منذ اندلاع الحراك الشعبي في لبنان، أطلق الفنانون مواقف جريئة، والتفوا حول مطالب الشعب اللبناني، وشارك كثيرون منهم في التظاهرات.

بعضهم كان له مواقف لافتة مثل إليسا وكارول سماحة، والبعض ركب الموجة، وقلة التزمت الصمت. إلا أنّ اللافت أنّ فنّاني الثورة الذين غنّوا للوطن أغنيات اندلعت على وقعها الثورة التزموا الصمت.

ولأنّه زمن المحاسبة، لم ينس المتظاهرون رموز الثورة الذين غابوا عن الساحات. البعض وجد لهم أعذاراً، والبعض رأى أنّ الصمت والخذلان في زمن الثورات الشعبية أشبه بالتواطؤ.

فمن هم أبرز الفنانين الخاسرين في زمن الثورة؟

جوليا بطرس


على الرغم من أنّ أغانيها احتلت ساحات الاعتصامات، إلا أنّ الفنانة جوليا كانت الخاسرة الأكبر من الثورة. التزمت الصمت هي التي غنّت "يا ثوار الأرض"، ودعت الشعوب إلى الثورة على الظلم، لم يكن صمتها غير متوقّع، إذ أنّها زوجة وزير الدفاع الياس بو صعب، في الحكومة التي يتظاهر ضدّها اللبنانيون. البعض عذرها، إذ أنّ موقفها حرج لا تحسد عليه، والبعض لامها، مذكّراً إياها بوقوفها أمام مبنى الإسكوا في بيروت عام 2006 بعد ساعات من مجزرة قانا الثانية التي راح ضحيتها أطفال لبنانيون، حيث وجّهت كلمة شديدة اللهجة إلى المجتمع الدولي المتواطىء يومها، رغم أنّ زوجها كان رئيساً للجامعة الأميركية في دبي، بينما التزمت اليوم الصمت ولم تعلّق ولم تبدِ أي موقف مما يحصل في بلادها.

ماجدة الرومي

هي أيضاً مطربة الثورات، أغانيها كانت تملأ الساحات، استغرب اللبنانيون كيف أن صوت الفنانة التي غنّت "قوم تحدّى الظلم" كان صوتها خافتاً، لم تشارك المعتصمين صرخاتهم، ولم تنزل إلى التظاهرات، واكتفت بتغريدات عامّة على "تويتر" لم تسجّل فيها موقفاً واضحاً.

ربما أرادت الرومي المهادنة، بعد أن تمّ توريطها أكثر من مرّة في مواقف سياسيّة دفعت ثمنها الكثير، رغم أنّ المهادنة في نظر كثيرين تعتبر تواطؤاُ في زمن الثورات.

مارسيل خليفة

على الرغم من نزوله إلى الشارع، ووقوفه إلى جانب المتظاهرين من الجنوب إلى الشمال، لم ينسَ كثيرون كيف أنّ فنان الثورات مارسيل خليفة رفض افتتاح حفله الصيف الماضي في مهرجانات بعلبك بالنشيد الوطني.

مارسيل كان قد أوضح يومها أنّه رفض عزف النشيد في خطوة أراد من خلالها تسجيل موقف ضدّ كل ما يحصل في لبنان، وضدّ الطبقة السياسية، يومها ذكّره كثيرون أنّ الوطن أكبر من السياسيين والحكّام، إلا أنّ البعض لم ينس له هذه الزلّة، ووضع تضامنه مع الثورة في محاولة منه لاستعادة تعاطف الشارع.

سمير صفير

منذ انطلاق اليوم الأوّل للتظاهرات كان الملحّن سمير صفير ضدّها وضدّ المتظاهرين. ساهم في ضرب الحراك الوطني من خلال بث الشائعات، وتخوين المتظاهرين، والإعلام، وصولاً إلى التعدّي بالشتائم النابية على مراسلة محطّة MTV جويس عقيقي، لدى نقلها التظاهرة المضادّة التي شارك فيها صفير لدعم رئيس الجمهورية ميشال عون.

كما أنّه حوّل حسابه على "تويتر" إلى حساب شتم، مستخدماً عبارات نابية، محت صورة الملحن من ذاكرة الكثيرين، ليكتب صفير بيده نهاية مسيرة حافلة بالإبداع ويصبح بنظر كثيرين مجرد بوق للسلطة.

شربل خليل

هو رائد البرامج الانتقادية الكاريكاتورية الساخرة في لبنان، كشف في هذه الأزمة التي عاناها لبنان منذ أسبوعين عن شخصية لم تعجب حتى من يقف معه في خطٍ سياسي آخر. هاجم خصومه بأقذع العبارات، ومنهم الممثلة ندى بو فرحات والإعلامي مارسيل غانم، مطلقاً بحقهما شتائم نابية على "تويتر".

وعوضاً عن حذف الشتائم، قام خليل بعمل ريتويت لردوده التي تضمنت شتائم، للتأكيد على أنّ شتائمه مقصودة وليست مجرد زلّة لسان.

يفضّل بعض الفنانين اتخاذ مواقف عامّة، فيكتبون تغريدات عامة يدعون فيها بالخير لأوطانهم، دون أن يتورّطوا في مواقف قد تؤلّب عليهم المواطنين في المقلب الآخر، بينما يندفع الكثير من الفنانين بمواقف صادقة دون حساب العواقب التي قد لا تكون لصالحهم، وبين الموقفين يدفع الفنان ثمناً باهظاً خصوصاً عندما يكون الوطن على المحك، ويختلف أبناء الوطن نفسه فيصبح الصمت أسهل الخيارات.

المصدر: سيدتي
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]