كشفت معطيات إسرائيلية، الثلاثاء، عن ارتفاع محاولات الانتحار بين الأطفال البالغين 14 عاماً وما أقل بنسبة 62% خلال العشر سنوات الماضية، فيما تضاعف عدد البلاغات حول تعرض الأطفال للتحرش الجنسي بثلاثة مرات خلال الفترة ذاتها. جاء ذلك وفق تقرير لـ"مجلس رعاية الطفولة"، نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، بينها صحيفة "يسرائيل هيوم". وبحسب المصدر ذاته، ارتفع عدد الأطفال (14 عاماً وما أقل) الذين حاولوا الانتحار من 211 عام 2008 إلى 324 طفلاً في 2018 بزيادة قدرها 62 بالمئة.

وفي 2018، أبلغ نحو ثلث الأطفال في إسرائيل (من سن 12- 17 عاماً) عن تعرضهم مرة واحدة على الأقل لتهديد أو عنف لفظي على مواقع التواصل الاجتماعي. وخلال 2018 تعرض 19 بالمئة من أبناء هذه الفئة العمرية لتحرش جنسي من خلال نشر صور أو مقاطع فيديو مقابل 11 بالمئة عام 2008. وبحسب ذات التقرير فإن نحو 18 بالمائة من طلاب الصف الأول و28 بالمائة من طلاب الصف السابع في إسرائيل يعانون من السمنة والوزن الزائد. ووفق معطيات "مجلس رعاية الطفولة"، بلغ عدد الأطفال في إسرائيل نهاية 2018 نحو مليونين و934 ألف طفل يمثلون 33.6 بالمائة من إجمالي السكان.

عبير عبد الحليم المعالجة نفسية، ومديرة التعليم المدعوم بالمجتمع العربي، للأشخاص مع ازمات نفسية عن طريق وزارة الصحة اكدت ان هذه الاحصائيات صحيحة وربما تكون أكثر من ذلك لان هناك نسبة لا يتم الحديث عنها او تسجيلها، وهي نسبة خطيرة جدا، وقالت: بصورة عامة نسبة الانتحار في المجتمع العربي كبارا وصغارا هي اعلى من المجتمع اليهودي وآخذة بالازدياد، منذ 2011 وحتى اليوم، ونسبة الأولاد دون ال 15 عاما هم 10% من النسبة العامة للانتحار في المجتمع العربي و20% دون سن ال21 عام، أي ان ثلث حالات الانتحار في المجتمع العربي هم من الشباب.

وزارة المعارف لا تهتم بولد قتل نفسه ولا تحقق بالأمر، مقصرة!

ونوهت: هناك عدة أسباب لهذه الظاهرة منها شبكات التواصل الاجتماعي وحالات التنمر التي يتعرض لها الأولاد خلال تعاملهم مع هذه المنصات ولا يتحدثون عنها، لان جيل اليوم يختلف عن الجيل السباق وحتى التربية مختلفة، خصوصا وان استعمال الأدوات الالكترونية متاح للجميع ويستطيعون تصوير اللقطات المختلفة وبهذه الطريقة ينشرونها على شبكات التواصل بهدف التفاعل بشكل اكبر حتى لو تسبب ذلك بإهانة طفل او ولد حتى اصبح هذا نوع من المنافسة، وللأسف فان وزارة المعارف بعيدة كل البعد عن ما يحصل، المنهاج القديم ما زال مستمرا، ولا يعمل على إيجاد حلول للموضوع او على الأقل يبحث عن طرق جديدة لاستغلال هذه المهارات الاجتماعية وتنمية القيم وحتى تصحيح تصرفات الطالب من خلال فعاليات خاصة حول آداب وطريقة استعمال شبكة التواصل الاجتماعي. وزارة المعارف لا تهتم بولد قام بالانتحار بسبب تعرضه لرفض اجتماعي، يجب عليها ان تحقق في الامر وتفحص الإشكاليات التي تعرض اليها الولد وتعمل على محاربتها حتى لا يحصل هذا الامر لأخرين.

الاهل لا يهتمون اليوم بأبنائهم، لا يوجد مراقبة لشبكات التواصل الاجتماعي

وتابعت: الاهل لا يهتمون اليوم بأبنائهم، لا يوجد مراقبة لشبكات التواصل الاجتماعي في البيت ومتابعة الولد وفحص ما يمر به إذا كان تنمر او غير ذلك، الولد لا يتحدث ويصل الى الانزواء التام ويقتل نفسه وعندها فقط يهتم الاهل بأن يسألوا حول الذي حصل مع ابنهم. على الاهل ان ينتبهوا الى ابنهم، التغيير السلوكي لديه والتواصل مع مستشارة المدرسة خصوصا في المناسبات التي تعتبر ازمة بالنسبة للولد، مثل بداية العام والمناسبات المدرسية في هذه المناسبة تكون حالات الانتحار اعلى من غيرها لأنها تضغط الولد ويجب الانتباه أكثر من الاهل والبيئة التربوية المحيطة بالولد، وان نشعر الطفل بالدونية بسبب علامة غير جيدة، وأيضا مساعدة ابنهم من خلال إعطائه مهارات أكثر وان لا يشعرونه بالضعف. وعلى الاهل والمدرسة أيضا مراقبة الأولاد تحت 18 عاما حيث يتعرضون يوميا الى اعتداءات نفسية وتنمر عبر شبكات التواصل الاجتماعي حتى يتمكنوا من مساعدته وحمايته.

وعن كيفية معالجتهم لهذه الإشكاليات قالت: نحن نعتبر الولد المتنمر ضحية والولد الذي يتعرض للتنمر هو ضحية أيضا لذلك نحن نتعامل مع الطرفين، ونعمل على تكوين حصانة نفسية لدى الطفل وتزويده بمهارات اجتماعية صحيحة حتى يدافع عن نفسه بطريقة صحيحة وتغيير أفكاره في حال تم مضايقته بان يعرف لمن يتوجه، ونحن ندعو المدارس ان تبدأ بإعداد ورشات في الموضوع، المهارات الاجتماعية والسلوكية والحصانة النفسية، لان هناك تقصير في هذا الامر ولا يتم معالجة هذه المواضيع بالشكل الصحيح او الاهتمام بها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]