أجواء مشحونة تشهدها البلاد خلال اليومين الماضيين من المتوقع ان تزداد وتيرتها وحدتها خلال الـ48 ساعة القادمة في انتظار الإعلان عن تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة وفقا لاحد السيناريوهات المطروحة او الذهاب الى انتخابات ثالثة يرى محللون بانها ضربة قاضية للاقتصاد الإسرائيلي.

قيام حكومة وحدة تستثني العرب فهو أيضا وضوح صورة مكانة العرب

الناشط السياسي رضا جابر قال في هذا السياق: هي لحظات حاسمة وتاريخية لها ابعاد جدية على مكانتنا في الدولة وبأي تشكيلة للحكومة القادمة، شارك فيها العرب كداعمين من الخارج ام لا. إذا حدث، الامر المستبعد، وتشكلت حكومة اقلية تشمل ليبرمن وبدعم المشتركة فان هذا الحدث له تبعات كبيرة، سلبية وايجابية، علينا. هو احداث هزه ليست ببسيطة على تعاملنا السابق مع الحياة السياسية في الدولة وهو نوع من الرضوخ لجوهر الدولة وتماهي معين مع سياساتها. هذا حدث سيؤثر على مجمل الخطاب الوطني مستقبلا. هذا تحرك سيحكم مستقبلا تصرف العمل البرلماني. ولكنه أيضا فرصة لفرض الوجود الشرعي العربي كشريك أوضح في الحياة السياسية. استبعد ذلك.

ونوه: من جهة اخرى، قيام حكومة وحدة تستثني العرب فهو أيضا وضوح صورة مكانة العرب في الدولة وأنهم مهما فعلوا فأنهم دائما على هامش السياسة، ليس برغبتهم، بل لان السياسة الاسرائيلية غير جاهزة لفكرة المواطنة المشتركة المتساوية. لذلك مهما حدث فأننا أمام وضوح أكثر واكتشافات لعمق أزمة مكانتنا في الدولة.

الامكانية الأكبر الموجودة الان وكما يظهر ان يتم الذهاب الى الانتخابات

الكاتب والمحلل السياسي عودة بشارات رأى ان إمكانيات تشكيل حكومة في الوقت الحالي تبدو ضئيلة جدا لان هناك بدائل مطروحة غير واقعية من الصعب تحقيقها، الامكانية الأولى ان يتم تشكيل حكومة مكونة من حزب الليكود وكحول لافان وهنا يطرح السؤال هل سيصر الليكود على ان يتم هذا الامر بمرافقة الأحزاب اليمينية الأخرى منها المتدينة وهو امر مستبعد، اما الامكانية الثانية فهي التي يتحدثون عنها بشكل مكثف هذه الأيام وهي إمكانية إقامة حكومة اقلية بمشاركة حزب كحول لافان وإسرائيل بيتنا بقيادة ليبرمان بدعم من القائمة المشتركة وكما يبدو أيضا انه من الصعب تحقيق هذا الامر بسبب موقف ليبرمان المعادي لمثل هذه الحكومة علما ان هناك حديث حول موافقة ليبرمان لهذه الامكانية اما السيناريو الاخر فهو إمكانية استغلال إقامة حكومة ضيقة ليصبح تهديدا على أعضاء الليكود اذ ان أعضاء معينين من الليكود من الممكن ان ينشقوا عن نتنيناهو وان ينضموا الى هذه الحكومة وهي إمكانية بعيدة ولكن تحت هذا الغطاء ممكن ان يكون هناك مجموعة تضغط على نتنياهو من اجل إقامة حكومة من هذا النوع.

وتابع: كل الإمكانيات مفتوحة ولكن الامكانية الأكبر الموجودة الان وكما يظهر ان يتم الذهاب الى الانتخابات، هناك أجواء مشبعة بالتصريحات العنصرية والمعادية للعرب امامنا اقل من 48 ساعة من الممكن ان نشهد فيها أشياء كثيرة.

الموقف السياسي مبهم ومعقد بسبب موقف ليبرمان ووجود مفاتيح الحل بحوزته

فيما استبعد الناشط السياسي رضا عنبوسي إقامة انتخابات ثالثة وقال: انا شخصيا استبعد اجراء انتخابات مرة اخرى لعدم وجود رغبه عند اي من الاحزاب لسيناريو كهذا ولما لحصول ذلك من تبعيات على الاستقرار السياسي والاقتصادي. الموقف السياسي مبهم ومعقد بسبب موقف ليبرمان ووجود مفاتيح الحل بحوزته. المنطق السياسي وقف تصرف ليبرمان بالانتخابات السابقة يستبعد رجوعه الى احضان الليكود ونتنياهو مرة اخرى.

ونوه: الارجح بنظري ان يعلن ليبرمان امتناعه عن التصويت وبهذا يستطيع غانتس تشكيل حكومة مؤقته حتى اذعان الليكود الانضمام لحكومة وحدة وطنية.

ليبرمان لم يغير جلده في يوم وليلة فجأة، ولكن ما يسعى اليه، هو المحاولة في الضغط على نتنياهو

وقال المحلل السياسي والناشط إيهاب جبارين: ليبرمان يحاول ان يفرض مجددا أنه هو سيد الأقمار، لو كان بمقدوره والساحة السياسية تسمح لكان يود أن يتم التوصية عليه لرئاسة الحكومة. لكن وبما أن الظروف لا تسمح هو نادى لإقامة حكومة وحدة وطنية، وأية حكومة وحدة وطنية!؟ فهي لا تشمل اليسار، لا تشمل الأحزاب الدينية، لا تشمل العرب، فعن أية وحدة وطنية يتحدث؟ ولكن التغيير المفاجئ في خطابه هو عبارة عن تكتيك ليس إلا، ليبرمان لم يغير جلده في يوم وليلة فجأة، ولكن ما يسعى اليه، هو المحاولة في الضغط على نتنياهو، والذي بدا واضحا توتره - الأخير- لكي يرضخ لشروط ليبرمان الابتزازية.

ونوه: مبدئيا لا أحد يريد أن يصنف بأنه ذلك الشخص الذي قاد الدولة لانتخابات ثالثة، ولذلك يحاول ليبرمان وضع هذه الوصمة على غيره ليس إلا. وإن حدث وكانت حكومة أقلية فهي ترضخ لشروط ليبرمان التي وضعها لغانتس وبالتالي لا أرشح ان تستمر لأكثر من ثلاثة أشهر. غالبا سنرى نتنياهو ينهار، ويخضع لحكومة وحدة وطنية قبل أن يتم تسمية حكومة الأقلية، فجل ما يريده نتنياهو، هو الا يذهب الى قاعات المحكمة كمواطن عادي، وهذا ما يعلمه الجميع. لذلك من وجهة نظري ما يحدث هو تكتيك ولعبة ليس أقل أو أكثر ليبرمان عرف قواعد اللعبة رسمها في الانتخابات الثانية وما زال يلعب بها، ولذا أستبعد انتخابات ثالثة أو حكومة أقلية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]