لم يمنع هطول الأمطار المحتجّين من الإستمرار في تحركاتهم الشعبية، إنطلاقاً من ساحتي رياض الصلح والشهداء في وسط بيروت، وصولاً إلى مختلف المناطق اللبنانية، شمالاً وجنوباً وبقاًعاً مروراً بجلّ الديب وصيدا وغيرها من المناطق... بالحماسة نفسها والشعارات نفسها، نزل المحتجون في اليوم السابع إلى الساحات والشوارع مطالبين بتلبية مطالبهم، ورحيل السلطة السياسية التي يعتبرونها أنّها فشلت في إدارة البلاد، ومؤكّدين بالتالي عدم ثقتهم بها رغم ورقة الإصلاحات التي أقرّت.

ساحة الاعتصام على أوتوستراد زوق مصبح - جونيه امتلأت بالحشود، مع وصول المزيد من المشاركين، فيما استقدم المعتصمون خيماً كبيرة لنصبها في مكان الإعتصام اتقاءً للإمطار التي تتساقط منذ فترة بعد الظهر، موضحين أنّهم سيبيتون ليلتهم في مكان الإعتصام، حيث حملوا الأعلام اللبنانية وأنشدوا النشيد الوطني.

وفي ساحة ايليا - صيدا، واصل المحتجون تحرّكهم واعتصامهم، إذ تمّ نصب خيمة عند المنصة وبقي المحتجون في الشارع يرفعون الأعلام اللبنانية وينشدون النشيد الوطني، وسط انتشار لعناصر الجيش في المكان. وللفن هناك نصيب، فقد قام عدد من الرسامين برسم لوحة وطنية على جدار مستشفى ايليا تجسد العلم اللبناني ورمزي الكنيسة والمسجد، في رسالة تفيد بأنّ الشعب اللبناني سيبقى موحّداً للحصول على مطالبه وحقّه في التغيير.

كذلك توافدت أعداد كبيرة من المحتجين الى ساحة الإعتصام في حلبا، رغم تساقط الأمطار، حاملين الأعلام اللبنانية، مردّدين هتافات تطالب بإعطاء عكار حقوقها. ودعا المشاركون الجيش للبقاء الى جانبهم، مؤكّدين أن "لا تراجع حتى تحقيق المطالب"، رافضين الورقة الإصلاحية. كما انضم الى المتظاهرين وفد من علماء عكار أصدر بياناً، دعا إلى الإتحاد في "طائفة واحدة لمحاربة الفاسدين، والوقوف صفاً واحداً"، مطالباً "جميع رجال الدين مسلمين ومسيحيين، بالوقوف إلى جانب الشعب وصرخته ووجعه". وشدّد على "مطلب المحاسبة وإسقاط جميع الفاسدين والمفسدين، واستعادة الحقوق وكامل الاموال المنهوبة".

وفي مرجعيون، تجّمع معتصمون من كافة البلدات عند دوار تل نحاس في كفركلا، حيث أنشدوا النشيد الوطني مطلقين الشعارات الوطنية من دون قطع الطريق امام السيارات.

النبطية

الأنظار توّجهت إلى النبطية حيث تعرّض المتظاهرون للإعتداء بالعصي فيما مُنع الصحافيون من التصوير وقطع البث المباشر لقناة "الجديد". وتصاعدت حدّة التوتر في البلدة دفع الجيش إلى التدخل بعد مناشدات الأهالي لفض الاشكال، الذي أسفر عن تسجيل 20 إصابة بين المتظاهرين وشرطة البلدية أمام سراي النبطية.
مشهد النبطية سيطر على الساحات، فخصص لها وقفة عند الساعة الثامنة والربع من مساء اليوم، فيما وجّه أهل طرابلس تحيّة لها.

جل الديب
وفي خطوة لافتة، أضاء المعتصمون في منطقة جل الديب 10 آلاف شمعة تضامناً مع إعتصامات الجنوب، التي تشهد بعض أعمال القمع للتحركات التي تشهدها المنطقة.
أمّا صباح جل الديب فلم يكن هادئاً، إذ انتشرت قوّة كبيرة من الجيش في المنطقة في محاولة لفتح الطريق، وحصل تدافع بينها وبين المتظاهرين ما أدّى إلى سقوط جريح. وقد عمد الجيش على تشكيل جدار بشري أمام المتظاهرين، الذي قاموا بدورهم بإنشاد النشيد الوطني وأغنية "تسلم يا عسكر لبنان".

التوتر بين المتظاهرين والعسكر لم يدم طويلاً، فكليهما لم يريدا أن ينجرا إلى تصادم، وتمّ تداول فيديوهات عديدة لعناصر من الجيش وهم يبكون تأثراً فيما عمد المواطنون إلى عناقهم والتأكيد على العلاقة المتينة بين الشعب والمؤسسة العسكرية.

بيروت
التحرّك في بيروت الذي فرقه المطر صباحاً، انتقل إلى ساحة مصرف لبنان حيث احتشد المتظاهرون مرددين الهتافات ضد حاكمه رياض سلامة.
في ساعات النهار الأخيرة تبدل المشهد في العاصمة، تضاعفت الأعداد وعاد المعتصمون إلى الساحات التي امتلأت بهم، رافعين الصوت ضد السلطة تحت شعار "كلن يعني كلن".

طرابلس
لليوم السابع على التوالي، ما زالت طرابلس "عروس الثورة"، فالأحوال الجوية وما ترافق معها من أمطار غزيرة لم تحل دون نزول المتظاهرين إلى الساحة. وكان لافتاً الخيم التي تمّ تركيبها في الساحة تحسباً للأمطار.

طرابلس لم تنسَ اليوم لا صور ولا النبطية، فبينما توّجه شبان إلى مدينة صور لمشاركتهم في الاحتجاجات بعد الاعتداء الذي تعرضوا له في الأيام الماضية، حضرت اليوم النبطية في خطابهم وصوتهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]