أقامت سهى أبو بكر، ابنة قرية جت، معرضها النهائي للتخرّج من كليّة الفنون همدراشا في بيت بيرل، حول قضيّة هدم البيوت في البلدات العربية، بحيث نقلت وجع ومعاناة العائلة التي تتعرّض لهذا الحدث الأليم. وتضمّن المعرض ثلاث لوحات رسمت باستخدام الفحم على الخشب، وجاء استخدام الفحم اشارةً إلى الظلم وهول المصيبة، في حين أنّ استخدام الخشب جاء للدلالة على الموت لكون الخشب هو عبارة عن أشجار مقطوعة وميتة، كما أنّ اللوحات الخشبيّة تبقى لفترة أطول، إشارةً منها إلى استمرارية المعاناة والوجع.

وتقول سهى أنّ هذا المعرض هو ليس الأوّل لها والذي طرحت من خلاله قضيّة هدم البيوت، وانّما أقامت من قبل عدّة معارض خلال فترة تعليمها نقلت فيها هذه القضية والتي لامستها وعاشتها بشكل شخصي، منذ سنوات عديدة حين تمّ هدم بيت في قريتها وبقيت صورة البيت المهدوم عالقة في ذاكرتها بكافة التفاصيل المأساوية، كما كانت شاهدة على هدم بيوت أخرى لأقرباء لها، لذا كان اختيار هذا الموضوع لطرحه من خلال أعمالها الفنيّة أمرًا مفهومًا ضمنًا.

وتقول سهى أنّ هدم البيوت بالنسبة لها تمامًا كفقدان الأب، وكانت قد فقدت أباها قبل 5 سنوات وعاشت شعور الانكسار والضياع والحرمان وفقدان الأمان والحزن العميق الذي لا ينتهي، وهي تتصوّر أنّ هذه المأساة هي ذاتها التي تعيشها الأسرة التي تفقد بيتها، فتفقد معه الأحلام والأمل والطموح. وتظهر المرأة في لوحات سهى على شكل صرخة أم تعبّر عن الحسرة والانكسار.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]