أصبحت حضانة الأطفال، جزء من مسار حياة معظم الأطفال والعائلات في مجتمعنا، فمع ارتفاع نسبة العمل في صفوف النساء، اصبح ارسال الطفل إلى الحضانة، قبيل وصوله إلى جيل الروضة، أمرًا أساسيًا، في مجتمعنا، علمًا بأنه منتشر بشدة منذ سنوات في المجتمعات الأخرى.
ومع ازدياد عدد الحضانات، صرنا نسمع عن حالات تعنيف واعتداء على أطفال، آخرها ما كان في أم الفحم، وهذا الأمر، بشكل أو بآخر، يظهر صورة سيئة للحضانات أمام العائلات، خصوصًا التي تستعد لإرسال ابنها إلى الحضانة.
مراسلتنا أجرت تقريرًا حول عدد من الحضانات في منطقة الناصرة، والتي تعرف كلّها بجودة الخدمة، وتتنافس حتى فيما بينها على هذه الجودة.

وفي حديث مع السيدة حنين عواودة، صاحبة حضانة "لأم الحنون" في كفركنا، أجابت حول سؤال عن ما إذا كانت الحضانات تضع شروطًا لاستقبال المربيات، بالإضافة للشهادة المطلوبة: بالتأكيد، مهم جدًا أن الحاضنة مفعمة بشعور الحنان ومعرفة التربية والاعتناء بالأطفال قبل امتلاك شهادة مربية لجيل الطفولة.

وحول إذا ما كانت هنالك إمكانية لمراقبة الأطفال في الروضة من قبل الأهل، قالت: بالطبع، يوجد كاميرات مراقبة مع الاهل بشكل يومي وانا بدوري مديرة أهتم برقابة شخصية مع الحاضنات وهي اكبر مراقبة. واقوم باجتماع وتجديد شروط العمل وقبل بدء عمل الحاضنة يتم مراقبتها بشكل مكثف وهناك صف خاص من جيل اشهر للسنة لا يتم دخوله الا لـ5 اشخاص والحاضنة تعمل على فترة تدريبية ودورات خلال العمل مثل فنون وتربية بشرية واسعاف اولي وعليها ان تكون داعمه للأم والطفل وتحضن الطفل وتقوي مهارات مختلفة لديه من سلوكيات وتعليم، بالإضافة إلى الانتباه للأطفال والحرص على أن يستمتعوا في غرف وساحات الألعاب العديدة في الحضانة.

ما العوامل التي تدفع لوضع الطفل في حضانة؟

أضافت: لا أنكر أن الأم هي المدرسة الأولى للطفل وأهميتها في نشأته وتطوره وقوة شخصيته، ولكن في نظري ليست كل أم مؤهلة لتكون كذلك، وربما المعلم في المدرسة، الذي لديه نظرة تربوية ثاقبة يستطيع تمييز تربية الأم الممنهجة من تربية الأم غير المبالية، فهناك الكثير من الأمهات اللواتي يرفضن مبدأ الحضانة والروضة، ولكن أطفالهن منذ نعومة أظافرهم يكونون في حضانة التلفاز، وخصوصاً بعض القنوات الانشادية ذات الموسيقى والألوان الصاخبة التي تؤثر بالسوء على دماغ الطفل؛ فيظهر ذلك لاحقاً في سلوكياته.
وتابعت: وهناك أمهات يجدن أن أعمال المنزل التي لا تنتهي وملاحقة ذرات الغبار أهم بكثير من تربية أطفالهن وكم رأينا أطفالاً يتعلقون بملابس الأم وهم يبكون وهي تمسك فوطة تلمع زجاج النافذة وعلى كتفها الأيمن تلصق الهاتف بأذنها لساعات في محادثات هاتفية لا تنتهي وتنقد الأم الذي وضعت أطفالها في حضانة! وبناء على كل ما سبق: إن حاجة الطفل لدخول حضانة تربوية تحافظ على طفولة الطفل وتنمي لديه قدرات إبداعية وتربوية تتحدد بعدة عوامل:
الحاجة الماسة للأم للعمل أو الدراسة.
عدم كفاءة الأم والأب في تربية وتنشئة طفلهما بالشكل الصحيح.
عدم توافر البيئة الأسرية المناسبة لنشأة طفل مستقر نفسيّاً.

وفي نهاية حديثها، وجهت عواودة رسالة للأمها: إذا استدعت الحاجة لدخول الطفل الحضانة على أنه لا بد من دراسة الحضانة التي يجب أن تضم مربيات مؤهلات تربويّاً وأكاديميّاً لاحتضان الطفل.


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]