أثارت العفولة مؤخّرًا موجة غضب لدى المواطنين العرب ولدى محبّي السّلام في الوسط اليهودي.

أودّ في هذا السّياق التّطرّق لهذا الانهيار الفكري لدى أصحاب القرار في مدينة العفّولة، بما يلي:

أولًا: نحن أصحاب حق في هذه البلاد، وبقيّة الفكرة تعرفونها جيّدًا...وعلى الأغلبيّة أن تبدي مسؤوليّة تجاه الأقلّيّة.

ثانيًا: القرار المزدوج بمنع العرب من السّكن في العفّولة، او الدّخول لمتنزّه المدينة العام، قرار عنصري بامتياز، ولا يُفرح الّا المتطرّفين، ويغذّي مشاعر المجموعات المتطرّفة.

ثالثًا: هذا القرار المزدوج أعاد البلاد لأجواء الكهانيّة المتطرفّة والمقيتة. ولا أدري ما هي الرّسالة "الانسانيّة" الّتي يقدّمها هؤلاء للجيل القادم من أبناء الشّعبين!

رابعًا: العرب ليسوا أقلّ شأنًا من اليهود، أو من أيّ شعب آخر. لدينا قدرات جبّارة في كلّ مجالات الحياة، نملك كلّ القدّرات لتأسيس المستشفيات وإدارتها. وهذا الكلام ينطبق على باقي المؤسّسات، كالجامعات والكلّيّات، ومراكز الأبحاث وغيرها. وإذا كان بيننا الكثير من العمّال، فإنّنا نفتخر ونعتزّ بأحذيتهم النّضاليّة، فهم يأكلون لقمة عيشهم بشرف وأمانة. ندرك جيّدًا بأنّ الظّروف لم تسمح لنا أن نحقّق ذاتنا الجماعيّة، ولكن ذلك ليس سببًا منطقيًا لتستهتروا بنا! وفقط من باب التّذكير، ليس أكثر، نُذكّر بأنّه على مسافة أمتار قليلة، من متنزّه العفّولة العام، يقع مستشفى ( المرج) العفّولة، ويعمل فيه عدد كبير من خيرة الأطبّاء والممرّضين العرب، فهل من المعقول بأنّ الطّبيب العربي الّذي ينقذ حياة المرضى من أبناء الشّعبين، خلال ساعات النّهار واللّيل، غير مسموح له ان يأتي ساعات الغروب مع أسرته وأطفاله لقضاء بعض الوقت للترويح عن النّفس! اعطونا اسم دولة أو مدينة واحدة في هذا العالم، ترضى بذلك! أنا متأكّد، لن تجدوا أيّ نظام في العالم يرضى بمثل هذه المفارقة المستهجنة! ولهذا السّلوك مسمّى واحد، نعرفه جميعنا يا سادة، إنّه "الابرتهايد".

خامسًا: هذه القرارات العنصريّة تعيدنا لفترات تاريخيّة سوداء، كم لا نرغب جميعنا بالعودة إليها، أو حتّى تذكّرها.

سادسًا: كان هناك ضعف واضح في ردّة فعل قوى السّلام العربيّة واليهوديّة على هذه القرارات، لذا لم تنجح ردود الفعل الشّعبيّة المتفرّقة بالتّأثير على أصحاب القرار ومراكز التّأثير.

سابعًا: النّداء بمقاطعة العفّولة من قبل بعض الجهات، ردّ فعل طبيعي ومتوقّع في ظلّ غياب الموقف الرّسمي وعدم مساندته للعرب ضدّ هذه القرارات المجحفة.

ثامنًا: هذه سابقة مخجلة ومخزية تجاه الأقلّيّة العربيّة، وهي تشكّل مقدّمة لقرارات مشابهة في مناطق أخرى وضدّ أقلّيّات اخرى كذلك.

تاسعًا: تقديم التماس من قبل مركز "عدالة" للمحكمة المركزيّة في النّاصرة، يطالب فيها بإلغاء التّعليمات العنصريّة الّتي أصدرتها بلديّة العفّولة، والّتي تقضي بمنع دخول العرب إلى المتنزّه العام، قرار صائب وخطوة في الاتّجاه الصّحيح.

عاشرًا: نناشد قوى السّلام بالتّصدّي بقوّة لكلّ هذه الظّواهر العنصريّة، الّتي تؤجّج الصراع بين الشّعبين. كما وعلى المواطنين العرب تنظيم أنفسهم بصورة أفضل، لمواجهة هذه الظّواهر، وفرض تأثيرهم من أجل منعها، ضمن المُتاح.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]