الاستفادة من أبحاث المؤتمر.
وعن لجنة المتابعة، التي تطرقت لها أبحاث المؤتمر، قال بركة، إن هناك من يعتقد أن على لجنة المتابعة أن تمثل توجهاته كاملة، بينما هي لا تستطيع ذلك أبدا، فهي لا يمكنها أن تكون انعكاسا لفكر حزب أو تيار سياسي، إنما بحكم تعريفها، هي تلك المساحة التي يستطيع الجميع أن يقف عليها، وبمعنى مساحة العمل المشترك الذي يلتقي عليه الجميع.

وقدم بركة نموذجا، مما كان في الأيام الأخيرة. فعندما توفي الرئيس المصري السابق محمد مرسي قبل أيام، كان اقتراح بإصدار بيان باسم لجنة المتابعة، وقد يبدو هذا امرا طبيعيا وعاديا، لكن بعد مشاورات مع أطراف مختلفة في لجنة المتابعة، وجدنا أنه من الصعب أن نصل الى صيغة يمكن ان تجمع الجميع. لذا لا غضاضة أو مشكلة في أن تصدر التيارات والأحزاب السياسية، ما تراه مناسبا لنفسها وباسمها، في مناسبة كهذه أو غيرها. لكن لجنة المتابعة تقف عند نقطة الاجماع.

أرقى أشكال تنظيم المجتمع هو الأحزاب التي تحمل رسالة وهدفا تجاه المجتمع

وتابع بركة قائلا، أنا أعلم أن هناك نقاشات متشعبة، حول مففهوم لجنة المتابعة. فهناك من يعتقد أن بإمكان 51% أن يفرضوا رأيهم على 49%. وأنا لا اتفق مع هذا الطرح، فهذا لا يعني أن الأمر متعلق بالديمقراطية وتبينها، بل أريد للجنة المتابعة أن تكون عند أقصى ما يمكن من اجماع، لأن مساحة التداول بالأفكار والتوجهات العينية، قد تكون موجودة في الأماكن الأخرى. ولكن فكرة لجنة المتابعة تكمن في توفير هذا الحيز، الذي تجمع الجميع حوله، لمواجهة التحديات الخطيرة، الماثلة أمام جماهيرنا وشعبنا.

وقال بركة، هل مسألة الاجماع الكامل ضروري في كل قرار، قد يكون هذا شكل من أشكال التعجيز، ولكن المسعى نحو الحد الأقصى من التوافق، هو الضمان لبقاء لجنة المتابعة، كإطار طوعي، وليس حزبي في مركزية ديمقراطية. وقال بركة، إنه إذا رأت جهة ما أو أكثر عدم قدرتها على التكيف مع قرارات المتابعة، فقد تختار الخروج من الإطار، وهذا ما لا نريده. لذا فإن الاستراتيجية الأولى، بأن تبقى هناك مظلة ما يجتمع تحتها الجميع.

وتكلم بركة عن الحياة الحزبية في مجتمعنا العربي، التي شهدت بعد العام ألفين تراجعا مقلقا، والمرحلة تستوجب إعادة تعزيز الأحزاب وتقوية حراكها في الشارع، كأساس لتعزيز العمل والكفاح السياسي.

نريد للمتابعة أن تكون لأقصى ما يمكن من التقاء سياسي وطني، لمواجهة التحديات الخطيرة

وقال، إن أرقى أشكال التنظيم المجتمعي هو الحزب السياسي، وأقول هذا بشكل قاطع، لأن أي تنظيم آخر يكون مبنيا إما حول قضية معينة، أو مجموعة معينة من الناس، بينما يُفترض بالتنظيم الحزبي أن يكون متاحا لكل الناس، على أساس توجه فكري متكامل من وجهة نظر هذا الحزب أو ذاك، حول كيفية تشكيل المجتمع من نواحي عدة.

وقال بركة، إن من أسوأ ما واجهه مجتمعنا العربي في السنوات الأخيرة، هو التسفيه المتواصل لفكرة الحزبية. وهذا كلام ينخر في صلب الحصانة المجتمعية، بحيث تصبح الفردانية والنجومية والعصبية، والطائفية والعائلية والقطاعية، شكل من اشكال المجتمع البديل لفكرة التنظيم الراقين وهو الأحزاب والعمل الحزبي.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]