هل من علاقة بين التدخين والعنف؟ هل المدخن أكثر عنفًا؟ وهل الشخص العنيف عادة يكون مدخنًا؟ موضوع طرحه الدكتور محمد يونس، وهو اخصائي في أمراض الرئتين.



بُـكرا: ما علاقة العنف بالتدخين؟

وعلى اثر ما نشره د.يونس، اجرت مراسلة موقع بُكرًا، حديثًا معه، والذي جاء بالتزامن مع شهر التوعية بموضوع سرطان الرئتين، وقال :علاقة وثيقة بين التدخين والعنف فهناك ارتفاع للمدخنين يؤدي للعنف فنلاحظ ان العنف الاسري داخل البيت اعلى من البيوت التي لا يوجد فيها مدخنين وثانيا هناك مرضى نفسين في غالبيتهن هم مدخنون، التدخين يؤذي هرمون السعادة، حيث يقلل من افرازه، وهبوطه يؤدي إلى التوتر، وقابلية للعنف الجسدي. واثبتت الدراسات ان بعض علماء النفس أمثال "هانز إيزنك " بعمل وصف لشخصية المدخن التقليدي.
وتابع: وتعد السعادة السمة الأكثر ارتباطًا بالتدخين حيث يميل المدخنون إلى أن يكونوا أشخاصًا اجتماعيين مندفعين يميلون للمخاطرة ويسعون إلى المرح. وعلى الرغم من أن الشخصية والعوامل الاجتماعية من الممكن أن تجعل إقبال بعض الأشخاص على التدخين أمرًا محتملاً، فإن العادة نفسها هي عامل اشتراط إجرائي. فخلال المراحل الأولى يعطي التدخين أحاسيسًا ممتعة نتيجةً لأثره على نظام الدوبامين وبذلك يكون مصدر تعزيز إيجابي. وبعد مرور عدة سنوات على عادة التدخين، تتولد لدى المدخن دوافع أخرى لاستمراره في التدخين متمثلةً في الخوف من أعراض الانسحاب والتعزيز السلبي.

واكمل قائلا: ونظرًا لأن المدخنين يمارسون نشاطًا له آثار سلبية على الصحة، فإنهم يلجأوون إلى تبرير سلوكهم. وهذا يعني أنهم يضعون أسبابًا ليُقنعوا بها أنفسهم إذا لم يكن لديهم أسبابًا منطقية لممارسة التدخين. فعلى سبيل المثال، من الممكن أن يبرر المدخن سلوكه بأن يصل إلى نتيجة أن الموت هو مصير كل حي وبالتالي فلن تغير السجائر شيئًا في هذه الحقيقة الواقعة. ومن الممكن أن يعتقد الشخص أن التدخين يريحه من الضغط وأنه لديه فوائد أخرى تبرر مخاطره. هذه الأنواع من المعتقدات تجسد بالمعنى السلبي المصطلح "تبرير" نظرا لأن التبغ لا ينتج عنه أي نشوة ولا يؤثر بقوة على مراكز المتعة مثل غيره من المخدرات وآثاره الضارة معروفة وموثقة جيدا.

وتابع الحديث :عن مؤتمر التدخين الذي انطلق الاسبوع الفائت عن التدخين: بمختلف أنواعها إلى إدمان الجسم على مادة النيكوتين الكيميائية، ويحتوي دخان السجائر والسيجار والغليون على آلاف المواد الكيميائية بما في ذلك النيكوتين، والتي تؤدي بدورها إلى تغيرات فيزيائية ومزاجية في الدماغ، تكون لها آثار مستحسنة في البداية تستمر لفترة مؤقتة، وهذا ما يفسر الاستمرار في استخدام التبغ.

وقال: إن الإدمان على النيكوتين يجعل جسمك أكثر استعداداً للإصابة بالأمراض نظراً للمواد الضارة التي يحتويها التبغ، ومن بين الآثار التي يتسبب بها التدخين نذكر مثلاً الأضرار التي تلحق بالرئتين والقلب والأوعية الدموية.

واضاف: إن التخلص من الإدمان على مادة النيكوتين أمر صعب ويحتاج إلى عزيمة ومساندة ووقت. ورغم ذلك، يمكن عكس الآثار والأضرار التي ألحقها التدخين بالجسم من خلال الإقلاع عن التدخين واتباع خطوات صحية لممارسة الحياة اليومية حتى ولو كان الشخص مدخناً منذ فترة طويلة.

الوضع الاقتصادي في البيت؟

- لا تقتصر أضرار التدخين على الجانب الصحي؛ ولكنها تتعداها إلى الجانب الاقتصادي أيضاً؛ حيث إنّه يفرض تكاليف هائلة على المدخنين وأصحاب العمل والمجتمع بأسره، فاذا كان المعاش الداخل للبيت 6000شيكل ونصفه يذهب للمدخن فالمستوى يقل ويأتي ذلك على حساب جودة حياته مع عائلته وأولاده وتعليمهم، وسيزيد الوضع سوءا.

ماذا ابعاد التدخين على الصحة العامة وامراض السرطان ؟

وتابع: - شمل المخاطر الرئيسية لاستخدام التبغ العديد من أشكال السرطان، خاصة سرطان الرئة، سرطان الكلى، سرطان الحنجرة والرأس والعنق سرطان المثانة سرطان المريء سرطان البنكرياس وسرطان المعدة أثبتت الدراسات وجود علاقة بين دخان التبغ، بما في ذلك التدخين السلبي، وسرطان عنق الرحم عند النساء. هناك بعض الأدلة تشير إلى زيادة صغيرة في خطر الإصابة بسرطان الدم النخاعي، وسرطان الخلايا الحرشفية، وسرطان الكبد، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان المرارة والغدة الكظرية، والأمعاء الدقيقة، وسرطانات الطفولة المختلفة. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]