بعد ان فشل بنيامين نتنياهو للمرة الثانية على التوالي بتشكيل حكومة اغلبية او وحدة وطنية حول هذه المهمة الى نظيره بيني غانتس والذي فاز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات الأخيرة الا انه وكما يبدو فان المهمة مستحيلة امام غانتس لتشكيل حكومة تحت أي مسمى في ظل الظروف الراهنة والمعقدة في السياسة الإسرائيلية، فحليف غانتس ليبرمان يرفض تشكيل حكومة تعتمد على دعم العرب، ومركبات القائمة المشتركة لا تتفق جميعها على دعم غانتس، وتهرول الى أحضان غانتس كل على انفراد، مستغلا الأخير الانقسام بين مركباتها، ليطرح السؤال هل سيتمكن غانتس من إيجاد سيناريو يرضي جميع الأطراف بعيدا عن انتخابات ثالثة وستكون سابقة في تاريخ السياسة الإسرائيلية الهشة او سينجح في مهمته.

غانتس يستفرد بالأحزاب العربية بشكل غريب ويعمق انقسام المشتركة

الإعلامي محمد السيد بدوره قال حول ذلك: بعد فشل نتنياهو بتشكيل حكومة تم إعادة التكليف الى الرئيس الذي كلف غانتس بهذه المهمة، سننتظر فترة ليست بالقليلة سيكون خلالها محاولات ولكن كما يبدو ان الفشل سيكون هو سيد الموقف حيث لم يتمكن من تشكيل حكومة وبطبيعة الحال حتى لو استند الى العرب فانه سيواجه إشكالية كبيرة جدا مع شركاءه الطبيعيين مثل ليبرمان الذي ابرم معه اتفاقية فائض أصوات، باعتقادي لن يفلح غانتس في ذلك وبالمحصلة النهائية اما العودة الى حكومة وحدة وطنية الذي يشترط ذلك بقوة وهو الذي يقرر او ان يكون هنالك عودة لانتخابات ثالثة جديدة وبالتالي تكون اول مرة تشهد فيها إسرائيل مثل هذا الوضع الصعب في العملية السياسية.

وتطرق الى المشتركة وقال: اعتقد انها بدأت بشكل خاطئ عندما تسابقت الأحزاب المختلفة للحديث مع بيني غانتس وهو استغل الضعف العربي والاشكاليات ما بين قيادات القائمة المشتركة خصوصا وانه لا يوجد توحد في الرأي او ناطق واحد او حتى رئيس واحد لهذه القائمة على عكس الأحزاب الإسرائيلية جميعها، غانتس يستفرد بالأحزاب العربية بشكل غريب، ستحدث مع رئيس الحركة الإسلامية على انفراد ورئيس الجبهة ورئيس العربية للتغير والتجمع يحاول ان يعزز النهج الذي هو قائم بين الأحزاب العربية في المشتركة، المطلوب ان يكون هناك موقف واحد وموحد من قبل القائمة المشتركة عالاقل الأغلبية فيها ستكون داعمة وبشكل واضح للحكومة بزعامة غانتس ام ستكون في المعارضة، هذا يوفر علينا الكثير اما التردد والتهور نحو أمور معينة هذه القضايا تضر ضررا كبيرا بالعمل السياسي العربي.

استبعد ان يكون هناك انتخابات ثالثة

الناشط والمحامي رضا عنبوسي استبعد ان يكون هناك انتخابات ثالثة وان كانت احتمالاته تزداد يوما بعد يوم. وتابع: مواقف كل من المشتركة وليبرمان هي التي ستحدد وجهة الخارطة السياسية وإذا استطاع غانتس عرض صيغة يستطيع بواسطها جمعهم لمساندته ولو من الخارج، دون الانضمام رسميا للحكومة، سيقدر بذلك انهاء حقبة نتنياهو السياسية. العداء المعلن لنتنياهو من قبل ليبرمان يجعل من صيغة كهذه واردة والمشتركة تشترك معه بذلك. وفق رأيي على المشتركة ان تركز على وضع انجازات سياسية امام غانتس وان لا تركز على الاشخاص والافراد. المكاسب السياسية لموقف كهذا تفوق كل الاعتبارات الاخرى كعدائها لليبرمان ومواقفه العدائية.

مهمة تشكيل حكومة غانتس هي شبه مستحيلة في الظروف الحالية

بدوره رأى الناشط والمحامي باسل دراوشة ان مهمة تشكيل حكومة غانتس هي شبه مستحيلة في الظروف الحالية. وخاصة أن مفاتيح تشكيل الحكومة موجودة بيد ليبرمان المتطرف والمعادي للجماهير العربية كما قال.

وأوضح: بعد فشل رئيس وزراء بنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة، كلف رئيس الدولة منافسه بيني غانتس لتشكيل الحكومة، لكن السؤال المطروح حاليًا هل ينجح غانتس في المهمة؟ فرص نجاح غانتس في تشكيل حكومة هي ضئيلة وشبه مستحيلة، نظرا لتركيبة الكنيست والأحزاب والتباعد بين مركبات الحكومة التي يحاول غانتس تشكيلها، إمكانية تشكيل حكومة تجمع التحالف مع أفيغدور ليبرمان الذي يحمل مفاتيح الحكومة بمشاركة القائمة المشتركة بكل مركباتها بما يعرف الجسم المانع هي احتمالات ضعيفة وصعبة للغاية نظرا للعداء ما بين المشتركة وليبرمان العنصري الذي يرفض أن تستند اي حكومة جديدة على أصوات النواب العرب لرفضه إعطاء شرعية للنواب والجماهير العربية كشريكه في صنع القرار.

وأردف قائلا: الخيار الآخر والأمثل بالنسبة لغانتس هو تشكيل حكومة وحدة وطنية لكن هذا مستحيل، لأن بنيامين نتنياهو لن يتخلى عن تحالفه مع اليمين المتطرف، الذي يعارض حكومة كهذه لأنه لن يحصل على مكاسب في حكومة واسعة. لذلك، فإن البديل الحالي لغانتس هو تشكيل حكومة أقلية مؤلفة من 52 عضوًا: تحالف أزرق أبيض، إسرائيل بيتنا، العمل، والمعسكر الديمقراطي، وبم تدعمه القائمة المشتركة والسؤال هل تدعمه ب 13 مقعد ام تدعمه ب ـ 10 مقاعد

وإذا رفض غانتس مطالبهم فعليها اعلان رفضها لدعمه والدعوة لانتخابات برلمانية جديدة

وتطرق الى المشتركة وقال: القائمة المشتركة ليست بأفضل الأحوال من حيث اتخاذ القرار للمشاركة في دعم الحكومة، فالاتجاه الأكبر لدى نواب التجمع عدم دعم حكومة غانتس، وهم من البداية لم يصوت عليه أمام رئيس الدولة، ولهذا لن يشاركوا بدعم حكومته الأمر الذي يسهل المهمة لغانتس لإقناع ليبرمان لاعتقاده أن ليبرمان أسهل عليه الجلوس مع الطيبي وعودة ومنصور عباس من الجلوس مع نواب التجمع. على القائمة المشتركة دراسة الوضع ومحاولة اتخاذ القرار المناسب الذي من خلاله تساهم في خدمة الجماهير العربية وتحقق المكاسب للوسط العربي وتحاول الوصول إلى حلول لمشاكل الوسط العربي وتحصيل الميزانيات وحل مشاكل السكن والمسطحات البلدات العربية والغاء قانون القومية وكامينتس وكافة مشاكل وهموم الوسط العربي وعلى رأسها خطة لمكافحة العنف والجريمة في الوسط العربي. فاذا وجدت صيغة مناسبة تلبي احتياجات المواطنين والجماهير العربية فعلى المشتركة استغلالها ومحاولة تحصيل المكاسب، وإذا رفض غانتس مطالبهم فعليها اعلان رفضها لدعمه والدعوة لانتخابات برلمانية جديدة.

حكومة الوحدة الوطنية قادمه لان المجتمع الاسرائيلي لم ينضج حتى الان ليرى بالعرب شركاء

د. عزمي حكيم الناشط الاجتماعي والسياسي قال ان حكومة الوحدة الوطنية قادمه لا محال فالمجتمع الاسرائيلي لم ينضج حتى الان ليرى بالعرب شركاء في بناء حكومة حتى ولو بدعم من الخارج. الكثيرون يتكلمون عن حكومة رابين عام 93 والجسم الداعم من الخارج ولكن للأسف اسرائيل اليوم تفتقد لزعماء امثال رابين رغم كل نقاشاتنا حول رابين الذي اقترف أبشع المجازر بحق شعبنا ولكنه كان قائد. وحتى عندنا لا يوجد للأسف امثال توفيق زياد.

ونوه: بالنسبة للمشتركة رغم رفضهم لنا فانا اعتقد ان اسرائيل تعيش ازمه وهي ازمه حقيقيه ازمة قياده وازمة شعب مقسم بين يمين متطرف ووسط ويجب ان نعمق الازمه لا ان نشارك في حلها ولكن القضية تحتاج الى حكمة، حكمة المشتركة بكل مركباتها وعدم تحويل قضيتنا الى قضية مطالب لان قضيتنا اكبر من مطالب. رغم الحاجة للكثير من المطالب اليومية للجماهير العربية في اسرائيل. واذا تقبل التجمع تسمية غانتس يجب فرض المشتركة كجسم واحد وعدم قبول فيتو على اي من مركباتها من قبل غانتس والا يجب الامتناع عن دعمه من الخارج.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]