انتقدت ناشطات نسويات وسياسيات عدم وجود تمثيل كافي ولائق للمرأة عموما والمرأة العربية بشكل خاص في الكنيست الإسرائيلي، حيث وجهن معظمهن أصابع الاتهام لطبيعة الذكورية التي تتحكم وتسيطر على المؤسسات السياسية بحكم طبيعة الرجل السلطوية بعيدا عن المهنية أحيانا، وخصت معظمهن الأحزاب اليهودية والعربية الذين يتعمدوا تهميش المرأة وازاحتها من العمل البرلماني او وضعها في مقاعد وأماكن متأخرة واستبدالها بالرجال امر قامت به أحزاب إسرائيلية كثيرة مؤخرا، عموما، وبسبب عدم عقد انتخابات تمهيدية لمعظم الأحزاب الإسرائيلية والعربية خاصة فان الوضع في الانتخابات القادمة سيبقى على ما هو عليه خصوصا في ظل الحديث عن إعادة تشكيل القائمة المشتركة التي من المؤكد انها ستضمن مقاعدة متأخرة للنساء وتعطي الأولية لقيادات ذكور، وحتى ان هناك أحزاب أخرى ستعيد انتخاباتها الداخلية بهدف تغيير امرأة ترأس الحزب...

زيادة التمثيل النسائي تعني طرح قضايا شعبنا برؤية سياسية نسوية

الناشطة السياسية والقيادية نبيلة اسبنيولي قالت بدورها: زيادة التمثيل النسائي في هذه الانتخابات يرتبط ارتباطا وثيقا بزيادة المشاركة السياسية وزيادة نسبة المشاركين والمشاركات في الانتخابات القادمة اي زيادة نسبة التصويت بين جماهيرنا العربية والقوى اليهودية الداعمة لحقوقنا ولعملنا السياسي.

وتابعت: زيادة التمثيل النسائي تعني طرح قضايا شعبنا برؤية سياسية نسوية اي برؤية تتضمن العدالة الاجتماعية المساواة رؤية مناهضة للتمييز والعنصرية التهميش والشرذمة وتضمن الربط بين الوطني والمطلبي دون هرمية بل بجدلية حياتية، اما من حيث نشاط النسويات فغالبية الناشطات النسويات فعالات ضمن الاحزاب المختلفة وفي غالبية هذه الاحزاب القوائم ستبقى على ما هي لذا ما يمكننا التأثير عليه هو ضمان طرح قضايانا النسوية على الاجندات الحزبية وعلى النشاط البرلماني بعد ان نضمن زيادة التمثيل في الكنيست من خلال القائمة المشتركة.

يجب ان تحتل المرأة وقضايا المرأة حيز في اجندة وتركيبة المشتركة في المراكز الأولى

الناشطة النسوية والسياسية سندس صالح قالت: تمثيل قضايا المرأة في العمل السياسي هو امر في غاية الأهمية ويجب ان يكون على سلم أولويات العمل والاجندة الحزبية السياسية والاجتماعية، الأحزاب اليوم تعتبر نموذجا في تركيبتها وبرنامجها امام المجتمع وبالتالي عليها ان تنصف بتمثيل عادل للمرأة وان تسعى لتحسين وضع ومكانة المرأة في المجتمع عموما.

وتابعت: يجب ان تحتل المرأة وقضايا المرأة حيز في اجندة وتركيبة المشتركة المراكز الأولى، لان الحلقة الأكثر تضرر من قضايا مجتمعية والتحديات السياسية التي نعيشها هي المرأة.

وتطرقت الى عمل الجمعيات النسائية وقالت: انا على ثقة انهم سيستمرون في عملهم من اجل رفع التمثيل النسائي في العمل السياسي والاجتماعي ونحن نعول على هذه الجمعيات بأن تبقى جهة موضوعية وتعمل من اجل زيادة التمثيل النسائي ومعالجة القضايا النسوية التي تتعلق بالمرأة لان ذلك بالنهاية يصب لصالح هذه المبادرات.

ان تمثيل النساء السياسي في اسرائيل من أضعف الدول المتقدمة

الناشطة النسوية ومديرة جمعية "نعم" سماح سلايمة قالت: حتى الان لم اشهد أي حراك نسوي بالنسبة للتمثيل النسائي في الكنيست، انا متأكدة تقريبا انه إذا تمت صفقة المشتركة سوف تدخل ثلاث عضوات بدل اثنتين وهو العدد الأكبر حتى الان في تاريخ العمل البرلماني. وطبعا هذا رقم هزيل ولا يتماهى مع حجم القضايا الاجتماعية والسياسية والنسوية والوطنية التي تنشط النسويات فيها.

وتابعت سلايمة ل "بكرا": اعتقد ان قيادات الاحزاب العربية الذكورية بامتياز وصلت لقناعة ان مشاركة النساء جوهرية في العمل المهني البرلماني وان ساحات السياسة متعطشة لنساء فلسطينيات وخطابهن وتوجهن النسوي الواضح ومعهن فقط قد يكسبوا ثقة الناخبين والناخبات. فقد سمعنا سبعين عاماً من شعارات تنادي بمشاركة المرأة السياسية وشهدنا سبعين رجلاً عربيا التصق بالمقعد البرلماني او القيادي بصمغ من نوع ممتاز. كان محمد بركة الوحيد الذي أعرب عن نيته التنحي وإعطاء مجال لنبيلة اسبنيولي سابقا وحتى هذا التناوب لم يخرج لحيز التنفيذ بسبب حل الكنيست.

وأشارت سلايمة ل "بكرا": انا مؤمنة ان تمثيل النساء السياسي في اسرائيل من أضعف الدول المتقدمة، وليس فقط الفلسطينيات في الداخل، فقد انخفض عدد النساء بالانتخابات الاخيرة من 31 الى 26. ولا ننسى ان هناك احزاب متدينة يهودية تتولى زمام السلطة وتمنع دخول أي امرأة الحراك السياسي بسبب دوافع ذكورية وأعذار دينية.

وفسرت نفسها قائلة: حزب العمل مثلا الذي قادة اڤي غباي "طرد" تسيپي ليڤني من القيادة بشكل مهين ودفع بنساء حزب العمل البارزات مثل ستاڤ شبير وميراڤ ميخائيلي للصفوف الخلفية ليضمن مقعد لجنرال مجهول. وفِي ميرتس اليساري لم ترحب قيادة الحزب بتوجه وخط تمار زاندبرغ السياسي وسيتم تغيرها بالانتخابات التمهيدية. ورأينا ايضا ان زهاڤا جلؤون اودت بحياة ميرتس وانخفضت نسبة التأييد لها مع كل دوره انتخابية. اورلي ليڤي لم تنجح ان تعبر نسبة الحسم مع اجندة اجتماعيه اقتصادية وادعت ان سبب إقصاءها من كحول لڤان هو سبب جندري بحت.

واختتمت: اسرائيل بالمجمل دوله عسكريه تقدس القوة وحملة السلاح او من يتهافتون على استعمال اليد الحديدة بكل خطاب، وهذا ميدان يحتله الرجال غالباً، اما بالساحة العربية، فرجال الوفاق هم رجال المتابعة معقل الرجال السلطات المحلية مأهولة بالرجال، وحتى لجان الأحياء وأهالي المدارس اغلبها رجال. فما دام عملنا البرلماني يرتكز على المهارة والمظاهر سيكون لنا النساء من الصعب اختراقه، في حال تحول لمنهجي ومهني لا بد ان تكون المرأة شريكة به. ولنا نحن النساء دور كبير بإحداث هذا التحول المنشود.

الوضع لا يبشر بالخير

سوسن توما شقحة من جمعية نساء ضد العنف قالت في هذا السياق: اننا في نساء ضد العنف نعود ونؤكد من جديد على اهمية تمثيل النساء في مواقع اتخاذ القرار وطرح قضايا شعبها بشكل عام وقضايا النساء بشكل خاص من منظور نسوي انساني، وبهذا نعود ونذكر الاحزاب توقيعهم مع نساء ضد العنف منذ 15 عاما على ميثاق عهد المساواة والذي التزم كل حزب بتمثيل النساء بمواقع اتخاذ القرار والعمل على ازالة المعيقات امام تشغيل النساء ومناهضة العنف ضد النساء، وحسبه تعمل الاحزاب منذ ذلك الحين على تطبيقه ونتوقع في هذه الانتخابات المهمة ايضا الالتزام بالعهد وان تكون التركيبة تضمن تمثيل النساء في مواقع مضمونة ولا تمثل اي من منتهكي حقوق النساء مثل متعددي الزوجات متحرشين جنسيا وما الى ذلك.

الناشطة النسوية ميسم جلجولي قالت بدورها ل "بكرا" في هذا السياق: اعتقد انه لن يكون هناك أي تغيير بهذا الموضوع خلال الانتخابات القادمة إذ ان الأحزاب لم تقم بانتخابات تمهيدية جديدة وسيتوجهون للانتخابات القادمة بنفس القوائم.بل ممكن ان تخسر تمار زاندبرغ رئاسة ميرتس بسبب انتخابات جديدة لرئيس ميرتس بما معناه ان الوضع لا يبشر بالخير.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]