قال الدكتور محمد الخلايلة، المفتي العالم للمملكة الأردنية الهاشمية، إن إدارة الخلاف الفقهى والتعامل معه بأسلوب حضارى و علمى يجب أن يكون هو الأسلوب السائد.

وتابع، خلال كلمتة في مؤتمر الأمانة العامة لدور الإفتاء الذي يعقد في القاهرة:” أدب الاختلاف أصل عتيد في شريعتنا الإسلامية وليس محل خلاف أو اختلاف، وقد نهل الصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح من معين هذا الأدب وأرتشفوا من رحيقه”.

وقال:”الاختلاف واقع لا محالة لعوامل متنوعة، في مسائل تختلف فيها المدارك والأفهام، ولهذا لم يقصد سلفنا الصالح الاختلاف لذاته، بل كان الهدف عند الجميع هو القصد إلى موافقة الشارع فيما قصد، لذا فأن المختلفين وإن اختلفوا في مسألة معينة فهم متفقون من جهة القصد إلى موافقة الشارع والوصول إلى مراده، فالمجتهد الذى يملك أدوات الاجتهاد مأجور على الاجتهاد، سواء أصاب أو اخطأ، ونتساءل اليوم، كيف سيطر هذا الأدب الجم على الخطاب المعاصر؟.

واستطرد الخلايلة بالقول:” فوضى الواقع والانحياز إلى أفكار منحرفه قد ذهب بهذا الأدب وأصبح الخلاف مذموما ينطوى على الغرور والتعصب لاتجاهات معينه، وأقوال أشخاص وجماعات، ولو كان في هذا مخالفه صريحة للأدلة الشرعية”، متسائلا: متى كان في فقهنا الإسلامى أن من يحرق نفسه أو يقتل نفسه شهيدا؟!، كما أصبح الرد على المخالف بالسب والطعن في العلماء، ولا نعتقد أن هناك فوضى في الفتوى في هذا الزمن بقدر ما نشعر أن هناك فوضى أخلاقيه وصراع تيارات عمت العقول عن إدراك الخلاف ، متمنيا أن تكون هناك ردودا شرعية وقبول للرأى الآخر.

ودعا مفتي الأردن إلى الاجتهاد الجماعى خاصة في القضايا التي تهم الأمة جمعيا لضبط مقاصدها ، وقال:” لو عدنا إلى سنوات مضت وتتبعنا الكثير من الفتاوى ووضعناها في ميزان العدل والمقاصد والمآلات لوجدنا حجم الخطر الكبير الذى يحيق بنا، فالواجب الشرعى يحتم علينا أن نتناصح ونتبادل وجهات النظر، وأدب الاختلاف يجب ألا يضيع في خضم الواقع الذى نعيشه لنرأب الصدع الذى الم بمجتمعنا” .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]