لا أكتب اليوم افتخارا أو اعتزازا بابنتي المخرجة العالمية مي المصري فهذا الشعور أعيشه وأخاطبها به يوميا وفِي كل لقاء عائلي ، ولكنني اكتب افتخارا واعتزازا بإنجاز فلسطيني جديد استطاع أن يصل إلى العالمية ويوصل معه صوت القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني .

لقد أبدعت مي المخرجة بكل أعمالها وخاصة التي لامست حياة شعبنا الفلسطيني ابتداء بأطفال الحجارة وصولا لثلاثة ألف ليلة والذي حاكى معاناة الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي وأبرز ما ميز هذا العمل أن بطلتيه كانتا الحفيدتان وابنتا المخرجة نور وهنا في رسالة واضحة بأنها رسالة وطن زرعها الأجداد وأسقاها الآباء ويحميها ويحفظها الأبناء .

نعم لم تكتفي مي بالإبداع والتميز في إخراج حكاية فلسطين بأعمال مختلفة زادت عن اثني عشرة عملا بل فرضت على المهرجانات الدولية تكريمها والإحتفاء بهذه الاعمال وكان اخرها منح مهرجان جنوة الدولي جائزة التميز والابداع لمي المصري مما يشكل علامة فارقة في إنتاجنا الثقافي والفني .

وفي خضم هذا الإنجاز والافتخار به نستذكر الراحل والصديق والنسيب المرحوم جان شمعون (أبو الخل ) الذي كان المحفز والمشجع والشريك الحقيقي لمي في حياتها وفي أعمالها ، والجميع يعرف أبو الخل الذي تميز وأبدع في توثيق واقعنا الفلسطيني وما تعرض له شعبنا من مجازر بشعة من خلال أعمال مميزة انتشرت على مساحة أكثر من مئة دولة وكرمت على المستوى المحلي والعربي والدولي. نعم نفتقد جان شمعون الذي بدأ مسيرته بتأليف وإخراج أنشودة الأحرار وأغناها ورفيقته مي بالعديد من الأعمال المميزة والمشتركة مثل تحت الأنقاض" (1982)، و"زهرة القندول" (1985)، و"بيروت جيل الحرب" (1989)، و"أحلام معلقة" (1992)، و"يوميات بيروت" (2006). نعم نفتقد (أبو الخل ) السينمائي اللبناني الجنسية الفلسطيني الهوى والعلم والعطاء وعزائنا الوحيد هي أعمالك الخالدة وعائلتك التي تمضي على دربك .

لمي الابنة أقول لقد وهبتك لفلسطين فكنت ومازلت خير الهبة والابنة ولمي المخرجة اقول لقد كنت ومازلت عنوانا للتميز والابداع والرقي في نقل رسالة شعبك ووطنك ، فهنيئا لنا بك وهنيئا لفلسطين بأبنائها وبناتها المبدعين والمعطائين الذين يمضوا بثبات نحو بناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]