تتعالى بعض الأصوات مؤخراً حول تغييب دور الأكاديميين وعدم إشراكهم في الساحة السياسية في الداخل الفلسطيني.

وينادي عدد من الاكاديميّين في إقحامهم بالمعترك السياسي وانتخابهم.

ولاقت هذه الأصوات معارضة شديدة في المجتمع العربي انطلاقاً من أنّ وجود شخص بالأكاديميا لا يعني بالضرورة أنّ يصلح ليكون ممثل جمهور - على حد اعتبار البعض-.

وقال المحامي امير فاخوري وهو باحث ومدير معهد الأبحاث في مدرسة السلام - واحة السلام لـبكرا: دور المشتركة سابقا اقتصر على مجالين؛ التنظيم السياسي والأدائي ومن ناحية أخرى البعد الهوياتي والاجنداتي.حيث نجحت المشتركة في توحيد الجميع تحت هويّة واحدة جماعية وسقف واحد وهي الهويّة الفلسطينية العربيّة الأصلانيّة بمعنى ان الشيوعي والقومي والإسلامي جميعهم وحدتهم راية المشتركة وتم الاتفاق فيما بينهم على قاسم مشترك وهذا يسجل لصالح المشتركة للحقيقة. وتابع: تم تعزيز البعد الهويّاتي على نحوٍ ممتاز ولكن من ناحية الاداء هناك سجال مهم حول كيفية التأثير بالساحة السياسية وما هي الأدوات التي نحن بحاجة لها من أجل تحقيق هذه الغايات.

التأثير والتحالفات

وأضاف: الخلاف واضح بين الجبهة والتجمع وهو يتعلّق في الأمور التي ينبغي القيام بها من أجل التأثير على الخارطة السياسية وتحصيل الحقوق، والسؤال الذي يطرح في هذا السياق - من هو الحليف الذي بامكانه تحقيق هذه الغايات؟ التحالفات هي أساس العمل السياسي والرئة التي تتنفس منه وبدون التحالفات لا يمكن فعل شيء. باعتقادي أن النقاش الأهم في هذا السياق مرتبط بهويّة الحليف والأجندة التي يحملها. وهذا السجال كان يجب التشديد عليه والخوض فيه أكثر من قضايا اجرائية وشكلية أقل أهمية.

خلاف تاريخي

وفي ردّه على السؤال بخصوص الخلاف، أجاب: هذا الخلاف مهم وتاريخي وعدم مقدرتنا وضعه على الطاولة بشكل صريح وعميق، أدى الى زعزعة العلاقة بين مركبات المشتركة واعاقة امكانات مأسستها وتطوير اداءها.

وتطرّق فاخوري الى الادعاء السائد حول دور الأكاديمي المغيّب قائلا: الواقع يقول شيء مغاير، بأن للأكاديمي العرب دور مهم جدّاً في السياسة الداخلية فالادعاء غير صحيح بان الأكاديمي مغيّب. فمثلاً هناك عضو الكنيست د. يوسف جبارين وهو أكاديمي وايضا كان هناك عزمي بشارة فدور الأكاديمي العربي في السياسة اكثر بروزاً من دور الأكاديمي الاسرائيلي في المجتمع اليهودي فله مكانة عالية ودور بارز.

دور ممتاز

وأكدّ الباحث على أنّ: دور الأكاديميين ليس بحاجة الى التحسين فدور الأكاديميين ممتاز والمشكلة ليس في الأكاديمي ودوره وكون الانسان أكاديمي لا يعني بالضرورة أن يصبح مندوبًا وممثل جمهور. العلم والمعرفة يؤهلان المرء لأن ينخرط في سوق العمل في مجال ما واختصاصٍ معيّن وربّما في بعض الحالات يصلح لأن ينخرط في العمل الجماهيري والحزبي ويصبح ممثل جمهور، لكن ليس هكذا تورد الإبل، بمعنى يتم انتخاب ممثلي الجمهور من خلال انتخابات داخلية في اطر سياسية بإجراء ديمقراطي.

واختتم حديثه: الأكاديميا ليست الطريق الحصرية والمثلى لتمثيل الجمهور، وبامكان الاكاديمي أن ينخرط في أطر ومؤسسات ومواقع وخدمة مجتمعه من خلالها وليس بالضرورة من خلال المواقع السياسية التمثيلية. عليه، لكي تصبح ممثل جمهور ليس بالضرورة أن تكون أكاديمي، ولكن كونك من مجال الاكاديميا يسجل لصالحك كما يسجل لصالح الطبيب انه جاء من عالم الطب والادّعاء السائد ان شخص ما يريد أن يصبح عضو كنيست لمجرّد كونه بروفيسور فهذا خاطئ.

يشار الى ان فاخوري هو محرر الكتاب " تحالفات في متناول اليد - حالة الأقليّة العربيّة الفلسطينية في اسرائيل".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]