تزامن تقرير أخير لمنظمة دول التعاون والتطوير الاقتصادي (OECD) بأن إسرائيل ستعاني من نقص في الأطباء خلال السنوات القادمة، مع سلسلة رسائل أرسلها أطباء من مختلف المستشفيات في البلاد لوزارة الصحة، عبروا خلالها عن استيائهم من أوضاع مستشفياتهم بسبب قلة الميزانيات، والتي تتسبب بحالات تلوث وبنقص في الأسرة وفي الغرف وازدحام في غرف الطوارئ، وغيرها من الظروف.

ماذا عن مستشفيات الناصرة؟

مستشفيات الناصرة، بطبيعة الحال، تعاني من مسألة نقص الميزانيات أكثر من باقي المستشفيات في البلاد، والتي تعاني بدورها أيضًا، فمستشفيات الناصرة بالذات لا تحصل على ميزانيات من وزارة الصحة كالمستشفيات الحكومية وتعاني من نقص شديد يدخلها في كل فترة إلى أزمات مالية.

حول هذا الموضوع تحدثنا مع البروفيسور بشارة بشارات المدير السابق لمستشفى الناصرة الإنجليزي، وهو ناشط في مجال الصحة ورئيس جمعية تطوير الصحة في المجتمع العربي، وأجاب، حول إذا كانت هذه الأزمة تشمل مستشفيات الناصرة: بالطبع، هذه الأزمة تشمل كل المؤسسات الطبية في الناصرة، والتي هي جزء لا يتجزأ من النقص الحاد بالأطباء في إسرائيل أيضًا، ورغم هذا النقص في الميزانيات، فإن مستشفيات الناصرة تتفوق منذ عدة سنوات على غيرها من المستشفيات في موضوع عدم حصول حالات تلوّث في غرف العمليات، ولكنها من الناحية الاخرى تعاني من نقص حاد في الاطباء مقارنة بمستشفيات المركز والجنوب، وفي عدم توفر المعاشات العالية مقارنة بمستشفيات أخرى، للأطباء وللطواقم الطبية، وذلك بالرغم من ابداع وإخلاص ومهنية هذه الطواقم، بما فيها من أطباء وممرضات.

وتابع: النقص يشمل الجميع، لكن هنالك تفاوت بين المستشفيات أيضًا فمثلًا مستشفى الناصرة الإنجليزي يتفوق على غيره بتسجيل التطعيمات في غرف الطوارئ، ولكن مرة أخرى، النقص يشمل الجميع ومن هنا، نحن نطالب وزارة الصحة برفع بزيادة الميزانيات، للعمل على تحسين وضع المستشفيات، وبالتالي تحسين الخدمات.
وحول الحلول: في الناصرة، الحل واضح، وذكرته سابقًا، ويتمثل بتوحيد المستشفيات في الناصرة مما سيرفع الخدمة وتوسيع الاقسام وسيزيد نجاعة خدمة النزلاء في المستشفى، أما بشكل عام في البلاد، فالحل بالأساس يتمثل بزيادة الميزانيات لموضوع الصحة.

هل يشمل موضوع نقص الأطباء، طب الاسنان؟

حول موضوع التقرير عن نقص الأطباء، وهل يشمل أطباء الأسنان؟ وحول المنظومة الصحية في البلاد والأزمة التي تمر بها، تحدثت مراسلتنا مع الدكتور فخري حسن، رئيس جمعية أطباء الأسنان العرب، والذي بدأ حديثه عطفًا على حديث بـ.بشارات، عن مستشفيات الناصرة، وقال: مستشفيات الناصرة تقوم بدور مهم بالنسبة لسكان المنطقة وهنالك حاجة ماسه لتطوير عمل المستشفيات ودعمها بالميزانيات اللازمة لتقدم الافضل للجمهور، ونطالب في قسم لطب الأسنان في مستشفيات الناصرة، هذا أمر مهم وضروري .

وفي موضوع طب الاسنان وأزمة نقص الأطباء في الطب العام، وهل يشمل أطباء الأسنان، أجاب د. فخري: في الطب العام، نقص الأطباء يجب أن لا يتسبب بعدم تقديم علاج مهني من قبل الاطباء ويجب أن لا يحوّل التنافس إلى دون المستوى المطلوب، والتشديد على الحفاظ على المهنية الطبية، أما في طب الأسنان، فعلى عكس الطب العام، فنسبة أطباء الأسنان في بلادنا عالية جدًا، لديها حوالي 9000 طبيب أسنان، بينهم 2500 طبيب أسنان عربي، أي بمعدل طبيب لكل 800 مواطن، وهذا رقم خيالي، فهنالك دول النسبة فيها، طبيب أسنان لكل 2500 مواطن، لهذا نجد شيء من البطالة في صفوف أطباء الأسنان، بالرغم من التحول الإيجابي الذي حصل بعد قانون ليتسمان لعلاج الأطفال تحت سن 18 مجانًا ولعلاج المسنين، وهنالك حاجة لتدخل الحكومة لضم شرائح أخرى لتحظى بالعلاج المجاني، وهذا يحسن من حال أطباء الأسنان ويخدم المواطنين المحتاجين في ذات الوقت.

وأكد د. حسن أن جمعية أطباء الأسنان العرب مستمرة في عملها لخدمة الأطباء العرب، وأن الدورات المختلفة للأطباء، وللأطباء الجدد تحضيرًا للامتحان الحكومي، مستمرة بنجاح، حيث أن نسبة الناجحين من الطلاب الذين شاركوا بدورة الجمعية وتقدموا للامتحان، 100%، للسنة الثالثة على التوالي، كما وأن النشاطات في الجمعية مستمرة والمؤتمرات العلمية، وأقرب هذه المؤتمرات، الذي سيعقد نهاية هذا الشهر في الناصرة، بالتعاون مع مستشفى "بوريه".

للتعقيب على الموضوع، توجهنا للناطق بلسان وزارة الصحة، الذي بدوره لم يجب حتى اللحظة على توجهنا، وفي حال وصلنا أي تعقيب سينشر فورًا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]