أيام قليلة تفصلنا عن بدء العام الدراسي الجديد، فالاستعداد للعام الدراسي من الأشياء التي تؤرق الآباء والأمهات فيشعرون بأنهم في متاهة لا يستطيعون الخروج منها، ومع اقتراب قدوم العام الدراسي الجديد يسارع الآباء والأمهات إلى المكتبات والمحال لشراء مستلزمات المدرسة، ولكن للأسف يغيب عن أذهان الكثيرون منا أن الاستعداد للعام الدراسي الجديد لا يقتصر على المستلزمات المدرسية والاستعدادات المادية، بل يعتمد بشكل أساسي على الاستعدادات النفسية والبدنية و تهيئة الطالب لاستقبال العام الدراسي الجديد بروح جديدة محباً للدراسة ومهيئاً لها.

الاستعداد للعام الدراسي الجديد على الصعيد النفسي:

يقصد بالاستعداد النفسي كل ما يشمل الأفكار والمعتقدات والتصوّرات، لذا لابدّ للطالب أن يتهيأ نفسيًا قبل بدء العام الدراسي الجديد وذلك من خلال:

تحديد الأهداف: لا يخفى على أحد أنّ تحديد الأهداف من أهم الطرق التي تساعد على تحقيق النجاح، لذلك يجب على الطالب أن يحدّد ما يريد أن يحققه خلال العام مثل (الحصول على علامات عالية في جميع المواد، حصد المرتبة الأولى على مستوى زملاء الصف والمدرسة).

التخلّص من الأفكار السلبية: لا بد من التخلص من كل الأفكار السلبية التي كانت سببًا وراء التشتت والإخفاق في العام الدراسي السابق واستبدالها بأفكار أكثر إيجابية مع الحرص على ترديد بعض العبارات التحفيزية مثل (أنا طالب متفوق، أنا سأتمكن من تحقيق النجاح، أنا ذكي ولدي مهارات استثنائية).

تغيير طريقة التعامل مع الفشل: الفشل أمر واقع في هذه الحياة لكن بأيدينا يمكننا أن نُحوّل الفشل لبداية جديدة، لذا حاول أن تتعلم من أخطائك السابقة واستفد من كل التجارب التي مررت بها وتمسك بالأمل والتفاؤل، بذلك فقط ستتمكن من تحقيق التفوق والنجاح المبهر في العام الدراسي الجديد.

الاستعداد للعام الدراسي الجديد على الصعيد الجسدي:

النوم مبكراً: تجنّب السهر حتى تأخذ كفايتك من النوم المريح ليلًا أي النوم بما لا يقل عن 8 ساعات يوميًا، حيث يساعد هذا في زيادة القدرات العقلية للطالب وتقوية قدرته على التركيز والاستيعاب والفهم والحفظ والتعلّم.

تناول الطعام الصحي: يوصي الأطباء في مجال التغذية بضرورة اهتمام الطالب بنوعية غذائه لأنّ الغذاء الجيد يُحسّن القدرات العقلية ويقوّي الجهاز المناعي وهذا ما يجعله في صحّة جيدة طيلة العام.

ممارسة الرياضة: العقل السليم في الجسم السليم وانطلاقًا من هذه المقولة يجب على الطالب أن يمارس الرياضة يوميًا لمدة ساعة كاملة، يمكنك مثلًا أن تمارس رياضة المشي، ركوب الدراجة، السباحة وغيرها من الأنشطة، سيساعد هذا على تنشيط جسمك وطرد الشحنات السلبية لتصبح أكثر استعدادًا لبدء العام الدراسي الجديد.

كيف تستعد للعودة إلى مذاكرة الدروس:

الاطّلاع على المقرّرات الدراسية: أهم ما يجب أن تقوم به قبل بدء الاستعداد لمذاكرة الدروس الاطلاع على كل القرارات الدراسية لهذا العام، ألقِ نظرة شاملة على فهرس كل مقرّر والمعلومات الواردة به، سيساعد هذا على تكوين فكرة عامة عنها.

شراء كل لوازم الدراسة: هذه الخطوة في غاية الأهمية حيث لا بد من أن تذهب إلى المكتبة لشراء الأقلام، والدفاتر، والأدوات الهندسية، وكل ما ستحتاجه من لوازم دراسية خلال العام، سيجعلك هذا أكثر استعدادًا للعودة إلى المذاكرة من جديد.

اختيار غرفة خاصة للدراسة: المكان الذي ستجلس به خلال الدراسة يجب أن يتمتّع بعدة مواصفات كالهدوء، التهوية الجيدة، الإضاءة القوية، الأثاث المريح، كل ما سبق سيحميك من التعرّض للتشتّت والضوضاء وبالتالي سيزيد من قدرتك على التركيز في الحفظ.

تنظيم الوقت: من يريد أن يحقّق النجاح والتفوق لا بد من أن يستثمر كل دقيقة من وقته وأن يتجنب التسويف والتأجيل، لذا احرص على وضع برنامج يومي تحدّد به المواد المطلوب دراستها والوقت الذي تحتاجه لدراسة كل مادة، سيسهل هذا العودة إلى مذاكرة الدروس.

كيف تقضي على الملل خلال العام الدراسي:

1. يعتبر الملل من أكثر الحالات التي يعاني منها الطلاب خلال العام الدراسي، فما إن يمضي الشهر الأول من العودة للدراسة حتى يشعر الطالب بالملل والتذمر وقد يتطور الأمر إلى عدم الرغبة في الدراسة ما يؤثر سلبًا على تحصيله العلمي.

2. احذر من الدراسة لساعات طويلة وبشكل متواصل فهذا الأمر يجلب لك التعب والملل والشعور بعدم الرغبة في الاستمرار، لذلك ننصحك أن تحصل على فترة راحة لمدة نصف ساعة بين الحين والآخر، سيسهم هذا في تجديد نشاطك وتحسين حالتك النفسية.

3. الدراسة بشكل فردي تساعد على التركيز لكنها مملة نوعًا ما، لذلك يفضل أن تجرب الدراسة الجماعية عندما تشعر بالملل أي اجلس مع أصدقائك وقوموا بالدراسة سويًا، سيشعرك هذا بالمتعة، وستتشجع لحفظ المزيد من المعلومات.

4. حاول أن تغيّر الطريقة التي تدرس بها، على سبيل المثال إذا كنت تعتمد على الدراسة الشفهية قم استخدام الكتابة في الدراسة، كأن تبدأ في كتابة الأسئلة حول الدرس والإجابة عليها، وكذلك استخدام مختلف أنواع القراءة سواء القراءة الجهرية أو القراءة الصامتة.
5. غيّر الوسائل التي تستخدمها في الدراسة، مثلًا اشتري أقلام ملونة للكتابة ولتحديد ما يلزم حفظه فهي تمنحك شعورًا جميلًا بالراحة، كما أنّها تساعدك على التركيز في الحفظ، واحرص أيضًا على شراء قصاصات ورقية ملونة لكتابة المعلومات المهمة عليها فكل ما سبق سيجعل عملية الدرس أكثر متعة.

كيف تتعرّف على أصدقاء جدد خلال العام الدراسي:

في كل مرحلة دراسية نتعرّف على أصدقاء جدد، لكن وللأسف بعض الطلاب لا يمتلكون القدرة على الانخراط مع بيئتهم الاجتماعية الجديدة ممّا يتسبب لهم بالكثير من المشاكل النفسية والمخاوف التي تؤثر مباشرة على تحصيلهم العلمي، فيما يلي سنقدم لك بعض النصائح التي تسهل عملية التعرّف على أصدقاء جدد.

1. يرى الخبراء أنّ الأعمال التطوعية التي تجريها المدرسة تساعد في التعرّف على أصدقاء جدد يشاركونك نفس الاهتمام، كما تتيح لك هذه الأعمال فرصة التعرف على أصدقاء من داخل وخارج صفك الدراسي.

2. المشاركة في كل الأنشطة التي تنظمها المدرسة من الرحلات الترفيهية إلى الرحلات التعليمية، وكذلك لا بدّ من أن تتحلّى بالسمعة والأخلاق الحميدة إذا ما أردت التعرّف على أصدقاء جدد، اعترف بأخطائك واحترم جميع زملائك وتعامل معهم بمساواة وقدّم لهم يد العون والمساعدة واستمع لمشاكلهم، سيساعد كل ما سبق على كسب محبتهم وسيسعى الجميع لنيل صداقتك.

3. شارك في المسابقات التي تنظمها المدرسة كمسابقة القراءة، والكتابة، والأنشطة الرياضية، والرسم، فكل هذه الأمور ستجعلك تتعرف على أصدقاء جدد من كل الصفوف الدراسية، وبالتالي ستنجح في تكوين علاقات صداقة متينة معهم.

4. إن الاهتمام بالمظهر الخارجي يلعب دورًا أساسيًا في تقبل الناس لنا وقبول صداقتنا، لذا حاول أن تهتم بمظهرك كأن تعتني بنظافتك الشخصية، وترتدي الملابس النظيفة، وتسرّح شعرك بطريقة مرتبة، وتضع العطور. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]