أجرى موقع "بكرا" مقابلة مستفيضة مع النائب عيساوي فريج (ابن مدينة كفر قاسم)، المرشح السادس في قائمة المعسكر الديمقراطي – ميرتس – أجاب فيها على جملة من الأسئلة التي تهم جمهور الناخبين، العرب بالأساس، ضمن محاور متعددة.

واستهل النائب فريج المقابلة، واصفاً المعركة الانتخابية الجارية، وما سبقها، بكونها تكتسب ميزات خاصة، تصاحبها المصاعب والأماني والعقبات، متوقعاً تحصيل نتائج أفضل "لكن القرار يعود للناخب مع التنويه الى كوننا أقلية تنتظر الفرج الذي لا يأتي من السماء، بل بالأصوات لصالح مجتمعنا هنا في الداخل وللمجتمع الفلسطيني عامة من جهة آفاق الحل السلمي" – كما قال.

الرابح من المقاطعة هو اليمين 

ورداً على سؤال حول رأيه بالدعوة لمقاطعة الانتخابات – قال النائب عيساوي فريج: ان مهمتنا هي أن نقرع جدار الخزان لتنبيه الجماهير، والمقاطعة هي عبارة عن موقف ينتج عن رابح وخاسر: والرابح هو عنه اليمين على شاكلة نتنياهو وسموتريتش، والخاسر هم الأحزاب العربية واليسارية.

وحول آفاق التحصيل الانتخابي للمعسكر الديمقراطي بصيغته التحالفية الواسعة مع ايهود باراك وستاف شفير وجهات أخرى، أجاب النائب فريج بأن الاستطلاعات لا تؤشر حتى الآن على امتداد بهذا الاتجاه: "لكننا نأمل ونتوخى من الناخبين ان يصوتوا لنا لأننا أصدق حزب على الساحة".

ووصف التشكيلة التحالفية الواسعة بأنها تجمع فئات ليست بالضرورة متوافقة ومتطابقة في كل شيء "وهذا أمر طبيعي، فتحالفنا الاضطراري مع باراك جاء بدافع المسؤولية المشتركة للمعسكر الديمقراطي لتحقيق هدف واضح هو تغيير الحكومة الحالية والحلول مكانها" – على حد تعبيره.

القواسم المشتركة أقوى من الخلاف والاختلاف

ورداً على سؤال حول توقعاته من ردود فعل الناخبين العرب تجاه انضمام ايهود باراك الى التحالف، وتصريح النائبة تمار زندبرغ حول حق الجميع، مسلمين ويهود، بالصلاة في الحرم القدسي الشريف – أجاب النائب عيساوي فريج بأنه على ثقة من إقبال أوسع للناخبين العرب للتصويت للمعسكر الديمقراطي بفضل القواسم المشتركة الواسعة بين مركبات التحالف الجديد، باستبعاد عوامل الخلاف والاختلاف التي وصفها بأنها طفيفة وقابلة للنقاش في مراحل لاحقة.

ومن أبرز القواسم المشتركة التي عددها النائب فريج: تحقيق المساواة وإلغاء قانون القومية واستئناف العملية السلمية وتعزيز المؤسسات الديمقراطية لخدمة مصالح الجماهير العربية وتحصيل حقوقها.

ووصف التحالف مع باراك وشفير بأنه ليس "زواجاً كاثوليكياً " (مع التنويه الى ان جميع الأحزاب الآن متداخلة في تحالفات تحميها من الزوال)، وشدّد على ان الهدف هو تحقيق الإنجازات المنشودة بواسطة القواسم المشتركة التي ستقود حتما الى احداث التغيير.

وأشار فريج الى ان النائبة زندبرغ قد تكون أخطأت بتصريحها "لكن يجب أي نذوت ونستوعب كونها تنتمي الى الديانة اليهودية وتخاطب أبناء شعبها" – كما قال، مشدداً على ان موقف "ميرتس" بخصوص الصلاة في الحرم الشريف هو الالتزام بالوضع القائم (الستاتوس كفو) الذي يسمح للمسلمين فقط بالصلاة في الحرم بينما يسمح لليهود بالصلاة عند حائط المبكى “وقناعاتي تختلف عن قناعات زندبرغ، ولو أن الصحافة بالغت وغالطت في تفسير تصريحاتها " – على حد تقديره.

لسنا منافسين للمشتركة 

ورداً على سؤال حول نظرة الناخب العربي الى ميرتس والجبهة (في المشتركة) بصفتهما قائمتين تضمان عرباً ويهود، أجاب النائب عيساوي فريج: جميع الأحزاب هي أحزاب إسرائيلية تصبو الى البرلمان الإسرائيلي، لسنا منافسين للقائمة المشتركة، والفوارق بيننا واضحة ولدى المجتمع العربي ما يكفي لتعزيز هاتين الكتلتين من اجل صنع التغيير المنشود، لكن عندما يقاطع 50% من الناخبين العرب الانتخابات فهذه "صرخة ألم" وواجبنا، نحن والمشتركة إقناع الناخب العربي بالتوجه الى صناديق الاقتراع. أنا أرفض الأحزاب التي تُبنى على أساس عرقي وقومي، لأنها ليست أحزاباً متعددة الفكر ولا ديمقراطية. القائمة المشتركة مبنية على أسس قومية متنوعة التطلعات وتنطوي على تناقضات وعلى ضيق الأفق. ولذا علينا ان نتشارك ونتحالف مع فئات أخرى قريبة الى افكارنا وأمانينا ومطالبنا لنمارس سياسة ناجعة تُفضي الى التغيير المنشود".

وبالنسبة لرفض القائمة المشتركة التوقيع على اتفاقية فائض الأصوات مع ميرتس ، قال فريج، ان سبب الرفض يعود الى كون المشتركة تعتبرنا حزباً شبيهاً بالليكود، وكأننا دخلاء على المجتمع العربي، ويرفضون شرعية دخولنا نحن والأحزاب الصهيونية الى الشارع العربي، وأنا على ثقة من ان رفض المشتركة التوقيع على الاتفاقية سيؤدي الى خسارتها مقعداً في الكنيست".

نتنياهو – خط أحمر

وفيما يتعلق باحتمالات التحصيل الانتخابي للمعسكر الديمقراطي – ميرتس ، قال النائب عيساوي فريج انه يفضل الدخول في ائتلاف حكومي بعدد قليل من المقاعد مع ضمان التأثير والمشاركة في صنع القرار – بدلاً من تحصيل عدد كبير من المقاعد والبقاء في المعارضة، وأضاف ان المعسكر الديمقراطي يسعى الى تحصيل اكثر من عشرة مقاعد.

ورداً على سؤال حول شروط المعسكر الديمقراطي للتوصية على بيني غانتس (رئيس حزب "كاحول لافان") لتشكيل الحكومة، أجاب المرشح فريج بأن معسكره سيوصي على رئيس أي حزب ما عدا نتنياهو "فهو بالنسبة لنا خط أحمر فقد مصداقيته وجدارته لعدة أسباب".
ويتوقع فريج عدم اجراء انتخابات ثالثة بعد القادمة "بل ستتشكل حكومة واسعة (ليست حكومة ضيقة ولا حكومة وحدة وطنية) تشمل معظم الأحزاب، بما فيها المعسكر الديمقراطي ، ولا تشمل نتنياهو كرئيس للحكومة، وستكون هذه حكومة انتقالية تفصل بين عهدي" ما قبل نتنياهو ، وما بعد نتنياهو".

أنصح النائب عودة بتجنب "الخطاب المزدوج"!

وفي معرض رده على سؤال حول مدى حرص "ميرتس" على ضمان التمثيل النسائي في جميع مؤسساته وفعالياته – أبدى اعتزازه وفخره بهذا النهج، وصولاً الى توزير العنصر النسائي (وفقاً للمؤهلات)، وهنا أضاف انه هو الآخر يحلم بأن يصبح وزيراً.

وحول موقفه من اقتراح الليكود بنصب كاميرات في مراكز الاقتراع بالبلدات العربية "منعاً لتزييف النتائج" – قال فريج انه ثبت ان اكثر من استفاد من التزييف هو حزب الليكود نفسه" بفضل دورياته وزعرانه" – على حد وصفه، مضيفاً ان هذا الاقتراح يهدف الى التستر على التزييف، والى ترهيب الناخبين العرب وإحباطهم والتحريض عليهم، ومشيراً كذلك الى ان مندوبي الليكود يشاركون في الاشراف على 96% من مراكز الاقتراع "فلماذا هذا الزعيق"؟

ورداً على سؤال حول توقعات النائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، بتحصيل مقعدين – ثلاثة من الناخبين اليهود، قال فريج: أنصح صديقي "أبا الطيب" بأن يتجنب ازدواجية الخطاب للعرب واليهود، وأن يحذو حذونا بثبات الموقف!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]