أكدّ رئيس كتلة "الجبهة" في بلدية حيفا، انه حصل قبل عام انقلاب غير متوقع في حيفا، حيث تم الإطاحة برئيس البلدية يونا ياهف بعد 15 سنة من رئاسته البلدية. وحلّت مكانه د. عينات كاليش روتم التي كانت مرشحة حزب "العمل" لكنها حظيت بدعم من اليمين أيضًا وشكّلت ائتلافًا يضمّ قوى اليمين والأحزاب الدينية.

ومضى عام على دخول زعاترة، البلدية منذ ان تم انتخابه عضواً عن الجبهة إلى جانب شهيرة شلبي.

صراع حامي

وقال زعاترة لـبكرا: وقع صراع حامي الوطيس على مكانة العرب في إدارة البلدية وجرت محاولات لاستبعاد كتلة "الجبهة" من الائتلاف البلدي، مع العلم أنها الوحيدة التي تمثل السكّان العرب في المدينة. وفي هذا الإطار تم شنّ حملة تحريض غير مسبوقة ضدي شخصيًا، بسبب مواقفي السياسية والوطنية، بقيادة رئيس الحكومة نتنياهو وعدد من وزراء ونواب اليمين لمنعي من تولي منصب نائب الرئيس. ولكننا نجحنا في تفويت الفرصة ومنع اليمين والعنصريين من تحقيق مبتغاهم وهو استبعاد العرب من الائتلاف ومن مواقع صنع القرار والتأثير عليه.

تغييرات

وعن تقييمه لأداء رئيسة البلدية الجديدة، قال: لقد شهدت أروقة البلدية خلال هذا العام الكثير من التغييرات والتحديات في عهد رئيسة البلدية الجديدة، نظرًا لسياسة الحكومة تجاه البلدية وتجميد الميزانيات وأيضًا نظرًا لقلة خبرتها السياسية واصطدامها مع مراكز القوى المخضرمة داخل البلدية. ولكننا نجحنا في الحفاظ على العديد من الإنجازات العينية ونسعى لتعزيز مكانتنا وتأثيرنا من خلال اللجان والمؤسسات البلدية المختلفة. على المستوى السياسي عبّرت رئيسة البلدية أكثر من مرة عن التزامها بقيم العيش المشترك بين العرب واليهود، وهذا مهم للغاية في ظل تعاظم الأجواء العنصرية عمومًا في البلاد ومحاولات امتطاء الموجة محليًا. ونأمل ونعمل على ترجمة هذا الالتزام في تحسين سياسة البلدية تجاه أهلنا وأحيائنا وقضايانا ورفع مستوى الخدمات في كل المجالات.

تعلّم وتعرّف

وحول تقييمه لعامه الأول في البلدية، قال: بطبيعة الأمر فالفترة الأولى تمتاز بالتعلّم والتعرّف على الجهاز ومفاتيح صنع القرار وكيفية معالجة القضايا الكبيرة والصغيرة، وتعميق ملامسة قضايا الناس والأحياء. على المستوى الشخصي التجربة مثيرة وتنطوي على تحديات عديدة، خصوصًا أنّ هذا العام شهد معركتي انتخابات للكنيست توليتُ خلالهما مهامًا قطرية في الجبهة وفي القائمة المشتركة أشغلتني بعض الشيء عن العمل البلدي. التقييم العام إيجابي ولكن الوضع العام في البلدية لم يستقرّ بعد وهناك عدة صعوبات موضوعية تنعكس على الجميع وعلينا أيضًا، مثلاً التقليصات في بعض الميزانيات.

قضايا أساسية

وفي ردّه على سؤالنا حول الأمور التي سيعمل عليها في الأعوام المقبلة، أجاب زعاترة: القضيتان الأساسيتان بالنسبة للعرب في المدن المختلطة هما السكن والتعليم. نعمل على وضع خطة استراتيجية للتعليم العربي، حيث يتعلم نحو 60% من طلاب حيفا العرب اليوم في مدارس أهلية وهناك حاجة لدعم مبادرات تربوية جديدة إضاقة إلى تعزيز المدارس القائمة. وفي مجال السكن نسعى لتوفير احتياجات الأحياء العربية التاريخية كوادي النسناس والحليصة وغيرها، خصوصًا في مجال البنى التحتية ومواقف السيارات وجودة الخدمات. ونسعى لتحسين الخدمات المقدّمة للسكان العرب في الأحياء المختلطة، لا سيما خدمات التعليم والثقافة، وخصوصًا في الأحياء الجنوبية الجديدة والأحياء التي تشهد عملية "تجدّد مديني" ويجب أن تأخذ بالحسبان احتياجات السكان العرب والأزواج الشابة تحديدًا.

ثقافة

وأردف: بالإضافة لقضيتي التعليم والسكن فهناك في حيفا قضية الثقافة أيضًا، ومجابهة محاولات الحدّ من حرية التعبير والإبداع كما رأينا في قضية المسرح أو في محاولات منع عروض فنية من قِبل وزيرة الثقافة ميري ريجف. هناك من يحاول توظيف التغيير الذي حصل في البلدية والأجواء العامة في البلاد بهدف تغليب المفهوم السطحي الاستهلاكي لـ "التعايش"، بمفهوم تعايش الراكب والمركوب. بينما نصرّ نحن على الحياة المشتركة القائمة على الندية والمساواة والاحترام المتبادل بين أبناء الشعبين.

حضور أكبر

وأوضح زعاترة: نسبة العرب في حيفا هي حوالي 11% فقط لكن حضورهم في الحيّز العام أكبر وأقوى. حيفا هي مركز مديني تربوي وثقافي واقتصادي وخدماتي يستقطب عشرات الألوف من الشباب والعاملين العرب. وتتميّز المدينة بنسيج علاقات جيّدة نسبيًا بين العرب واليهود. لدينا قوّة لا يُستهان بها وعلينا إجادة استثمارها لتحصيل حقوقنا وفي مقدّمتها التطوّر الحرّ في كافة مجالات الحياة. ولقد أثبت التجربة أنّ أفضل وأقصر وأنجع الطرق لتحصيل الحقوق ليس التذلّل أو التقرّب من السلطة على حساب قضايانا وكرامتنا، بل التوجّه الكريم والمسؤول والعمل المهني الدؤوب والمدروس.

خدمة الناس

واختتم حديثه مجيبًا على سؤالنا عن التحديات التي تواجهه قائلا: التحدّي الأكبر هو خدمة الناس وتمثيلهم على أحسن وجه ممكن. هذه مهمتي ومهمة زميلتي شهيرة شلبي التي ستتبوأ بعد عام ونصف منصب نائبة الرئيس.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]