بكلّ أسى وغضب، ننعي في حاسوب جميع ضحايا موجة العنف التي تجتاح مجتمعنا، كما ونرجو الشفاء لجميع المصابين، ونأمل أن يحلّ الأمن والأمان بجميع أرجاء مجتمعنا.

انبثقت حاسوب من داخل مجتمعنا العربي، نعيش فيها آماله وآلامه ونحملها معنا كل يوم، ونسعى للنّهوض به مجتمعيًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا، محاربين بذلك ظواهر وأعراض كثيرة مثل العنف والإجرام، والتي يسبّبها تردّي الوضع الاقتصاديّ والثّقافيّ وانعدام الأطر البديلة البنّاءة.

كان من المُفترض أن يُعقد اليوم الجمعة، مؤتمر حاسوب السّنويّ الذي انتظرناه بفارغ الصّبر. فبعد أشهر من التّخطيط والتّنسيق والتّعب، وليالٍ من السّهر والكدّ والعمل، كنّا ننتظر بشغف أن نُخرج للنّور مؤتمرَنا السّنوي لهذا العام، مع متحدّثين مخضرمين ومضامين مميّزة وبشريات جديدة.. وأطنان من الإيجابيّة!

إلّا أنّ الفترة الماضية، والأيّام الأخيرة تحديدا حملت -كما نعلم جميعًا- وقائع وأحداث مفجعة في مجتمعنا العربيّ ممّا جعل أمر عقد المؤتمر في موعده محلّ استفهام.

إن ردّنا الأوّلي في البداية كان "لا"، لن نستسلم للقتلة، ولن نسمح لقاتل أن يكبت أو يعيق نهضتنا، ولا أن يطمس بجريمته نور تقدّمنا وأملنا بواقع ومستقبل أفضل لأبنائنا، ولن نقوم بإلغاء المؤتمر.

ولكنّنا إذ ندرك أيضًا حجم فاجعة ونكبة عائلات الضّحايا وجوّ الحزن والغضب العامّ في مجتمعنا وأهميّة وقفات الاحتجاج المزمع إقامتها غدا، لم نستطع المضيّ وكأنّ شيئا لم يكن، وارتأينا أنّ وقوفنا كأهل جنبًا إلى جنب أهمّ من كلّ نشاط أو مؤتمر.

وعليه، فقد قرّرنا في إدارة حاسوب أن نقوم بتأجيل مؤتمرنا السّنوي لموعد لاحق سنعلن عنه قريبا بإذن الله.

وأخيرًا، لا بدّ لنا هنا أن نعتذر من ضيوفنا الكرام الّذين كانوا قد خطّطوا برامجهم من أجل حضور المؤتمر. فعذرا منكم ونشكر لكم تفهّمكم ورحابة صدركم ونأمل أن نراكم بيننا في مؤتمر حاسوب بموعده الجديد.

كما ونُشيد هنا بعائلة حاسوب من متطوّعين وأعضاء وناشطين وشركاء، والّذين عملوا بجدّ وأنفقوا ثمين وقتهم لإنجاح المؤتمر وإخراجه بأفضل صورة، ولكنّهم مع ذلك أيّدوا قرارنا هذا بكل تفهّم ومسؤوليّة وحبّ. فألف ألف شكر لكم!

نراكم على خير،

باحترام،
إدارة حاسوب

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]