أعرب العديد من زعماء العالم والمواطنين عن قلقهم من الحرائق التي تشهدها غابات الأمازون التي تنتشر على مستوى 8 دول وهي البرازيل وبوليفيا وبيرو وإكوادور وكولومبيا وفنزويلا وغويانا الفرنسية.

وقد توجّه العديد من زعماء العالم للرئيس البرازيلي بهدف التدخل والمساعدة في السيطرة على الحرائق هناك.

ويتساءل المواطن عن الأسباب التي يجب أن تجعله على قلق من هذه الحرائق والتغيّرات المناخيّة.

للإجابة على هذه الاسئلة، كان لنا هذا الحوار التالي مع السيّدة غدير خلف - زعبي وهي معلّمة لموضوع علم البيئة في المدرسة الثانوية الشاملة الفحماويّة وحاصلة على لقب اول في علم البيئة من جامعة بار ايلان ولقب ثاني في موضوع التربية البيئيّة من كلية سيمينار هكيبوتسيم.

كارثة طبيعية

وقالت خلف - زعبي في حديثها معنا: حرائق غابات الامازون هي كارثة طبيعية سببها الانسان. كما هو معلوم أن غابات الأمازون هي مناطق غير جافّة لهذا اذا شهدت حريق فهو لا ينتشر بسرعة، ولكن فعاليّات الانسان وقطع الأشجار في جزء من هذه الغابات بهدف تحويلها لمناطق مرعى للبقر ومناطق زراعية للصويا أدت الى انتشار الحريق بشكل واسع بالإضافة الى ان هذه الغابات تعدّ الرئات الخضراء للكرة الأرضيّة بسبب كونها تنتج 20% من الأوكسجين للهواء.

مخاطر عديدة

وفي ردّها على سؤالنا بخصوص المخاطر التي تنمّ عن هذا الحريق، أجابت: هناك عدّة مخاطر ومنها نشهدها الأن مثل ازدياد ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع كبير في درجة حرارة الكرة الأرضيّة، هذا الموضوع بعينه صعب وليس سهل اذ يسعى العالم كلّه للتقليل من اطلاق ملوثات للجو والحدّ من ارتفاع درجة الحرارة وذلك باستعمال وقود خالي من الكبريت او اللجوء لاستعمال السيارات الكهربائيّة او انتاج الطاقة من مصادر طاقة متجددة وهنا يأتي دور غابات الأمازون التي كانت تحدّ من هذه الظاهرة لكونها تصفي الجوّ وتنتج 20% من الاوكسجين بالإضافة الى موت الكائنات الحيّة حتى انقراضها فتعدّ الامازون من الغابات الغنيّة بالأنواع وذات تنوّع بيولوجي كبير.

قلق

وتابعت: الأمر مقلق للغاية، العالم يعاني من تغيّرات مناخيّة حادّة اذا كان ذلك على مستوى البلاد فعانينا من سنوات قحط غير ماطرة وصيف حار جدا امّا على مستوى العالم، العاصفة الثلجية التي أصابت شيكاغو ونيويورك كانت رهيبة اذ لم يصادفوا مثلها.

وأوضحت: الأهمّ من كل ما ذكر آنفاً، هو ذوبان الجليد بالأقطاب وهذا كلّه بسبب ازدياد ظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤدي في نهاية المطاف الى تغييرات مناخيّة حادّة.

لا عودة للوراء

وعن امكانيّة ترميم الأضرار، قالت: لا يمكن ترميم الأضرار فالأشجار والغابات التي حرقت في الأمازون هي أشجار معمّرة وفريدة ولا يمكننا إرجاعها او حتى ترميمها فكل شيء بات رماد عدا عن انه من الصعب على الكائنات الحيّة والنباتات التي تعيش بالمنطقة، التأقلم مع هذه الظروف البيئية الصعبة لذلك من المستحيل إرجاع المنطقة كما كانت سابقاً.

وأجابت معلّمة البيئة عن اهميّة الحفاظ على البيئة قائلة: البيئة تعطينا عدّة خدمات لحياتنا اليومية وبدونها لا يمكن العيش، مثلا: وجود انتاج الاوكسيجين من الأشجار والنباتات الى جانب وجود النحل لعملية التلقيح ومن ثم نحصل على ثمار.

واختتمت كلامها: البيئة تمدّ الانسان بخدمات من الصعب أن يخلقها الانسان لنفسه لهذا يجب أن نكون أشخاص أصحاب رؤية بيئية تحقق الاستدامة التي تعني ان نقوم باستغلال الموارد في البيئة مع المحافظة على قدرتها على التجدد لتكون متاحة للاجيال القادمة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]