في التقرير:
• وزارة الصحة في غزة: مقتل ستة أفراد من عائلة واحدة في هجوم للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة
• "سنوار يفضل عدم القتال، لكن الضغط عليه ثقيل"
• مواطن من غزة ركب دراجة نارية والتقى بأبنائه على عتبة منزله فقتلهم صاروخ إسرائيلي
• مسؤول في حماس: إذا لم نعرض إنجازات للمدنيين في قطاع غزة، فسيتعين علينا التدخل في القتال
• خطة اغتيال أبو العطا صودق عليها قبل عامين، وتم تأجيلها مرة تلو الأخرى
• ليبرمان: لا نرى إمكانية لحكومة أقلية مع القائمة المشتركة
• نتنياهو هاجم النواب العرب: أنتم تقدسون جرائم حرب الإرهابيين من غزة

وزارة الصحة في غزة: مقتل ستة أفراد من عائلة واحدة في هجوم للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة
ذكر موقع صحيفة "هآرتس" صباح اليوم الخميس، أن وزارة الصحة في غزة أعلنت أن ستة أشخاص قتلوا، بينهم امرأتان وطفل، وأصيب 12 في هجوم شنه الجيش الإسرائيلي في دير البلح، وسط قطاع غزة. وأفيد أن جميع القتلى والجرحى هم من عائلة أبو منحوس. وبذلك ارتفع عدد القتلى منذ بداية المواجهة في قطاع غزة إلى 32.
وفقا للتقارير الفلسطينية، فإن قصف الطيران الإسرائيلي منزل رسمي أبو منحوس، وهو أحد كبار قادة الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في دير البلح. وفقا للتقارير، قتل أبو منحوس نفسه في هذا الهجوم.
جاء هذا الهجوم في نهاية اليوم الثاني من الحرب في الجنوب، والذي شمل إطلاق عشرات رشقات الصواريخ على إسرائيل، وشن هجمات إسرائيلية على القطاع. ورغم استمرار عمليات القصف، فقد وردت أنباء عن مفاوضات للتهدئة. وقال مصدر مصري لصحيفة "هآرتس"، مساء أمس، انه تجري مفاوضات لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والجهاد الإسلامي، لكن المصدر أعرب عن تشككه بحدوث تقدم في الاتصالات.
وأعلن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، أمس، ان منظمته قدمت شروطها لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، ويتوقع ردًا عليها خلال ساعات. وقال ان إسرائيل وافقت على إجراء اتصالات مع التنظيم بوساطة مصرية. وعرض النخلة شروط التنظيم وهي: وقف الاغتيالات في قطاع غزة والضفة الغربية، وقف إطلاق النار على المتظاهرين على السياج الحدودي، وتطبيق تفاهمات التهدئة ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وكتبت "يسرائيل هيوم" انه وفقًا لشبكة الجزيرة، وافقت إسرائيل والجهاد الإسلامي على وقف إطلاق النار اعتبارًا من صباح اليوم. وقالت مصادر في الجهاد الإسلامي لقناة تلفزيون العربي أن الاتفاقية دخلت حيز التنفيذ.
وأشار مسؤول سياسي في القدس إلى مطالب الجهاد الإسلامي بوقف إطلاق النار، وقال: "الجهاد يريد وقف إطلاق النار وبالتالي يحاول خلق عرض كاذب من الإنجازات. مطالبه تثبت أن العملية الإسرائيلية كانت ناجحة. لقد اغتال الجيش الإسرائيلي حوالي 20 إرهابيًا وألحق أضرارًا كبيرة بقدرات الجهاد، وسيتم الرد بالهدوء على الهدوء، والأعمال الميدانية هي التي ستقرر، يد إسرائيل ستطال كل من يحاولون إيذائها".
ولكن، حتى بعد التبليغ عن هذه الاتصالات، تواصل إطلاق صافرات الإنذار، صباح اليوم الخميس، وفقا لما تنشره "هآرتس" على موقعها الإلكتروني. وكتبت أنه سمع دوي صافرات الإنذار في غلاف غزة وشاطئ عسقلان، وأشارت إلى إطلاق عشرات الصواريخ أمس، والتي وصلت إلى منطقة القدس وأشدود وعسقلان، ناهيك عن بلدات الغلاف. وأصيبت مواطنة في عسقلان بعد سقوط صاروخ في فناء منزلها.
وفقا للناطق العسكري الإسرائيلي، فقد اغتال الجيش منذ بداية المواجهات 20 ناشطًا "إرهابيًا"، غالبيتهم من الجهاد الإسلامي. وقال الناطق بلسان الجهاد، مصعب البريم، أمس، ان "قوات المقاومة ردت على الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل، وأوصلت لها رسالة. نحن نقف أمام ساعات حاسمة تقود إلى تطورات هامة".
وقال النخلة، أمس، ان منظمته لم تستخدم بعد كل قدراتها في المعركة، وان لديها خطط عمل جاهزة. وفي لقاء أجرته معه قناة الميادين اللبنانية، ادعى النخلة ان منظمته ستثبت بأنها قادرة على إدارة معركة طويلة بنجاح.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس: "نحن في خضم معركة. نأمل أن تكون قصيرة قدر الإمكان". وأضاف أنه "تم اتخاذ قرارا بشأن الخطوات القادمة". وكان نتنياهو يتحدث في ختام مناقشات أمنية مع وزير الأمن نفتالي بينت، ورئيس الأركان افيف كوخافي، ورئيس الشاباك نداف ارجمان، ورئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات، وكبار المسؤولين في الجهاز الأمني في قيادة المنطقة الجنوبية.
وقال نتنياهو: "يوجد هنا إنجاز كبير لإسرائيل يتضمن تعزيزا آخر للردع من قبلنا. قادة المخربين يعرفون انه يمكننا استهدافهم، ونحن سنضع على الهدف كل من يأتي لإيذائنا. وجهتنا ليست التصعيد، لكننا نعرف كيف نقوم بكل الأمور المطلوبة التي اتفقنا عليها، كي نواصل الدفاع عن إسرائيل ومواطنيها".
وقال الوزير بينت: "نريد أن يعرف كل مخرب وكل مبادر للإرهاب انه يحمل على ظهره عدادًا لنهاية حياته. القرار هو في ايدي كل شخص حول ما إذا يريد مواصلة النشاط الإرهابي وإنهاء حياته أو ترك الإرهاب". ووفقا لبينت فإن "الجهاد الإسلامي يريد جر سكان غزة إلى أضرار أكبر بكثير. هذا هو قرارهم إذا ما كانوا يريدون جر مواطني غزة وسكانها إلى هذا الأمر. نأمل ألا يكون الأمر كذلك، لكنهم سيتحملون المسؤولية عن قراراتهم في الساعات القريبة".
"سنوار يفضل عدم القتال، لكن الضغط عليه ثقيل"
"يسرائيل هيوم"
يسود خلاف حاد بين قيادة حماس في غزة حول مسألة الانضمام إلى الجهاد الإسلامي في جولة القتال الحالية مع إسرائيل. وقال مسؤول كبير في حماس في قطاع غزة إنه بينما يرفض يحيى سنوار، الرجل القوي في قيادة غزة، الانضمام إلى القتال مع إسرائيل، فإن معظم كبار المسؤولين في الحركة مارسوا ضغوطًا شديدة عليه للقيام بذلك.
وفقا لتقارير مختلفة في وسائل الإعلام العربية والفلسطينية، فإن الذين يمنعون حماس حاليا من الدخول في جولة القتال هم الوسطاء المصريون، الذين يعملون باستمرار من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، ولهذا السبب دعوا أيضا مسؤولي الجهاد الإسلامي إلى القاهرة. وفقًا لمسؤولي حماس في غزة، فإن الانتقادات التي وجهها قادة الجهاد الإسلامي ضد المنظمة لعدم مشاركتها في القتال، والضغط الذي يمارسه كبار قادة حماس على سنوار، قد تكون حاسمة في مسالة الانضمام إلى الحرب مع إسرائيل.
وقال مسؤول كبير في حماس لصحيفة "يسرائيل هيوم": "في الماضي، كان من يحسم في هذه القضية هو رئيس المكتب السياسي، خالد مشعل، الذي كان الرجل القوي في التنظيم. لبالغ الأسف، إسماعيل هنية هو ليس خالد مشعل، ولا يمكنه أن يفرض على سنوار، رأي المكتب السياسي الذي يؤيد معظم أعضائه مشاركة الذراع العسكرية في القتال".
وحذر مسؤول آخر من حماس من إستراتيجية التنحي جانباً التي يتخذها سنوار، وقال: "في الوقت الذي تسحق فيه طائرات العدو الصهيوني قطاع غزة وتقتل المدنيين وإخواننا في الجهاد الإسلامي، قد يرتد علينا الأمر مثل البوميرانج، وندفع نحن الثمن. غالبية قيادة الحركة تريد المشاركة في القتال، وتم توضيح هذا الموقف لسنوار، الذي لا يستطيع تجاهل هذه الأصوات".
وقال مسؤول كبير في المخابرات الفلسطينية لصحيفة "يسرائيل هيوم": "قرار سنوار بعدم المشاركة في الحرب في الوقت الحالي هش للغاية. الضغط عليه للانضمام إلى المعركة، من داخل الحركة وخارجها، ثقيل للغاية، ويكفي وقوع حدث استثنائي واحد كي تنضم حماس إلى القتال".
مواطن من غزة ركب دراجة نارية والتقى بأبنائه على عتبة منزله فقتلهم صاروخ إسرائيلي
"هآرتس"
قُتل مواطن فلسطيني وولديه، البالغان من العمر 7 و24 عامًا، أمس (الأربعاء) في هجوم شنه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. ووفقًا لإحدى الشهادات التي وصلت إلى هآرتس، عاد الأب إلى منزله وهو يستقل دراجة نارية، وعندما خرج أولاده للقائه، وقع الهجوم.
وفقًا لشهادات وصلت إلى هآرتس، فقد قُتل الأب محمد عياد، 54 عامًا، وولديه أمير وإسلام، صباح أمس، في هجوم جوي استهدف منطقة مجاورة لمنزلهم في حي الزيتون بشرق غزة. وفقًا لما قاله ناشط في مركز الميزان لحقوق الإنسان، فإن الأب وابنه الأكبر إسلام ليسا مرتبطين بإحدى الفصائل المتورطة في إطلاق النار على إسرائيل. وقال الناشط "ربما بالنسبة للإسرائيليين، كل شخص يسافر على دراجة نارية يصبح هدفًا للقوات الجوية". وقال أفراد العائلة إن الثلاثة كانوا في طريقهم لزيارة أحد أقاربهم في مركز طبي في غرب المدينة.
وحظي هجوم آخر بتغطية واسعة، أمس، هو الهجوم الذي استهدف منجرة في حي التفاح، في شرق غزة. ووفقا للتقارير، أسفر الهجوم عن مقتل ايمن فتحي عبد العال، 50 عامًا، وولديه إبراهيم وإسماعيل، 16 و17 عاما، وشابين آخرين هما محمود حتحت، 19 عاما، وسهيل قنيطة، 23 عاما. ووفقا لتقارير فلسطينية، كان الأب وولديه من نشطاء الجهاد الإسلامي.
مسؤول في حماس: إذا لم نعرض إنجازات للمدنيين في قطاع غزة، فسيتعين علينا التدخل في القتال
"هآرتس"
قال مسؤولون كبار في حماس إن المنظمة قد تنضم إلى جولة القتال الحالية مع إسرائيل إذا كانت غير قادرة على عرض إنجازات على المدنيين في قطاع غزة. ويذكر انه منذ يوم الثلاثاء، تتواصل عمليات إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي والجهاد الإسلامي، ولم تتعرض أهداف حماس للهجوم. وقال متحدثون إسرائيليون إنهم غير معنيين بانضمام حماس إلى القتال. ومع ذلك، يسمح قادة حماس للجهاد بالرد على مقتل بهاء أبو العطا، قائد اللواء الشمالي في المنظمة.
وقال مسؤول كبير في قسم العلاقات العامة في حركة حماس لصحيفة هآرتس، إن "حماس ليست معنية بمواجهة شاملة وإطالة أمد القتال لعدة أيام. إذا كان هناك اقتراح ملموس يتضمن التخفيف من الحصار والتحسين الملموس على المستوى المدني، يمكننا أن نطالب الجهاد بوقف إطلاق النار بعد بضعة أيام نجح خلالها بتشويش الروتين في إسرائيل. في حال تجاهل إسرائيل ومواصلة الهجمات وضرب البنية التحتية والسكان المدنيين، سيتعين علينا خوض تصعيد أكبر".
وقال عضو بارز آخر في المنظمة، وهو أحد قادة المستوى السياسي، لصحيفة هآرتس، إن كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، تكتفي الآن بالتشاور مع الجهاد في إطار غرفة العمليات المشتركة. وقال المسؤول "من الواضح أنهم ليسوا في المعركة في الوقت الحالي. بمجرد أن يفعلوا ذلك سيشعر به الجميع". وقال بيان صدر عن غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية: "سوف يستمر الرد على العدوان الإسرائيلي. سوف نعلم إسرائيل درسًا لن تنساه. لن نوافق على تحديد شروط لعب جديدة ولن نقبل سياسة الاغتيال والإحباط المركز. وأكدوا في غرفة العمليات ان المعركة تدار بتنسيق كامل وعلى اعلى المستويات، وفق خطة عمل منظمة وتكتيكات منسقة بين جميع الفصائل فيما يتعلق بنطاق العملية، الجانب الذي ينفذها، وعمق إطلاق الصواريخ. هذه الخطوة تعتبر محاولة لتفسير سبب عدم دخول حماس بنشاط في المواجهة.
وقال طلال أبو ظريفة، المسؤول البارز في الجبهة الديمقراطية في غزة، لصحيفة هآرتس، إن الهدنة في إطلاق النار في الليلة قبل الماضية كانت بسبب الاتصالات مع وسطاء لوقف إطلاق النار و "لم تكن مصادفة". وقال: "لقد وضعت إسرائيل صيغة الهدوء مقابل الهدوء، دون تقديم أي تسهيلات، الأمر الذي أدى إلى استئناف إطلاق النار في الصباح". وأضاف أن جهود الوساطة مستمرة من خلال المخابرات المصرية ومبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف وممثلو قطر.
وتُصوِّر أصوات في قطاع غزة السلوك داخل غزة في اليومين الماضيين على أنه حالة تحويل رسائل داخلية، ويعتقدون أن حماس ستحاول تعزيز الصراع الذي لا تشارك فيه من اجل تحسين مواقفها مقابل إسرائيل: وفقًا لمسؤول سابق في السلطة الفلسطينية، ويعيش في غزة، يعتزم قادة حماس التوضيح لأعضاء الجهاد بأنهم إذا لم يوافقوا على الإملاءات وعلى اتفاقات التهدئة، فسوف يجدون أنفسهم وحدهم في المعركة. وأوضح المسؤول أن "المسؤولية المدنية عن السكان تتطلب سلوكًا يبدو أحيانًا كضبط للنفس".
خطة اغتيال أبو العطا صودق عليها قبل عامين، وتم تأجيلها مرة تلو الأخرى
"هآرتس"
قام بهاء أبو العطا، قائد اللواء الشمالي في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الذي اغتالته إسرائيل فجر الثلاثاء، بتقويض الاستقرار الأمني في الجنوب، في العام الماضي، أكثر من أي عامل آخر. لقد فقدت حماس ومصر وحتى منظمته نفوذها عليه، وكان يعمل في المنطقة كبلطجي حي مستقل. لقد دفعت أفعاله على مدار العام الماضي المؤسسة المنية إلى الإدراك بأنه أصبح هيئة مستقلة ويحاول تصعيد الوضع في المنطقة. والآن، كما يقول المسؤولون الأمنيون، قد يؤدي موته إلى استعادة الهدوء اللازم لإكمال الترتيبات بين إسرائيل وحماس.
قبل عامين، أعد جهاز الشاباك والجيش الإسرائيلي خططاً لاغتيال أبو العطا. في ذلك الوقت، أيد رئيس الأركان غادي أيزنكوت خطط رئيس قسم الاستخبارات هرتسي هليفي ومسؤولي الشاباك، لكن نشبت الكثير من الخلافات حول التوقيت المناسب للعمل. بينما اعتقد الجيش (ولا يزال يعتقد اليوم) أنه ينبغي إعطاء الأولوية للتوترات في الشمال، اعتقد رئيس الشاباك نداف أرجمان أنه يجب اغتيال أبو العطا في أسرع وقت ممكن. وحتى الآونة الأخيرة كان رئيس الحكومة ووزراء المجلس السياسي الأمني يدعمون موقف الجيش. وحتى بعد الاغتيال، قالوا في الجهاز الأمني إن أبو العطا لم يصبح أكثر خطورة في الآونة الأخيرة، لذلك كان من الممكن لتوقيت الهجوم ان يكون أكثر مرونة.
وكان موقف الجيش هو أنه إذا اندلعت جولة من القتال في غزة بسبب الاغتيال، فلن تتمكن إسرائيل من الحكم مسبقا على أضرارها ومدة المعركة. وقال الجيش إنه بما أن أبو العطا لا يمكنه تهديد إسرائيل إلا بإطلاق الصواريخ ونيران القناصة أو إطلاق الحوامات، التي يمكن لنظام الدفاع الجوي التعامل معها – فمن الأفضل دفع هذا الثمن حتى لا يلحق الضرر بجاهزية الجيش لمعركة محتملة في الشمال.
في نهاية عام 2018، جرى نقاش آخر بين رؤساء المؤسسة الأمنية حول الحاجة إلى قتل أبو العطا. وقال وزير الأمن في حينه، أفيغدور ليبرمان، أمس، إن رئيس الوزراء نتنياهو اعترض على الاغتيال خلال النقاش، لكنه لم يكن دقيقًا: لقد جاءت المعارضة بعد أن أوضح المسؤولون الأمنيون أن إجراءً مهمًا سيحدث قريبًا. وعلى الرغم من التحفظات، فقد تعززت مكانة أبو العطا في قطاع غزة في الأشهر الأخيرة، وناقشت إسرائيل مجددا الحاجة إلى كبح قوته.
يبدو أن ارتفاع مكانة أبو العطا، 42 عامًا عند وفاته، يتناقض مع وضعه بين المنظمات الإرهابية في قطاع غزة والنظام الأمني الإسرائيلي. وفقًا للمصادر الإسرائيلية، "لم يكن لامعًا أو ذكيًا بشكل خاص". كما اعتبرته قيادة الجهاد بلطجي مفيد واستغلت شخصيته المقاتلة لشن هجمات على مدى العامين الماضيين، من شأنها أن تزيد الوضع سوءًا في الجنوب. وعندما أدركوا في التنظيم أنهم لن يتلقوا مزايا في الترتيب المحتمل، على عكس حماس، سحبوه مرة تلو أخرى لإطلاق النار على جنود الجيش الإسرائيلي وإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، لتذكير الجميع أنهم ما زالوا في الحلبة.
لكنهم في الجهاد، أيضا، فقدوا في الآونة الأخيرة السيطرة على أبو العطا. وكانت الذروة خلال اجتماع بين الوسيط المصري وقادة حماس والجهاد في غزة، عندما قرر من تلقاء نفسه إطلاق النار على غوش دان بينما حاول كبار المسؤولين الوصول إلى التهدئة. بعد إطلاق النار، أعلنت المنظمتان بشكل استثنائي أنهما غير مسؤولتين عن إطلاق النار وأنه كان من قبل "متمردين". في هذه المرحلة، أدركت حماس أيضًا أن أبو العطا أصبح عاملاً مزعجًا لا يمكن السيطرة عليه.
كما أن شخصية أبو العطا المتمردة، الذي تم تعيينه في الثلاثين من عمره، قائد لواء في الجهاد الإسلامي وتولى منصبه قبل خمس سنوات، قد أكسبته إعجابًا ومؤيدين في غزة. حتى حقيقة أنه نجا في عملية عمود السحاب، وعملية الجرف الصامد والجولتين الأخيرتين، على الرغم من محاولات إسرائيل اغتياله، خلقت حوله هالة الرجل الذي لا يخشى شيئًا ولا يخضع لسيادة. في جهاز مخابرات الجيش الإسرائيلي والشاباك، درسوا طريقة عمله واعتبروه "قائد عصابة" وليس شخصية عسكرية بارزة في منظمة هرمية، كما يطمح الجهاد.
أراد اللعب في ساحة الكبار
على عكس المزاعم التي وردت بعد الاغتيال، لم يكن أبو العطا قريبًا من إيران أبدًا. وتقول مصادر في إسرائيل كانت تتابعه في السنوات الأخيرة إنه لم يكن على اتصال مباشر بطهران أو أنه تلقى تعليمات منها بتنفيذ عمليات ضد إسرائيل. في الأشهر الأخيرة، أدركت حماس ومصر وإسرائيل أن أبو العطا تصرف بطريقة يعتقد أنها يجب أن تفيد إيران، دون تلقي تعليمات صريحة منها. لقد اعتقد أن أي محاولة لإلحاق الأذى بالترتيب وإطلاق النار على إسرائيل سوف ينظر إليها الإيرانيون كعمل من أجل النهوض بمصالحهم، وبالتالي هكذا حاول أن يُنظر إليه على أنه شخصية تساعدهم في القطاع ويلعب في ميدان الكبار.
في أبريل الماضي، وفي خطوة غير عادية، قرر الجيش الإسرائيلي عرض أبو العطا على أنه مسؤول عن إطلاق النار الذي تسبب في التصعيد في غزة. حتى ذلك الحين، حملت إسرائيل المسئولية لحماس رسمياً، وأدركت المؤسسة الأمنية أن الكشف عن اسم أبو العطا سيمنحه مكانة النجم الصاعد، لكنها اعتقدت أيضًا أنها كانت الفرصة الأخيرة لإيقافه – قبل ألا يبقى هناك خيار سوى الاغتيال. كان من المفترض أن يؤدي وسمه إلى تحمل حماس والجهاد المسؤولية عن أفعاله ومحاولة كبحه.
وكانت هذه المحاولة ناجحة جزئياً، حيث دعي أبو العطا إلى مصر للتحدث مع الوسطاء وممثلي حماس والجهاد حول الهدوء. وسمحت له إسرائيل بالمغادرة دون الإضرار به، ولكن على عكس المتوقع، لم يكن معتدلًا – وإنما أدرك أنه وصل بالفعل إلى ملعب الكبار السن ولم يتوقف عن تصرفاته. الرسائل التي تم نقلها إليه والتي تفيد بأن تصرفاته تجر سكان غزة إلى تصعيد أمني وأضرار اقتصادية لم تغير موقفه، وفي إسرائيل فهموا أنه لا مفر من الاغتيال. كانت المشكلة هي أن أبو العطا فهم ذلك أيضًا وبدأ في التصرف على النحو المطلوب – بطريقة جعلت من الصعب الوصول إليه.
في الأشهر الأخيرة، غيّر أبو العطا طريقة حياته: فقد تحصن في شمال قطاع غزة – منطقة كان يتمتع فيها بقوة كبيرة وسمحت له بالاختباء بين رجاله المخلصين. غالبًا ما غيّر موقعه وظل دائمًا على مقربة من المدنيين والمباني السكنية المزدحمة، من خلال الفهم بأن إسرائيل ستواجه صعوبة في الهجوم دون الإضرار بالأبرياء.
بعد تولي افيف كوخافي لمنصبه كرئيس للأركان، طرحت إمكانية اغتيال أبو العطا عدة مرات، وتمت صياغة خيارات مختلفة لتنفيذ العملية. ونجح جهاز الشاباك في الآونة الأخيرة في إيجاد فرصة للقيام بذلك، وبمجرد أن أدركوا في الجهاز الأمني أن أبو العطاء يتصرف بشكل مكشوف إلى حد ما – مما يسمح بمهاجمته بطريقة من شأنها أن تقلل من إيذاء الأبرياء – صادق مجلس الوزراء الأمني السياسي على الاغتيال.
ليبرمان: لا نرى إمكانية لحكومة أقلية مع القائمة المشتركة
"هآرتس"
صرح رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان، مساء أمس الأربعاء، بأنه لا يرى حكومة أقلية بدعم من القائمة المشتركة كخيار واقعي، لكنه رفض التعهد صراحةً بعدم دعم مثل هذه الحكومة. ومع ذلك، قال ليبرمان إن هناك إمكانية لتشكيل حكومة اقليه من دون المشتركة. ولم يستبعد انضمام الأحزاب الحريدية إلى حكومة وحدة "على أساس الميزانية القائمة والخطوط الأساسية".
وفي مقابلة مع نشرة أخبار القناة 12، قال ليبرمان عن القائمة المشتركة: "بالنسبة لي، هذه طابور خامس، أناس يريدون تدمير دولة إسرائيل من الداخل ويعملون ضد مصالحها. نحن لا نتحدث عنهم كخيار". وقال: "الخيار هو الوحدة الوطنية. إنه الأفضل لدولة إسرائيل. أي محاولة لتشكيل حكومة أقلية هي صيغة للفشل".
وأشار غانتس مساء أمس، إلى إمكانية تشكيل حكومة وحدة، على خلفية التصعيد في الجنوب. وقال خلال جولة في سديروت: "أعتقد أن الوحدة مهمة للغاية. أدعو للوحدة طوال الوقت وبذل جهود لتعزيز الوحدة." ومع ذلك، أضاف: "هناك العديد من الأشياء المهمة في دولة إسرائيل، هناك قيم، هناك مبادئ، هناك قوانين، هناك جوانب ديمقراطية. أنا لا أقترح أخذ حدث معين ولف كل شيء به". وصرح غانتس أنه "من المفترض أن تخدم الوحدة في دولة إسرائيل أكثر من مجرد حدث معين، مهما كانت قاسية وشديدة".
نتنياهو هاجم النواب العرب: أنتم تقدسون جرائم حرب الإرهابيين من غزة
"هآرتس"
قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، إن أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة يقدسون جرائم الحرب التي يرتكبها الإرهابيون من قطاع غزة. وتطرق نتنياهو، الذي قال هذا في كلمة ألقاها أمام الكنيست، إلى تصعيد الوضع الأمني في أعقاب اغتيال قيادي في الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، وقال: " ما يفعله الإرهابيون من غزة هو جرائم حرب، عندما يطلقون صواريخ على منطقة سكنية في عسقلان... هذا ما تفعلونه، وأنتم بالفعل تقدسون جرائم الحرب التي يرتكبونها".
وقام أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة، إلى جانب أعضاء كنيست من أحزاب أخرى، بمهاجمة خطاب نتنياهو، ورد عليه عضو الكنيست أحمد الطيبي قائلا: "أنت تكذب بجبين صفيق. أنت تحرض على قتلنا، أنت تتحمل هذه المسؤولية، أنت تحرض ضدنا باستمرار". بعد ذلك، قام حراس الأمن بإخراج الطيبي من قاعة الكنيست، فخرج في أعقابه أعضاء الكنيست الآخرون من القائمة.
ويأتي الصدام بين رئيس الوزراء وأعضاء القائمة المشتركة في ظل حملة سياسية يقودها نتنياهو ضدهم، من أجل منع إمكانية تشكيل حكومة أقلية برئاسة حزب ازرق – ابيض، ودعمها من قبل القائمة المشتركة. وقال نتنياهو، قبل يومين، إن تشكيل حكومة تضم أعضاء في القائمة المشتركة هو صفعة في وجه الجنود الإسرائيليين.
وفي خطابه أمام الهيئة العامة للكنيست، أكد نتنياهو على الجهود التي بذلتها المؤسسة الأمنية في محاولة لتجنب إيذاء الأبرياء في عملية اغتيال أبو العطا. وقال: "أنا لم أوافق على الطلبات المتكررة من قوات الأمن (باغتيال القيادي البارز في الجهاد، بهاء أبو العطا)، لأننا فحصنا ما هي احتمالات إصابة عدم الضالعين. ومرة تلو أخرى، في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك في الأسابيع الأخيرة، لم أوافق لأننا نريد تقليص إصابة غير المتورطين".
وقال إن الأمر "مختلف تمامًا عما يفعله الإرهابيون. هناك أعضاء في الكنيست هنا يدافعون عنهم، رغم أنهم يستهدفون المدنيين عن قصد وخبث. ويستهدفون الأحياء السكنية عمداً. حين يطلقون النار على حي سكني في اشكلون – ما الذي يفكرون به؟ أنه يوجد هناك جيش؟ هراء. انهم يصيبون المدنيين عمدًا، وهذا هو الإرهاب ... هذا هو أحمد الطيبي ... سمعت بالأمس مظاهرة داعمة لكم، طلبت خلالها عضو كنيست بكل طريقة التنديد بنا كمجرمي حرب."
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]