اثارت تصريحات الصحفي الإسرائيلي يارون لندن استياء نسبة كبيرة من المواطنين العرب بعد ان قال ان "العرب وحوش" في احدى حلقات برامجه، حيث طالبه عدد كبير من المواطنين بالاعتذار وهذا ما قام به بالفعل الا ان اثر تصريحاته كان كبيرا ومؤثرا وكشف عن عورة واضحة في المجتمع الإسرائيلي تتعلق بالتطرف والعنصرية والنظرة الاستعلائية للعرب خصوصا في ظل استفحال اليمين المتطرف.

الصحافة هي مرآة المجتمع وتعكس ما يعيشه المجتمع الإسرائيلي وخاصة المجتمع اليهودي

مدير مؤسسة ميزان عمر خمايسي قال في حديث لـ"بكرا" حول تصريحات لندن: الصحافة هي مرآة المجتمع وتعكس ما يعيشه المجتمع الإسرائيلي وخاصة المجتمع اليهودي هو يصف ما يشعرون به تجاه المواطنين العرب، اللسان هو مغرفة القلوب وبالتالي هو قال وعبر عما في قلبه ما يؤكد ان هناك نظرة استعلائية من قبل اليهود لجميع الشعوب، قد نتفهم أي نقد للصحافة بما يتعلق بالحكومات أيا كانت او للرؤساء في أي نظام اذا كانت الاعمال التي قاموا بها تصنف كجرائم وحشية ولكن ان يتم تصنيف شعب كامل الشعب العربي بانه شعب متوحش هذا يؤكد العنصرية التي تتجذر في كل واحد منهم سواء كان يساري او يميني يمارس مهنة الصحافة او السياسة وهذا هو واقع المجتمع الإسرائيلي وكما نعلم ان الصحافة لها دور كبير بعملية تأجيج وتعبئة المجتمع بشكل عنصري والكلام هو غير مفاجئ بالنسبة لي لان من يتتبع الاعلام العبري يجد ان هناك محطات برامج في الراديو والتلفزيون تحرض بشكل واضح على العرب والشرطة الإسرائيلية والنيابة العامة لا تحرك ساكنا بهذا الامر وقد سمعنا بالأمس عن قرار المحكمة العليا عن رفض وترشيح المرشحين من اليمين لعنصريتهم ولم تقدم ضدهم لوائح اتهام على العنصرية التي توجه للعرب لذلك من الجيد ان نضع الأمور في سياقها الصحيح وان لا نتوقع الكثير من المجتمع الإسرائيلي الذي ينظر الينا بعداء وقانون القومية ليس ببعيد عن مثل هذه الالفاظ لأنه جاء بحلة قانونية ليقول ان العرب هم مواطنون درجة ب- ج نتحدث عن منظومة يعيشها المجتمع الإسرائيلي في علاقته ونظرته للعرب.

مؤسف جدا ان هذه الاقوال تصدر عن شخصية ليبرالية ويسارية وخاصة عشية الانتخابات

د. ثابت أبو راس مدير صندوق إبراهيم وناشط اجتماعي وسياسي قال لـ "بكرا" في هذا الصدد: هذه التصريحات والتفوهات عنصرية وغير مقبولة وخاصة عندما تصدر عن اعلامي بارع وشخصية مؤثرة في المجتمع الاسرائيلي. وللحقيقة اعرف مواقف تقدمية جيده ليرون لندن من الماضي. مثلا كان من أكثر الصحفيين اليهود الذين اهتموا بمقابلات مع مواطنين عرب في البرامج التي قدمها وكان من اول الصحفيين اليهود الذين زاروا وكتبوا بشجاعة حول احداث ام الحيران.

وتابع: سارعت للحديث مع يارون لندن ليلة أمس وطالبته بالاعتذار. هو فسر موقفه وحاول جاهدا اقناعي ان اقواله لم تُفهم. بعد نقاش حاد وعدني ان يتراجع عن اقواله ويعتذر. مؤسف جدا ان هذه الاقوال تصدر عن شخصية ليبرالية ويسارية وخاصة عشية الانتخابات. الاعتذار المنقوص من السيد لندن لا يكفي. هناك حاجة لمبادرة جدية لإصلاح علاقته مع المواطنين العرب.

محمد دراوشة لبكرا: يارون لندن يأخذ موقف مخزي له ولمسيرته الصحفية

محمد دراوشة مدير مركز جفعات حفيفا عقب على تصريحات يارون لندن قائلا: يارون لندن يأخذ موقف مخزي له ولمسيرته الصحفية التي امتدت على عقود، وينحدر الى الدرك الأسفل من التفوهات النمطية والعنصرية التي تدل على ضيف افقه وتراجع فهمه للبيئة التي يعيشها، وربما اننا نشهد حالة تدهور ذهنية له تقوده الى الإفصاح عن جوهره الحقيقي.

وتابع: يارون لندن تبجح في اكثر من مناسبة بانه يصوت للقائمة المشتركة وربما يعبر بذلك عن حالة من الفوقية التي تبتغي ان تأخذ دور الوصاية علينا.

ونوه قائلا: تواصلت معه في الساعات الاخيرة، وأبلغته ان كل احترامي السابق له تبخّر، وانه لا يستحق اي استمرار بالعلاقة او التواصل بيننا. وأبلغته ان تفكيره نمطي وان تبريراته التي قدمها لا تدل على فهم للثقافة والحضارة العربية، ولا الشرق اوسطية، وان محاولاته البائسة لتبرير موقفه لن تشفع له بهذه السهولة.

اعتذاره من عدمه لا يغير في المعادلة اي شيء، لا يجوز ان نرضى بأسبقيات الإهانة وبعدها قبول الاعتذار

الناشط الاجتماعي والسياسي إيهاب جبارين قال بدوره لـ "بكرا" حول تصريحات لندن: تصريحات يارون لندن لم تأتي من العدم، بل يجب الوقوف عليها بحذر شديد، فمن ناحية تصريحاته ممكن ان نتعامل معها كمرآة انعكاس مجتمعنا بين المجتمعات الأخرى، فهم نطق بالممنوع وتجاوز البلوتكلي كوركت، ولكن وضع مجتمعنا جدا مزري، هذه الصفعة يجب ان نتعامل معها لأعاده ترتيب الصفوف، العنف يعصف بنا بقوة وبصورة غير مفهومة، بل ليس على صعيد المجتمع فحسب، بل الناظر لوضع العالم العربي ككل.

وتابع: ولكن، وهي لكن كبيرة، هنالك تجاوزات ومصطلحات وتشبيهات لا يجوز بأي شكل من الأشكال النطق بها، أضف لتجاوز الشمولية، اظن ان تصريح كهذا لو نطق به اي اعلامي اوروبي اتجاه الجالية اليهودية، لكان قوبل بالكثير من الاستنكار العالمي، واتهم ب الا سامية. اعتذاره من عدمه لا يغير في المعادلة اي شيء، لا يجوز ان نرضى بأسبقيات الإهانة وبعدها قبول الاعتذار.

لندن، يتصرف في الكثير من الأحيان بشكل عنجهي واستعلائي مقيت

أمجد شبيطة لمدير العام المشارك لجمعية سيكوي قال بدوره: يارون لندن كان من أكثر الإعلاميين استضافة لمحاورين عرب ولعل هذه الحادثة تؤكد أن هذا الرجل لم يستفد بما فيه الكفاية من كل تلك الحوارات مع عشرات بل مئات المواطنين العرب، ربما كونه كان منهمكا بمقارعتهم بدلا من الاصغاء لهم، فجاء هذا التصريح البائس والعنصري. ومن الجيد أنه اعتذر عنه خلال وقف قصير جدا، لكن هذا لا يلغي حقيقة كونه يتصرف في الكثير من الأحيان بشكل عنجهي واستعلائي مقيت، وآن الأوان أن يوضع حد لهذا النهج.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]