أظهرت الانتخابات البرلمانية الأخيرة بالفعل قوة الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، بانها صاحبة قرار وتستطيع ان تؤثر على مجريات الأمور بطريقة عملية حينما عزفت عن المشاركة بعملية الاقتراع نتيجة حالة عدم الثقة التي سادت بينها وبين الأحزاب التي رفضت حينها ان تتوجد في اطار القائمة المشتركة وانقسمت الى قائمتين ما دفع الجماهير الى معاقبة مركبات المشتركة الأربعة وبرز ذلك في انخفاض نسبة التصويت مقارنة بانتخابات عام 2015 عندما توحدت الأحزاب لأول مرة في اطار القائمة المشتركة وحصلوا على 13 مقعدا وكانت القوة الثالثة في الكنيست الإسرائيلي.

على ما يبدو ان المركبات الأربعة لم تفهم الدرس جيدا ولم تسمع صوت الشارع، فتظهر وكأنها "تلهث" وراء الكراسي والمقاعد من خلال الخلافات التي ظهرت مؤخرا في حين انها وعدت بإعادة تركيب القائمة المشتركة قريبا والعمل على وضع خطة ذات اجندة مختلفة لدعم الجماهير العربية، الخلافات الأخيرة المتداولة وعدم الإعلان عن المشتركة والوحدة عمقت ازمة الثقة حتى اللحظة بين الأحزاب العربية والجماهير التي أعلنت وبقوة هذه المرة أيضا مقاطعتها للتصويت في حال لم تتفق الأحزاب وتخوض الانتخابات القادمة في السابع عشر من أيلول القادم ككتلة واحدة

التصويت حق لنا ويدل على وجودنا في هذه البلاد

هاني جميل حداد صاحب محل تجاري في الناصرة قال: انا بجميع الأحوال سأصوت في الانتخابات القادمة وأتمنى من الجميع ان يقوم بالتصويت أيضا لصالح الأحزاب العربية او القائمة المشتركة او أي حزب اخر لان التصويت هو حق لنا ويدل على وجودنا في هذه البلاد. وهذا هو المنطق.

علينا ان نصوت لنمنع اليمين من تشكيل حكومة!

اسعد عبيدي من المشهد كان له موقف مغاير ومختلف حيث قال: علينا ان نصوت بالتأكيد، علينا ان نمنع اليمين من تشكيل حكومة وان لا نخسر، علينا ان نتوجه الى صناديق الاقتراع بكثافة، واطلب من الجمهور العربي ان يصوت بكثافة وان يختار القوائم العربية حتى نمنع اليمين من تشكيل حكومة والاستمرار في سياسته ونهجه ضد المواطنين العرب.

كما وأيد إبراهيم رشيد من الناصرة فكرة التصويت للأفضل، لمن يخدم شعبه حيث قال: علما انني كنت أفضل وجود القائمة المشتركة كقوة واحدة في الكنيست حتى تتصدى للأحزاب اليمينية المتطرفة ولكن علينا بكل الأحوال ان لا نفتح المجال امام اليمين ليشكل حكومة ويكون قوة علينا ان نصوت وبكثافة.

مؤامرات.. وعلى العرب ان لا يصوتوا

فرح صايغ من الناصرة اكد انه لن يصوت مطلقا في حال لم يتحد الأحزاب الأربعة في القائمة المشتركة مشيرا الى انه حتى بوجود ثلاثة أحزاب في القائمة فانه لن يصوت أيضا، ودعا كافة الأحزاب الى الالتزام بالوعود التي قطعتها قبل فترة بانها ستعمل على إعادة بناء وترتيب القائمة المشتركة بعيدا عن أي خلافات حول مقاعد او مواقع.

مؤيد زعبي وافق الرأي والموقف المعارض للتصويت في ظل عدم الوصول الى اتفاق حول إعادة تشكيل القائمة المشتركة حتى اللحظة ولم يتبق على الانتخابات البرلمانية الا بضعة اشهر وقال بدوره معقبا: لا يوجد ما أعقب عليه، بالطبع لن أقوم بالتصويت، الصورة بشعة للغاية، يقومون بمؤامرات وكل ما يهمهم فقط المقاعد والمعاشات، وبشكل عام النواب العرب لم يقوموا بأي شي لمصلحة الجماهير، العرب اتفقوا ان لا يتفقوا، وعلى الجماهير العربية ان لا تصوت بعد ان انكشفت الحقيقة امام الجميع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]