أكدّ المحلل السياسي فالح حبيب، ان تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو لا يعني بالضرورة صدور حكم نهائي.

وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن معلومات وصلت إلى حزب الليكود تفيد بنية المستشار القضائي للحكومة "أفيخاي مندلبيت" تقديم لائحة اتهام ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء القادم.

وقال حبيب لـبكرا: تقديم لائحة اتهام لا يعني بالضرورة صدور قرار قضائي وحكم نهائي، ولكن جماهيريا وأمام الرأي العام ستكون لها اسقاطاتها وانعكاساتها خاصة والحديث يدور عند رئيس حكومة وإن كانت حاليا انتقالية. بالرغم من اسقاطاتها، إلا أن نتنياهو تمكن من بناء صورة جماهيرية وواقع لا يرى أنصاره غيره، بمعنى ذلك الواقع الذي من خلاله دائما يظهر نتنياهو كذلك الملاحق والمطارد من قبل جميع المؤسسات الرسمية، القضاء والاعلام. لهذا هذه الاسقاطات ستدعم موقف معارضيه ولن تؤثر كثيرا على مناصريه على الصعيد السياسي. حتى هذه اللحظات نتنياهو تمكن من فرض توازن من خلال اعتماده على تكتيك التقريب، إذ حافظ على كتلة اليمين متماسكة، البلوك الـ 55، ومن جهة أخرى اعتمد تكتيك الابعاد، أبعد أحزاب اليمين عن كتلة "أبيض أزرق" من خلال محاولاته المتكررة المتمثلة بنزع الشرعية عن القائمة المشتركة وكتل يسارية وتوصيف من يتحالف معها بالخيانة لاسرائيل ومبادئها. نعم، تمكن من تأجيج الرأي العام على أي محاولة للحديث مع أحزاب تتواجد على يسار الخارطة السياسية الاسرائيلية وبهذا يكون قد قطع الطريق على چانتس ووضعه في موقف محرج أمام الرأي العام إذا وقرر اتخاذ خطوات مع كتل المركز يسار.

تحركات نتنياهو

وتابع: وتحركات نتنياهو أيضا قضت إلى حد ما على امكانية تشكيل ائتلاف حكومي ضيق بدعم من القائمة المشتركة ككتلة مانعة أو داعمة من الخارج، ولكن دعنا لا ننسى أن چانتس لم يكن معني بحكومة ضيقة منذ البداية، بل يسعى لتشكيل حكومة وحدة وطنية تعتمد على الليكود وكتلته أبيض أزرق بالمقام الأول، وكان يفضلها دون نتنياهو بكل تأكيد. چانتس لا يلغي امكانية الذهاب إلى انتخابات ثالثة وهي لا تغيب عن وعيه، لهذا يسعى للحفاظ على عدد المقاعد التي حصلت عليها كتلته، لهذا بالتالي لا يغامر أو يقامر ولن يتخذ أي قرارات جريئة قد تقلب الرأي العام عليه. من السابق لأوانه الحديث عن سيناريوهات مغايرة للموجودة ومناقضة لها، لأن نتنياهو ما زال متمسكا بمواقفه ولن يغادر الحلبة السياسية سريعا كما يتوقع البعض.

وفي رده على سؤالنا حول انتهاء حياة نتنياهو السياسية، قال: نظرا لكل ما ذكرته أعلاه، من السابق لأوانه نعي بنيامين نتنياهو السياسي، لأنه، وبعكس كل التوقعات، لن ينسحب من الساحة والحلبة السياسية بكل بساطة كما يتوقع البعض رغم أن ذلك هو المطلوب لتجسيد الحد الأدنى للمسؤولية لدى كل سياسي في بلد حضاري. نتنياهو لن ينسحب حتى اطلاق آخر طلقة سياسية من ذخيرته. ولكن لا بد وأن نشير أن الواقع دائما يكون أقوى وله املائته، وإذا ضاق الخناق، لن يكون أي خيار أمام نتنياهو سيضطر إما أن ينسحب ويغيب أو يُغيّب، لأنه بكل الحالات عليه الالتهاء ومواجهة لوائح الاتهام بعيدا عن سدة الحكم واتخاذ أي قرار رسمي.

الليكود

وحول ما سيحصل بالليكود بعد تقديم لائحة الاتهام هذه؟، قال: الليكود سيبدأ بالتكيف مع متطلبات مرحلة جديدة اسمها نتنياهو قاب قوسين أو أدنى خارج الحلبة السياسية، لهذا سيبدأ مخاض ترتيب الأوراق الداخلية، بداية كما هو الحال حاليا، سيكون من خلال الغرف المغلقة، ولكن سُرعان ما سيخرج كثيرون من داخل الليكود ويتحدثون عن ذلك علنا بكل جرأة. ستبدأ عملية مخاض حول قيادة الحزب وسيكون على الليكود الانضمام إلى أي حكومة، خاصة، وأن چانتس وغيره سجلوا نقاط سياسية كثيرة وقطعوا شوطا طويلا في مسار المنافسة على رئاسة الحكومة وأي شخص من الليكود سيكون متخلفا كثيرا خلفهم. أو الاكتفاء بالمعارضة وترتيب الأوراق من خارج الملعب السياسي. ولكن بالطبع في عالم السياسة كما هو الحال في عالم السياسة كل السيناريوهات تبقى واردة، لأن السياسة دينماكية متغيرة والنتائج فيها تتأثر تقريبا بكل ومن كل تحرك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]