تستمر حوادث الطرق في حصد أرواح الشباب العرب أكثر من غيرهم في البلاد، فرغم أن نسبتنا لا تتجاوز الـ20%، إلّا أن نسبة ضحايا حوادث الطرق العرب من مجمل الضحايا، هي أكثر من 30%، وهذا ناهيك عن الإصابات، منها الحرجة والتي تتسبب بعاهات خطيرة.
مراسلة "بُـكرا" أجرت حديثًا مع الإعلامية مقبولة نصار، وهي مديرة لقسم التوعية للمجتمع العربي في السلطة الوطنية للأمان على الطرق، وقد أجابت نصّار عن بعض الأسئلة حول حوادث الطرق وعمل السلطة الوطنية للأمان على الطرق.


ما هو سبب ارتفاع نسبة ضحايا حوادث الطرق العرب بهذا الشكل؟

أجابت: للأسف نسبة العرب بين ضحايا حوادث الطرق في البلاد تزيد عن 30%، واحتمال إصابة انسان عربي بحادث طرق هي ضعف اليهودي. في أكثر من 90% من حوادث الطرق المسؤول الأساسي هو العامل الإنساني، وكذلك في المجتمع العربي والذي يعاني من ظواهر خاصة ناتجة عن ضعف ثقافة القيادة وثقافة الأمان والحذر بشكل عام، اذ نرى ذلك في قضايا الأمان بشكل عام، إضافة الى نقص في تطبيق القانون وفرض قوانين السير وبالذات داخل القرى والمدن العربية.

وتابعت: عندما نتحدث عن نوعية السلوكيات الخطيرة والتي تمييز المجتمع العربي نجد ان نصف السائقين لا يربطون أحزمة الأمان، او يثبتون أطفالهم في مقاعد امان وبالذات داخل البلد، من ناحية أخرى يميز المجتمع العربي وجود تورط كبير وخطير لفئة الشباب وبالذات بين أجيال 18- 24 في حوادث الطرق، حيث ان نصف الضحايا الشباب في البلاد هم من العرب، وفق معطيات السنوات الأخيرة حول نوعية المخالفات الخطيرة بين الشباب العرب نلاحظ السرعة المفرطة والجنونية، التجاوزات الخطرة، استعمال الهاتف الذكي خلال القيادة، إضافة الى عدم ربط حزام الأمان وهو الامر الذي من شأنه تقليل خطر الإصابة القاتلة بـ 50%.


معطيات دقيقة عن حوادث الطرق خلال عام 2019، وهل هنالك ارتفاع ام انخفاض مقارنة مع سنوات سابقة؟

قالت نصّار: نحن على اعتاب العام 2020، في الأسبوع الأخير من هذا العام وصل عدد الضحايا العرب الى 109، من بين 345 ضحية في البلاد عامة، بزيادة 17% عن العام الماضي، بالرغم من ذلك تجدر الإشارة الى انه في العام الماضي شهدنا انخفاض بنسبة 18%، وكانت هذه المرة الأولى التي شهدنا انخفاض ملحوظ كهذا. ما حدث هذا العام هو اننا عدنا ادراجنا كما السنوات التي سبقت وفقدنا التحسن الذي شعرنا به العام الماضي. من المهم الإشارة الى ان الارتفاع في عدد القتلى العرب بمعظمه ينبع من الزيادة في عدد القتلى الشباب والأطفال تحت جيل 4 سنوات.

وماذا تفعلون من اجل معالجة هذه الظاهرة؟

أجابت: بدأت السلطة الوطنية للأمان على الطرق ومنذ ثلاث سنوات، بتطبيق خطة خاصة لمعالجة المجتمع العربي، والتي شملت توجيه ميزانيات خاصة للأعلام والعمل الميداني والهندسي والعمل مقابل المجالس المحلية وتكثيف البرامج التعليمية.
ومن ناحية أخرى تم بناء استراتيجية عمل، تلائم احتياجات وثقافة المجتمع العربي، تستند على أبحاث منفردة لفحص المشكلة في المجتمع العربي، اجراء وتوجيه حملات إعلامية تعالج القضايا التي تميز المجتمع العربي، والتي تبنى باللغة العربية دون ترجمة وبدون علاقة للحملات باللغة العبرية، وتنفذ بالتعاقد مع مهنيين عرب في مختلف المجالات والتخصصات، وتأخذ بعين الاعتبار الاختلافات المجتمعية، الجغرافية، الدينية، الجندرية وغيرها.

هل أنتم بصدد خطة عمل معينة؟ هل هنالك حملة توعية للشباب؟

- خلال العام 2019، قمنا بالتركيز في برامج التثقيف والاعلام على 3 مواضيع أساسية وهي: السائقين الشباب، تشتت الذهن بسبب "السمارت فون"، واحزمة ومقاعد الأمان للأطفال، حيث قمنا بتوجيه حملة خاصة للشباب تستهدف السياقة الخطرة، تحت عنوان " الولدنة على الشارع مش مرجلة"، إضافة الى متابعة حملة مواجهة تشتت الذهن خلال القيادة، ومن ناحية أخرى نركز على قضية مقاعد الأمان والأطفال والمسؤولية الوالدية، حيث قمنا بإصدار سلسلة أفلام ارشادية للأهل حول مقاعد الأمان، والتي نشرت ضمن حملة بمختلف الوسائل.
بداية 2020 وخلال الشهر القادم سيتم إطلاق مشروع جديد لإعارة مقاعد الأمان في القرى العربية في النقب، بالتعاون مع مؤسسة "يد سارة". وفي العام 2020 سيتم مواصلة علاج مشكلة قيادة الشباب من خلال حملة قطرية جديدة، إضافة الى موضوع الدراجات النارية، وسنبدأ ببرنامج عمل توعوي جديد مخصص لتعزيز المسؤولية الوالدية والتربية للأمان بين جمهور الاهل.

- هل الشوارع السيئة او المسافة الطويلة التي يسافرها العامل العربي لمكان عمله يمكن أن تكون من العوامل الرئيسية لحوادث الطرق؟


- عادة ما يدور الحديث عن مسببات الحوادث في المجتمع العربي كناتج عن البنية التحتية الضعيفة، والأبحاث تشير الى علاقة بين البيئة والبنية الآمنة وبين سلوك الناس الآمن، الا ان غالبية الحوادث القاتلة والخطيرة نجد انها وقعت على شوارع سريعة او مناطق ذات بنية تحتية جيدة. إضافة الى ذلك نجد ان السائق او المسافر العربي يحتاج لسفر لمسافات أكبر بسبب البعد عن المركز وعدم وفرة أماكن العمل في حيز المجتمع العربي، 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]