وصل عدد مرضى فيروس كورونا في جسر الزرقاء الى 15، الأمر الذي يثير قلق ومخاوف اهالي البلدة هناك.

وتفيض شبكات التواصل الاجتماعي، بمنشورات تعبر عن غضب وقلق الأهالي من تفشي الفيروس بسبب الافتقار للاماكن الحيوية.

رئيس اللجنة الشعبية في جسر الزرقاء - سامي العلي قال لـبكرا: التحديات والأزمات المزمنة لا تختلف عن الأمراض المزمنة، من حيث زيادة احتمال الإصابة بفيروس الكورونا ولا من حيث التداعيات والمخاطر الناجمة بفعل الأزمات. وهذا ما يحصل في جسر الزرقاء، القرية العربية الصامدة والمحاصرة على الشاطئ، فهي تعيش ضائقة سكنية واكتظاظا صارخا، وتعاني فقرًا ونسبة وفيات مرتفعة وحالات مرضية مزمنة كثيرة، وتفتقر للموارد وللأماكن الحيوية لسد الاحتياجات المعيشية الأساسية، حيث لا يوجد بنك، ولا محطة وقود.

وتابع: هذا الواقع في ظل الكورونا يزيد من احتمالية الإصابة في صفوف أهلنا، خصوصا مع ضيق الحيز العام والشخصي الفردي. عشرات العائلات تقطن في بيوت صغيرة لا تملك ساحات ولا مساحة للتنفس، وسرعان ما يتحول الشارع المتآخم للبيوت لمدخل بيت أو ساحة لعشرات العائلات وهذا يزيد من احتمال التقائهم ويفشل التباعد الاجتماعي المستحيل في مثل هكذا ظروف. الأهالي يضطرون للسفر خارج القرية للحصول على خدمات بنكية مصرفية ولشراء حاجيات ضرورية غير متوفرة.

وأوضح: الاكتظاظ السكني الذي نعيشه، يحد من دخول عشرات العائلات لحجر بيتي، فكيف سيدخل شخص مصاب بالفيروس لحجر في غرفة تشكل نصف البيت الذي يقطنه مع عائلته، ما يعني أن نصف أفراد العائلة سيبقون دون مأوى. هذا الوقع حذى في المجلس المحلي والجهات المسؤولة من تحويل مبنى مدرسة لمكان عزل للاشخاص الذين لا يملكون حيزا للحجر في بيوتهم. هذا مؤشر للوضع الكارثي، وعلى الحكومة والجهات المسؤولة والهيئات التمثيلية التحرك ومضاعفة الاهتمام بالقرية لمجابهة انتشار الكورونا قبل فوات الآوان. على الحكومة توفير أماكن للحجر كما وفرتها لمجموعات مستضعفة ومصابين يهود في كل انحاء البلاد.

وأضاف: أضف إلى ذلك، في جسر الزرقاء، يعمل نحو 1000 عامل وكادحة في المستشفيات، دور رعاية االمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة وفي المؤسسات الطبية، في النظافة، الرعاية، الصيانة وغيرها. هم قي قلب المعركة ضد الكورونا لجانب الطواقم الطبية ومعرضون للإصابة وللمخاطر، ويجب الاهتمام بهم ومساعدتهم، فلا يكفي أنه يتقاضون رواتب زهيدة ويعملون في ظروف صعبة، هم أيضا مستضعفون ومحتاجون ويتواجدون في قلب الخطر، وواجبنا جميعا حمايتهم ووقايتهم وإعانتهم.

ونوّه: الشرطة تحاول فرض التعليمات وإرساء النظام، ولكنها لا تتنصل خلال عملها من السياسة العدائية تجاه العرب ولا من ذهنية العنصرية، وبدل تخفيف العبء عن المواطنين ومساعدتهم، تقوم بفرض الغرامات عليهم ومعاقبتهم تحت حجة نكث التعليمات. الشرطة ملزمة في ظل الأزمات حماية المواطن والتعامل بصورة إنسانية أكثر، والأخذ بعين الاعتبار واقع ووضع القرية. ولكن الأيام الأخيرة أثبتت العكس، حيث أن سياسة الضغط على الغرامات يطغى.

دور المجلس المحلي 

وحول دور المجلس المحلي، قال: المجلس المحلي بالتعاون مع الأطر المحلية الفاعلة، من جمعيات، مؤسسات طبية وأهلية، ناشطين ومختصين يبذلون جهود كبيرة لتقديم الدعم والمساعدات المختلفة للناس في ظل شح في الموارد والميزانيات والكوادر. الوضع يستوجب خطة خاصة لدرء خطر انتشار الفيروس، وتدخل حكومي شمولي وخطة استراتيجية تحاكي كل السيناريوهات المحتملة.

واختتم حديثه: مقارنة بسيطة مع قيساريا كفيلة في تجسيد الوضع. في الوقت الذي يحظى به نتنياهو بحيز حجر منزلي في بيته الضخم في قيساريا يفوق 1000 متر مربع، تنتهي مسافة 100 متر المسموحة للخروج لابن جسر الزرقاء من أن أجل التنفس، بعد الجدار الفاصل بين قرية الفقراء ومدينة الأثرياء، الحيز المفقود أصلا في ظل الحصار والتمييز والتهمييش والفصل العنصري.

وبدوره، قال مدير المشاريع بجمعية بسملة - هيثم عماش لـبكرا: بداية نسال الله العافية والسلامة للجميع، لدينا في القرية حتى الان 15 اصابة اصغرها طفل ذو العشرة اعوام، جميعها اصابات متوسطة بوضع مستقر، معدل أعلى بقليل من سائر البلدان، هنالك أيضاً ما يقارب المئة شخص ضمن الحجر المنزلي.

ووجه عماش رسالة لاهالي بلدته عبر "بكرا" جاء فيها: أناشد أهل بلدي الكرام جميعا، البقاء بالمنازل والإلتزام بالتعليمات، كل شيء بأيدينا وبإمكاننا دحر الوباء فقط في حال التزمنا بالتعليمات ولازمنا بيوتنا، كما اطالب الجهات المسؤولة ببذل جهود اكبر وتوفير كل المستلزمات للفئات في خطر وللمحتاجين وتخصيص أماكن للحجر الصحي قريبة من القرية حيث تستوفي كافة المعايير بدلاً من تخصيص وإستغلال المؤسسات العامة بالقرية كالمدارس التي يجب تحضيرها وطبعا هذه مهمة صعبة في ظل شح الميزانيات والمعدات التي لا تتوفر بالقرية، فالشروط الراهنة لا تتناسب ظروفها مع المعايير المطلوبة وفق شروط وزارة الصحة وأيضاً رصد ميزانيات وموارد لتوفير الوقاية اللازمة.

واختتم حديثه: الوضع في القرية صعب جداً خاصة واننا نعاني من ضائقة سكنية ومستوى اقتصادي اجتماعي متردي وامراض مزمنة وكل هذه القضايا تؤثر وتصعب علينا مهمة محاربة الكورونا.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]