تعمّ المجتمع العربي، حالة من الغضب والسخط بعد جريمة مقتل السيّدة أمينة ياسين (35 عاماً) وهي امّ لخمسة أولاد في الجديدة - المكر.

وقالت عضو بلديّة عبلّين - فوز عثمان عبيد لـبكرا: لم يعد ما يقال على كل ما يحدث في وسطنا العربي من اعمال عنف وقتل وفوضى سلاح يجب علينا كمجتمع افراد ومسؤولين بحث عميق وجذري لفحص كل هذا الانزلاق الاخلاقي والعنف المتفشي والمتزايد وايقاف مسلسل القتل ضد النساء وعدم التعامل مع النساء وكأن الموضوع هو قضية شرف واما القاتل بطل مختل عقليا او يحاكم في احسن الحالات بأحكام مخفّفه وهذا يسبب عدم ردع لكل من تخولّ له نفسه بالتعامل مع المرأة كأنّها ضلع قاصر او ملك خاص يحق له التصرف بها كيفما يشاء.

وتابعت: على مكاتب واقسام الرفاه الإجتماعي أن لا يتستّروا على العائلات التي يعرف عنها كعائلات عنيفة اويمارس على افرادها العنف والتبليغ عنها وعلى سلطاتنا المحليّة تقديم برامج داعمة للنساء أوّلاً وللأفراد وحملة توعويّة داعمة للخروج بالنساء من دائره العدم والا حول ولا قوة الى دائره التأثير والاحترام والدعم.

وأنهت كلامها: كفى لبيانات الاستنكار، هذا مهم ولكن لا يكفي ويجب أن يتبعه برنامج ممنهج ومدروس للخروج من ظاهرة العنف المستشري.

خبر مقيت

ومن جهتها، قالت نائب رئيس بلديّة المغار - د. نهى بدر لـبكرا: للأسف الشديد مجتمعنا العربي توغلت به ظاهرة العنف بجميع اشكالها . فبنتا نستفيق كل يوم على خبر مقيت فطبعاً هذا النهج والاسلوب مرفوض رفضا باتا وغير شرعي بالمرة فعلينا استنكارة بشدة وحثّ الجميع على التحلّي بالصبر.

واختتمت حديثها: على الشرطة أخذ دورها الرسمي واجتثاث هذه الآفة قبل استفحالها بشكل أكبر وعلينا كمجتمع أن نعي ما يدور من انفلات وان لا نستبيح دمائنا وخاصّة دماء نسائنا التي اصبحت مباحة بشكل مرفوض وقاطع.

ليست الأولى!


وبدورها، قالت الناشطة الاجتماعية والسياسية نجوى قشوع من الطيرة لـبكرا: هذه ليست أولّ جريمة قتل تذكر وخصوصا عندما يدور الحديث عن جريمة قتل امرأة على يد زوجها أو شقيقها.

وتابعت: هناك اعتقاد خاطئ بأن الشخص الذي يقدم على الزواج بفتاة وكأنه يمتلكها، المرأة ليست للاستعباد فلها حقوقها كما للرجل حقوقه.

واختتمت حديثها: يجب معاقبة الرجل على فعلته وأن يأخذ القانون مجراه وعلى نوّاب الكنيست عدم تناسي هذا الموضوع وإهماله بعد الانتخابات فعليهم الاهتمام بالعنف ضدّ المرأة.

لا سكوت

وقالت مديرة جمعية نعم (نساء عربيّات في المركز) - سماح سلايمة لـبكرا: لن ندين، ولن نشجب، لن نبكي، ولن نستجدي بعد اليوم.. لا سكوت بعد اليوم سفك دمنا في الشوارع ، انتهكت حياتنا في الحارات ، زهقت أرواحنا في كل البلدات ولم يعد البيت آمناً ولَم يعد لروح الإنسان قيمة.

وتابعت: لم تكن آمنة تعرف الأمان والاستقرار، ولَم تنجو من آفة العنف الذي أودى بحياة تسع نساء هذا العام. وهن: اية مصاروة من باقه، سوار قبلاوي من ام الفحم ، ديانا ابو قطيفان من اللد، سوزان ابو مخ وتد من جت، نجلاء العموري من اللد، انتصار عيسوي من الرملة، زينب محاميد من ام الفحم، عزيزة الربيدي من اللقيه معظمهن قتلن برصاص وكل القتلة المجرمين رجال لا يردعهم اخلاق او ضمير ولا تطالهم يد العدالة والقصاص على الأغلب.

وجاء في التعقيب: نحن في الجمعيات النسوية ، نعمل يوميا مع نساء وفتيات هذا المجتمع المريض، من الشمال حتى الجنوب، نرى ونسمع ماذا يفعل العنف في مجتمعاتنا المحلية، وكيف يفتت الاسر ويشرد أطفالاً لا ذنب لهم ويحرق العنف فينا كل اخضر وطيب.أننا كنسويات ، ناشطات في مجتمعاتنا ، نعي ونعلم وندفع ثمن هذا العنف الرجولي كل يوم لمجرد اننا إناث في مجتمع يسيطر عليه رجال، لغتهم القوة، وسلاحهم الإساءة والتعنيف ومبتغاهم السيطرة بأي ثمن.من منا ليس ضحية العنف ؟ فكل امرأة وكل طفل، شاب وفتاة، شاهد القتل ، سمع الرصاص، خاف على حياته وجسده وبيته، خرج في جنازة او قرأ خبر مقتل انسان وتمعن بصور الثكلى فهو ضحية مباشرة أو غير مباشرة للعنف وامنة فرحات رحمها الله، ليست الضحية الأخيرة لهذا العام، قتل المجرمون خمسين رجلاً وامرأة من كل الإعمار وكل المناطق.

وتساءلت سلايمة في حديثها: تخيلوا عدد الأيتام والثكالى والأسر المنكوبة التي تحطمت حياتها بسبب جرائم القتل؟ وكم من الموارد والدعم النفسي والاجتماعي نحتاج لنعيد لطفل يتيم الام او الاب الأمل بحياة صحية وسليمة؟

وزادت: آن الأوان ان توضع جرائم قتل النساء على كل منبر وطاولة اتخاذ قرار وتؤخذ قضايانا محمل الجد.

وأنهت حديثها: آن الاوان ان تضع كل الأحزاب والحركات السياسية والسلطات المحلية قضية قتل النساء على أجندتها وبرامج عملها وتطبق على أرض الواقع.رحم الله آمنة فرحات، وسنبقى في الجمعيات النسوية وكل من تهمه القضية نسمع صوت كل الضحايا في كل الميادين بكل اللغات واللهجات ، صرخاتنا ستدوي حتى تصحو الضمائر و يتوقف حمام الدم هذا.

صاعقة

وعقّبت الناشطة سمر سمارة على الجريمة بقولها لـبكرا: هذه الجريمة التاسعة لهذا العام وتحصد روح امرأة عربيّة، الخبر نزل علينا جميعاً كالصاعقة مثل كلّ مرة نسمع فيها عن مقتل امرأة هنا وهناك.

وزادت: هذه الجريمة تهزّنا وترعبنا من جديد، للأسف ان الجريمة تتفشى وتمتدّ كالأخطبوط لتحصل أرواح شبابنا وصبايانا الا ان النساء تقتل فقط لأنّها نساء.

وأوضحت: تقتل النساء في الأماكن التي من المفترض أن تكون أمنة بالنسبة لها مثل بيتها فهي تقتل على يد زوجها الذي واجبه حمايتها فقتلها لا يكون على خلفيّة جنائية فهي تقتل لكونها امرأة مع العلم ان الكثير من النساء لا يشعرن بالأمان وخطر القتل والعنف يحاصرهن.

وأنهت كلامها: في 2018، قتلت 60 امرأة، ومنذ مطلع 2019 قتلت تسع نساء فحان الوقت لزجّ المجرمين والقتلة في السجون، كفى لاننا تعبنا!.

يذكر ان المشتبه به بقتل المرحومة، هو زوجها الذي اعتقلته الشرطة للاشتباه به في ضلوعه بمقتل حرمه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]