صدر عن انجاز المركز المهني لتطوير الحكم المحلي للسلطات المحلية العربية هذا الأسبوع العدد الأول من "رؤيا"، المجلة العلمية، المهنية والتطبيقية التي تعنى بشؤون الحكم المحلي العربي في البلاد. هذا ويحتوي العدد من مجلة "رؤيا" على مجموعة من الدراسات والمقالات العلمية، بالإضافة إلى مساهماتٍ تطبيقية تهدف إلى تطوير عمل وأداء السلطات المحلية العربية. تحتوي المجلة على أبوابٍ مختلفة: ضيف العدد، أبحاث ودراسات عملية، مساهمات تطبيقية ومتفرقات. حرّر المجلة مضامينيًا محمد خلايلة وعماد جرايسي، كما وحرر المجلة لغويًا علي قادري وصمّمها غرافيًا Baloot.ADV.



تفتتح العدد مقدمة للسيدة غادة أبو جابر-نجم، مديرة مركز انجاز، والسيد شوقي خطيب، الذي اشغل منصب رئيس مركز انجاز حتى الآونة الاخيرة، ويشيران فيها إلى تزايد التحديات أمام المجتمع العربي عمومًا وأمام السلطات المحلية العربية على وجه الخصوص. كما وأكدا في المقدمة على أهمية انتاج المعرفة ومراكمتها من أجل مواجهة واقع السلطات المحلية العربية والمساهمة بالخروج من الأزمة. تلاها مقدمة المجلة بقلم محرري المجلة: محمد خلايلة وعماد جرايسي مؤكدان على أهمية المجلة باعتبارها منصة حوارية ومهنية تسعى إلى انتاج معرفة وأدوات بديلة تتحدى السائد والمألوف لمواجهة الخطاب السائد داخل السلطات المحلية والأدوات العملية الناتجة عنه. وفي نهاية المقدمة أكدا على أن هيئة التحرير ترى في مجلة "رؤيا" ركيزة أساسية في عملية ترشيد الخطاب السياسي والإداري داخل السلطات المحلية العربية ومنصة أساسية وطليعية للتداول في عملية التنمية والنهضة داخل البلدات العربية.



ضيف العدد

احتوت المجلة على مقابلة شاملة مع السيد أيمن سيف، المدير السابق لسلطة التطوير الاقتصادي في مكتب رئيس الحكومة. وشملت المقابلة تطرقًا للتحديات التي رافقت سيف خلال عمله كمدير لسلطة التطوير الاقتصادي خصوصًا أنها تزامنت مع عودة اليمين إلى سدة الحكم وتولي بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة منذ العام 2009. أكد سيف في مقابلته أن هنالك أهمية كبيرة جدًا لأن يتقدم المواطنون العرب لوظائف حكومية رفيعة المستوى واقتحام هذه المواقع الحساسة التي من خلالها بالإمكان التأثير على سياسات الحكومة وجعلها تعود بالفائدة على المجتمع العربي برمته. وتطرق سيف في مقابلته إلى دور السلطات المحليّة العربيّة في إحداث التغيير المنشود داخل البلدات العربية وأشار إلى أن هنالك سلطات محلية عربية غير قادرة على تحمل المسؤولية بسبب جمودها وغياب الرغبة والإرادة وانعدام الطاقات المهنية من أجل التخطيط وتنفيذ المشاريع بنجاعة ومهنية وبموجب المعايير التي تضعها المكاتب الحكومية. وفي نهاية مقابلته أكد سيف على أن للرئيس والطاقم الإداري في السلطة المحلية الأثر الأكبر على أداء السلطة المحلية ولديهم مسؤولية كبيرة بتحسين أوضاع بلداتهم الاقتصادية-الاجتماعية.



مقالات ودراسات

ويشتمل الكتاب على ملف "مقالات ودراسات" الذي يحتوي على خمسة أبحاث ومقالات علمية من حقول مختلفة تطال عمل السلطات المحلية العربية. يفتتح الملف محرر المجلة والباحث محمد خلايلة بمقال حول نتائج انتخابات السّلطات المحلية العربية من العام 2018. تعاين الدراسة أنماط التّصويت وتتطرّق بشكلٍ موسّع إلى نسب التّصويت المرتفعة وتحاول الخوض في الأسباب والعوامل الّتي تؤدي إلى هذا الارتفاع مقارنةً بالبلدات اليهودية ومقارنةً بالانتخابات البرلمانية في البلدات العربية. إضافةً إلى ذلك، تركّز المقالة على موازين القوى المحليّة وتعاين مستويات التمثيل المختلفة للقوى العائلية-الحمائلية مقابل القوى السياسية-الحزبية. يلي المقالة الأولى دراسة لعماد جرايسي تحت عنوان "التربية لهوية محلية مشتركة" حيث تتناول الدراسة الهويّة المحليّة المشتركة باعتبارها حجر الزّاوية في صقل هوية جمعيّة عند أبناء الشبيبة الفلسطينيين في إسرائيل، مستندةً إلى منظور بناء الهويّة المحليّة من خلال الدّور التّكاملي لأقسام التّربية والتّعليم، الشّبيبة والرّفاه الاجتماعي في السُّلطة المحليّة، ومن خلال تعزيز الانتماء للبلدة والتّعرّف على معالمها وتاريخها والتّشارك في صياغة الرّؤى التّطويرية الاستراتيجيّة للبلدة. يليها مقالة للباحثة د. رنا زهر تحت عنوان "ميزات وملامح نساء عربيات فلسطينيات منتخبات السلطات المحلية في إسرائيل بين الماضي والحاضر" حيث تتناول المقالة ظاهرة الارتفاع الملحوظ في أعداد النساء العربيات الفلسطينيات في البلاد اللواتي يشغلن منصب عضو مجلس محلي أو بلدية. يساهم المقال في فهم هذه الظاهرة من باب مواكبة التّطورات التي طرأت على بروفيل (ملامح) المرأة العربية منتخبة الجمهور في السلطات المحلية في البلاد منذ خمسينيات القرن الماضي حتى اليوم. يعتمد البحث على مقارنة معطيات ديموغرافية وشخصية حول منتخبات جمهور سابقات ممّا توفّر في أدبيات الموضوع والأبحاث التي كتبت حولها -وهي قليلة جدًا – مقابل معطيات جمعتها د. زهر بواسطة مقابلات مع منتخبات حديثات العهد. وفي مقالة أولى من نوعها باللّغة العربية للباحث عنان معلوف تحت عنوان "المدن في عصر تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات" هدفت إلى التّشديد على أهميّة العلاقة بين المدن والتّكنولوجيا العصرية، والإمكانات الكبيرة المتوفرة جراء الثّورة التّكنولوجيّة والمعلوماتيّة لتطوير حياة المواطنين والمدن ذاتها. يستعرض معلوف المخاطر الرّاهنة الّتي ممكن أن تنتج عن استخدامات سلبيّة وسيّئة لوسائل تكنولوجيّة مختلفة وإلى الدّور المحوريّ والهام للمواطنين، كأفراد وكمجموعات في تصحيح سلوكيات خطيرة والدّفع باتجاهات عادلة، منصفة واجتماعية. خاصةً، في ظلّ الحداثة السّريعة والمستمرة والتي تنتج مفاهيم مغلوطة للأدوات التّكنولوجية وللأهداف الكامنة من وراء استخدامها; منها مثلًا في مجالات: المدن الذّكية، الأمن والأمان، جمع المعلومات الرقمية وإتاحة الشراكة. اختتم الباب في مقالة أخرى لمحرّر المجلة، محمد خلايلة تحت عنوان " التّحدّيات الرّاهنة أمام السّلطات المحليّة العربيّة ومقترحات عمليّة للخروج من الأزمة" يتطرّق فيها إلى وضعيّة القرى والبلدات العربيّة والتّحديّات المركزية الرّاهنة أمامهن، وبخاصّة في ظلّ التغيُّرات التي طرأت على علاقة المواطنين بالحكم المحلّيّ.



مساهمات تطبيقية

افتتح الباب مقالة للباحث د. رفيق حاج تحت عنوان " المؤشّرات والمعايير المطلوبة لقياس مدى نجاح السلطة المحلية". يدّعي حاج في مقالته بأنّ تقييم أداء السّلطة المحلية وإدارتها وتصنيفها على أنها ناجحة أو فاشلة لا يمكن أن يكون رأيًا شخصيًا فقط، وإنما ينبغى علينا الاعتماد على مؤشّراتٍ مهنيّةٍ وموضوعيّةٍ ومتفق عليها مسبقًا بين المواطن والسلطة المحلية ووزارة الداخلية وكافة الأجسام المعنية، وفي نهاية مقالته يقدم د. حاج مقترحات عمليّة لمؤشّرات بإمكانها تقييم عمل السّلطة المحلية وتطوير أدائها الإداريّ والخدماتيّ. وأما مقالة أمير بشارات جاءت تحت عنوان " الاستدامة كأداة للتّطوير الاقتصادي: حالة السّلطات المحلية العربية" استعرضت أحد أهمّ القضايا والتّحدّيات التي تقف أمام السّلطات المحلية عمومًا والسّلطات المحلية العربية على وجه الخصوص بما يتعلّق بمسألة التّطوير الاقتصادي. تّطرّقت المقالة إلى جملة التّحدّيات التي تقف أمام السّلطات المحليّة العربيّة بكلّ ما يتعلّق بالتّطوير الاقتصادي كما وتمّ التّطرّق إلى خطوات عمليّة وتنفيذيّة من شأنها تذليل العقبات والعوائق التي تقف أمام السّلطة المحلية وتعبّد الطريق نحو التطوير الاقتصادي. ويختتم المجلة مقالًا لايال كانتس تحت عنوان "بناء الثّقة بين رؤساء السّلطات المحليّة العربيةّ و الحكومة كرافعة اقتصادية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]