يعقد الحراك الشعبي لمواجهة الجريمة في حيفا، الخميس المقبل، اجتماعا شعبياً لوضع خطة عمل ونشاطات لمواجهة الجريمة المتفشية في المجتمع العربي.


ويعقد الاجتماع في السادسة مساءاً بالمركز الثقافي العربي في حيفا الواقع بشارع شبتاي ليفي 7.


صاعقة


وقال عدي منصور من حراك حيفا الشعبي لمواجهة الجريمة لـبكرا: الجريمة الشرسة التي تجتاح مجتمعنا، من شمال البلاد إلى جنوبها، هاجمتنا كالصاعقة في السنين الأخيرة. كم منا شهد على مقتل ‏أو إصابة أحد أقرباءه أو معارفه بإطلاق نار، طعن، وغيره من أساليب الإجرام. الحملة الحاليّة التي يقودها بكل فخر بنات وأبناء ‏شعبنا الفلسطيني في الداخل هي محاولة، لربما بسيطة، في التصدي لهذا الكم الهائل من الجريمة. الأهم من ذلك، تأتي هذه الهبّة ‏ليس للتعبير عن غضب الناس تجاه الحالة التي وصلنا إليها فحسب، وإنما بقدرتها على إعادة صياغتها أعرافنا الاجتماعيّة ‏والأخلاقيّة التي اختفت في ظل غياب المنظومة القانونيّة. ذلك، طبعًا، يتطلّب منا خوض معركة تراكميّة طويلة الأمد.‏


اجرام الشرطة


وأضاف: نعي جميعًا مسؤولية الشرطة وإجرامها بحق شعبنا. مثلها مثل كل مؤسسات الدولة، تتعامل معنا الشرطة ضمن علاقات قوّة ‏استعمارية واستعلائية؛ فهي تسهّل عمليّات تهريب السلاح وتشرعنه، تشارك وتبادر للجان إصلاح مع عائلات وعصابات إجرام ‏‏"لتحافظ على عاداتنا وتقاليدنا"، تتساهل مع الجريمة ولا تحقّق في مجرياتها وتتقاعس في حماية العربي، بحكم كونه عربي.


تكاتف مجتمعي


وزاد: في ‏المقابل، "تنجح" الشرطة في ملاحقة واعتقال نشطاء يحاولون بناء التغيير في مجتمعهم وتحريره من قيود الظلم، وتطلق النار على ‏متظاهرين بسهولة تامة. ‏
من هنا، وبحكم تواطؤ الشرطة والدولة المباشر مع الإجرام، قررنا ألا ننتظر منها الخلاص أو حل الأزمة التي زرعتها هي ‏بداخلنا. أصابع الاتهام تقع عليها وعلى عائلات الإجرام، ولكن الحل والمطالب هي داخليّة، لنلتحم معًا ونضع حد للجريمة بتكاتفنا ‏المجتمعي. يأتي اجتماعنا الشعبي في حيفا ليخدم هذه الغاية. نعلم من هو المسؤول – ولكن نعي حمل المسؤولية علينا، فأهميّة ‏الاجتماع بمحاولته بناء شراكة شعبيّة حقيقيّة، بين النشطاء، الطلاب، العمال، الأكاديميين، المجتمع المدني، أصحاب المصالح، ‏المعلّمين وكل من يغار على بلده. بناء النسيج الاجتماعي هو شرط لإعادة بناء أعرافنا الاجتماعية والأخلاقية، وإعادة بناء هذه ‏الأعراف هي شرط للبدء في مواجهة ثقافة الجريمة.



وأوضح منصور: الإشكالية ليست فقط بتفشي السلاح داخل مجتمعنا، بل بسهولة تصويبه، ‏وبتساهلنا مع من يصوّبه علينا. كم هم كثر الذين يختبؤون وراء حماية عائلات الإجرام وسلاحهم والخاوة التي يفرضوها على ‏غيرهم، أو يحتمون بهم ليفوزوا بانتخابات المجالس المحليّة. علينا إعلان المقاطعة على كل المتواطئين مع الجريمة، من الشرطة، ‏عائلات الإجرام والمنتفعين منهم. ‏
وعن الاجتماع، قال: لذا، سوف يضع الاجتماع أهداف فعليّة ننطلق بها كبنات وأبناء هذه المدينة، من تثقيف وبناء وعي في المدارس، رفض الجريمة ‏والعنف في المصالح التجارية، البارات والمقاهي، التحشيد لمظاهرات غاضبة وإعادة الملكيّة على الحيز العام. بالمجمل، يُوجب ‏علينا تعزيز هويّتنا الجماعية لنواجه الهويّات المتخيّلة عند البعض منا، كالعائليّة والطائفيّة. بتكاتفنا كشعب واحد نواجه الجريمة التي ‏تفتّتنا. ‏

واختتم حديثه: نأمل أن نراكم في اجتماعنا الخميس، لنبرز مركزيّة مدينتنا حيفا وننطلق إلى مستقبل أفضل، نحمي به أجسادنا وبلداتنا بأنفسنا.‏

نداء الواجب

وبدوره، قال سكرتير التجمع الوطني الديمقراطي في حيفا - المحامي جورج شحادة لبكرا:هذا ليس اجتماع بالمعنى التقليدي انما هو نداء الواجب فالتحدي والخطر الداهم الذي يهدد المجتمع العربي بكل اطيافه يحتم علينا أن نقوم بخطوات استثنائية ونلتحم جميعنا معاً لمواجهه هذا الخطر لنكوّن رادعًا مجتمعيًّا أمام من يريد أن يفتّتنا ويكسرنا.‏

العنصريّة

وتابع: سئمنا من سياسة العنصرية، الإهمال المتعمّدة وغياب دور الحكومة والشرطة في اجتثاث العنف والجريمة، التي تصل أحيانا حد غض الطرف المتعمد عن الضالعين في الإجرام .شعبنا كله انتفض ويريد ان ينقذ نفسه من هذا الداء وهذه الآفة الدخيلة عليه .


وأردف: كلنا اليوم نطلق الصرخة من القلب لأنفسنا، لمجتمعنا لقضايانا ولأمننا، وليس هناك امامنا خيار سوى الانتصار على افات العنف والجريمه وإجبار الحكومه اخذ خطوات فعليه نلمسها على أرض الواقع.
هدفنا بالأساس تنظيم الحراك الشعبي وسماع أراء الناس المختلفة والمهنية ايضا، ووضع خطة عمل وحدوية لمكافحة آفة العنف والجريمة والتباحث في وضع برنامج شامل على مختلف المستويات للتصدي لهذا الخطر الداهم المتمثل بالجريمة ، التي تخدم مصالح اعداء المجتمع العربي في تحطيم نسيجه الاجتماعي .


مسؤوليات

وأنهى كلامه: نحن ندرك حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق الجميع من هنا نصبوا نحو وضع برنامج متكامل يكون البوصلة للعمل المستقبلي لمواجهة آفة العنف بشكل عام وعلى صعيد حيفا بشكل خاص، لذلك هناك ضرورة لتفاعل الجميع والعمل الجماعي والوحدوي لمواجهة آفة العنف والاجرام الدخيلة على شعبنا .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]