رسالةٌ من القلب إلى أفراد جماعتي
وإلى أبناء وبنات شعبي الفِلَسطينيّ في الداخل
حول انتخابات الكنيست الوشيكة

من أمير الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة في البلاد
محمّد شريف عودة


هذه الرسالة هي في المقام الأوّل لأبناء وبنات جماعتي من مواطني هذه الدولة، والتي أوجّهها، أيضًا، بقلب نابض بالحبّ، إلى أبناء وبنات شعبي الفِلَسطينيّ داخل الخطّ الأخضر.
إنّه حسَب قواعد الديمقراطيّة المعروفة.. يجوز للمقترع أن يُعطي صوته لصالح دُمية، أو أن يضع في صندوق الاقتراع ورقة فارغة، أو أن يمزّق بطاقته الانتخابيّة.. أو ألّا يشارك، أصلًا، في عمليّة الانتخاب، وأن يبقى جالسًا في بيته، يشاهد من بعيد.. فلا لوم عليه ولا استهجان لموقفه، ديمقراطيًّا!
ولكن حسَب التعريف القرآنيّ العظيم؛ لا يكون صاحب الصوت مالكًا مطلقًا لصوته.. وإنّما هو وديعة عنده وهو مؤتمن عليه.. وبهذه الصفة يجب عليه أن يؤدّي أمانته باستقامة وعدل، إلى من يرى أنّه موضعها الأنسب. ويجب أن يكون يقظًا ومدركًا أنّه مسؤول عن عمله أمام الله جلّ وعلا..
صحيح أنّه حرّ، ولكنّه، أيضًا، مسؤول عن ثمار حرّيّته هذه.

المثاليّة ليست واقعًا متوافرًا في عالمنا، غالبًا.. والمواقف التي نعايشها والتجارب التي نمرّ بها في حياتنا المعاصرة ليست أبيضَ أو أسود، إنّما نرى أنّ هناك مساحة واسعة للّون الرماديّ..
وبكلمات أخرى أقول: قد لا يكون في الخِيارات الانتخابيّة المتاحة ما هو صحيح ومناسب ومثاليّ تمامًا، مقابل ما هو خاطئ وسيّئ وشرّير تمامًا.. وإنّما هي خِيارات متاحة وواسعة.. فنسدّد الرأي ثمّ نقارب ولا نشترط المثاليّة.. ومن الخطأ تمامًا أن نضع رؤوسنا في الرمل كالنعام، ونَنْأى بأنفسنا عن ممارسة مسؤوليّتنا كمواطنين وأعضاء في هذا المجتمع الذي نعيش فيه.
فسياسة النعامة دائمًا ما تصبّ في كفّ الشرّ وترجّحها..
فتقتضي الحكمة أن نختار..
بين الصالح والصالح.. نختار الأصلح
بين الصالح والسيّئ.. نختار الصالح
وبين السيّئ والسيّئ.. نختار الأقلّ سوءًا..

وفّقكم الله لما يحبّه ويرضاه!
والله من وراء القصد!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]