شهدت مدينة بنت اللبنانية الجنوبية، أمس الاثنين، وداعاً مهيباً للاعلامية والناشطة الاجتماعية نادين جوني، التي توفيت فجر  الاحد بعد تعرضها لحادث سير مروع على طريق الدامور اثناء توجهها الى الجنوب.

ووريت الفقيدة الثرى بعيد صلاة الظهر بحضور حشد غفير تقدمته العائلة المفجوعة والرفاق الموزعين بين اعلاميين وناشطين، حيث اعربوا عن صدمتهم من غياب جوني التي شهدت الساحات على صولاتها وجولاتها في مجال الدفاع عن حقوق المرأة.

وأجمعت كلمات المشاركين على التذكير بمآثر الفقيدة ودورها الاجتماعي الذي بات يتيما بفقدانها، كما جرى التعبير عن الغضب بعدما تحولت طرقات لبنان الى كمائن وافخاخ. ووضعت اكاليل من الزهر على جثمانها، مقدمة من مؤسسات وجمعيات تعنى بحقوق المرأة.



ومع بكاء الاهل والاقارب والاصدقاء وبعيداً عن أجواء الحزن، كان لـ"كرم" ابن الراحلة الحصة الاكبر من قساوة الوداع، كرم الذي حُرم من رؤية والدته منذ طلاقها حتى وفاتها، شاهدها اليوم توارى الثرى الى مثواها الاخير، كما شارك في صلاة الجنازة مع المصلين. ووقف بين الحضور متأملاً سارحاً، كأنه يدرك انه خسارة نادين هي خسارة كل شيء.

حملت قصة نادين وحياتها تفاصيل أبعد من نشاطها الحقوقي في سبيل رفع سنّ حضانة الأطفال في المحاكم الدينية، أو مساندتها كل القضايا النسوية، من حق النساء اللبنانيات المتزوجات من أجانب في إعطاء جنسيتهن لأولادهن، وصولاً إلى قانون يحارب العنف الأسريّ.

نادين خسرت حضانة طفلها وكان لا يزال طفلاً صغيراً بعد طلاقها، وهذه المأساة جعلتها تبدأ العمل لمنع إلحاق هذا الظلم بباقي الأمهات اللبنانيات المطلقات.

وهكذا تعرّف متابعوها عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي على ابنها كرم، وعلى معاناتها لرؤيته.

 رحلت نادين، تاركة صدمة كبيرة في أوساط رفاقها، وكل متابعيها، إلى جانب عدد كبير من اللبنانيين الذين لم يلتقوها من قبل، لكنهم عرفوا قصتها مع حضانة ابنها، وتابعوا نشاطها الحقوقي طيلة السنوات السابقة.

واعتبر الناشطون أن خسارتها هي خسارة لكل الحراك النسوي اللبناني. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]