شارك مدير مركز المساواة والمجتمع المشترك بمؤسسة "غفعات حبيبة" – محمد دراوشة، في أكثر من مداخلة تحليلية خلال اليوم الدراسي الذي نظمه بالناصرة موقع بكرا والمعهد الإسرائيلي للديمقراطية تحت عنوان "تمثيل فعال للمجتمع العربي في إسرائيل".
ومن بين الاستنتاجات التي توصل إليها ان المجتمع العربي يواجه أزمة قيادة مستعصية، أدت الى انخفاض نسبة التصويت في الانتخابات الأخيرة.

وفي مقابلة مع "بكرا" أشار دراوشة الى ان أبرز مظاهر أزمة القيادة العربية تتمثل في حصول الأحزاب العربية مجتمعة في الانتخابات الأخيرة على 35% فقط من أصوات الناخبين العرب، رغم النداءات والتوسلات في آخر لحظة، وتبدو هذه الأزمة الان أشد وأعمق لأن الأحزاب العربية لم تعالج مشكلة التمثيل في القائمة المشتركة بالشكل المرضي واللازم، كما ان أحزاب يسار الوسط (المركز) لم تطرح بدائل حقيقية وواقعية تستقطب المترددين، فتعمق النفور من العمل السياسي والحزبي، وما زال هذا الوضع قائماً حتى اللحظة "ولا أرى ما يدعو للتفاؤل" – حسب تقييمه .

استذكار لحكومة رابين

وفي هذا السياق أشار محمد دراوشة الى ان الحدث الأكبر والأهم الذي يمكن ان يحدث انعطافاً نحو رفع نسبة التصويت في المجتمع العربي هو تشكيل كتلة "يسار وسط" كفيلة بالوصول الى سدة الحكم، وتشمل الأحزاب العربية، "لكن الاستطلاعات تشير الى عسر ومصاعب في بلوغ هذا الهدف، وهذا الأمر يدعو الى احباط وامتناع غالبية الناخبين العرب عن التصويت" – كما قال.

وفي معرض تحليله أشار دراوشة الى ان عدد النواب العرب ليس هو العامل الحاسم في إحداث الانعطافة والتغيير باتجاه التأثير على صنع القرار، بدليل ان خمسة نواب عرب فقط تمكنوا عند تشكيل حكومة رابين عام 1992 من تحقيق مطالب وانجازات غير مسبوقة لصالح المجتمع العربي بفضل اصطفافهم ككتلة مانعة وفرت الصيانة والحماية لتلك الحكومة، "وهذا دليل موثوق على ضرورة وأهمية المشاركة في كتلة مكونة من أحزاب يسار الوسط، كما أسلفت، لكن الحاصل الآن هو استقطاب سلبي بين الأحزاب العربية، من جهة، وأحزاب يسار الوسط، من جهة أخرى - مما ينذر بالجمود والركود والعجز في غير صالح المجتمع العربي بشكل خاص" – حسب تحليله. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]