نشرت جريدة "صوت الأزهر" تقريراً يهاجم ختان الإناث، وزواج الأطفال، باعتبارهما يشكلا إهانة للدين الإسلامي والمجتمع. ويأتي تقرير الصحيفة التي تعدّ الجريدة الرسمية لمشيخة الأزهر، في سياق مشاركة الأزهر، مؤخراً، في القمة الإفريقية الأولى التي عقدت في السنغال، وناقشت تشويه الأعضاء التناسلية للإناث وزواج الأطفال.

ويعدّ الرأي الذي تبرزه الصحيفة اعتماداً على آراء علماء في الأزهر مغايراً لما هو شائع في كثير من قطاعات المجتمع المصري، خاصة في المناطق الريفية والعشوائيات الفقيرة، والتي يحظى فيها التيار السلفي بتأثير اجتماعي ملحوظ، كما أن هذا الرأي يعد تحولاً ملحوظاً عن الفتاوى القديمة للأزهر التي كانت تستند إلى آراء تراثية مثيرة للجدل، وقد يُنظر إليه ضمن جهود تجديد الخطاب الديني.

ونقلت الصحيفة عن الدكتور إبرهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر سابقاً وعضو المركز الدولي للدراسات والبحوث السكانية بالأزهر، "أن المركز أصدر كتاباً شاركت فيه مجموعة من كبار العلماء والفقهاء بشأن مسألة ختان الإناث، وأكدوا أن الختان لا يستند إلى شيء في الشرع".

وأضاف الهدهد: "اختلاف الفقهاء قديماً قام على الحديث الوارد لأمّ عطية وهو «اخفضي ولا تنهكي» وليس هذا الحديث معناه أن الختان عادة أقرها الإسلام ولكنها كانت عادة موجودة فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يزيلها حينما قال في بقية الحديث «فإنه أنضر للوجه وأحظى للزوج»، فمعنى هذا أن الختان بالعادة التي كان يجرى عليها كان له تأثير سلبي على الحياة الزوجية وعلى الأسرة وما إلى ذلك، كما أن هذا الحديث فيه كلام في سنده وفي درجته، فلا يمكن أن يستدل به".

وجرّمت مصر ختان الإناث وزواج الأطفال تحت سن 18، قبل نحو عقدين من الزمان، لكن هذا التجريم اعتبرته التيارات السلفية مخالفاً للدين وانصياعاً لإملاءات المجتمع الدولي، وهو ما دفع بعض الأهالي إلى ختان أطفالهم بعيداً من أعين القانون، خشية مخالفة "تعاليم الدين".

وكشفت دراسة أجريت في العام 2018، أن نسبة ختان الإناث في مصر بلغت 92% بين المتزوجات في المرحلة العمرية بين 15-49 عاماً، وتنخفض إلى 85% بين الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و25 عاماً، فيما بلغت 72% من عمر 13 إلى 17 سنة.
أما عن زواج الأطفال يقول رئيس جامعة الأزهر السابق "هذا الأمر نوقش بمجمع البحوث الإسلامية حينما كان هناك قانون سيصدر ليحدد سن الزواج، فأخذ رأي الأزهر الشريف في ذلك، وكذلك عندنا جهة أخرى متخصصة في هذا البحث من الناحية الطبية والشرعية وهو المركز الدولي للدراسات والبحوث السكانية بالأزهر الشريف، وقد أجمعت هذه الآراء على ضرورة تحديد سن الزواج لأنه متروك لأولياء الأمر في كل جيل حسب طبيعة هذا الجيل".

وتشير الأرقام الرسمية للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر، والتي نشرت في شهر تشرين الثاني من العام 2018، أن عدد الأطفال الذين سبق لهم الزواج خلال المرحلة العمرية من 10-17 عاماً بلغت 117220 طفلاً، وجاءت محافظات الصعيد لتسجل أعلى معدل، حيث بلغت نسبة هؤلاء الأطفال 50.8%.


المصدر: ياصور

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]