مع اندلاع أزمة كورونا، تم تأسيس "المقر النسوي لساعة الطوارئ" من قِبل ما يزيد عن 70 امرأة من الناشطات وقائدات لمبادرات ومنظمات نسوية، من منطلق الحاجة لعمل مشترك من أجل النساء في البلاد خلال هذه الأزمة حيث أقيم المقر النسوي بهدف زيادة قوة النساء الناشطات في الحقل النسوي ولتعزيز قدرات المنظمات القائمة. ويستند المقر على العمل المشترك من قبل المتطوعات وعلى تلبية مستمرة لاحتياجات الحقل.
ومن أنشطة المقر الأولى كانت عمل مشترك مع المقر الاجتماعي على رسالة الاحتياجات التي أرسلتها منظمات المجتمع المدني للطاولة البين-قطاعية في مكتب رئيس الحكومة، حملة على مستوى السلطات المحلية للمستشارات للنهوض بمكانة المرأة في موضوع "العنف في ساعة الطوارئ". أنتج طاقم الفريق منشورا لاستخدام المستشارات في جميع أنحاء البلاد. يمكنك الاطلاع على المنشورات هنا وحملة تجنيد محاميات لتمثيل ضحايا العنف الأسري مجانا بمبادرة المحامية روتم ألوني.

شبكة من المؤسسات والمنظمات النسوية - العربية واليهودية

أديلا بياضة مركزة شريكة للمقر النسوي للطوارئ قالت: "المقر النسوي للطوارئ" ليس مشروع بالمفهوم العادي، بل هو شبكة من المؤسسات والمنظمات النسوية - العربية واليهودية- الفاعلة في الحقل منذ عشرات السنوات والتي التأمت بهدف أساسي التركيز على العمل المشترك من اجل النساء في حالات الطوارئ. المقر لا ينوي تبديل أي من المؤسسات العريقة الشريكة، بل تسليط الضوء على الجهود المبذولة، والتعاون المشترك لتعزيزها وتسليط الضوء على هذه الجهود.

وتابعت: قد نجح المقر في فترة قصيرة استقطاب مئات النساء الفاعلات بالحقل بالإضافة لعشرات المؤسسات النسوية للانضمام للجهود المشتركة من خلال العمل في 4 مجموعات أساسية: البحث، الحاجات والحلول، تغيير السياسات والمجتمع المدني والاعلام. كل من هذه المجموعات تضم عشرات النساء اللواتي يعملن بهدف تسليط الضوء على الضائقة المضاعفة التي تعاني منها شريحة النساء في حالات الطوارئ. ادعو كل امرأة ومؤسسة تؤمن في ضرورة احداث التغيير لجمهور النساء بشكل عام وفي المجتمع العربي بشكل خاص الانضمام الى مجموعات العمل القائمة والمساهمة في رفع صوتها.

نطالب بأن نكون شريكات على قدم المساواة في التخطيط لهذه الأزمة

الناشطة النسوية حموطال جوري بدورها قالت: أعتقد أن المقر النسوي لساعة الطوارئ هو الاستجابة الأنسب في أزمة هذه الأيام والانضمام إلى المزيد والمزيد من المنظمات والأنشطة هو دليل على ذلك. لدينا الفرصة هنا لوضع جدول الأعمال العام على كيفية تأثير هذه الأزمة وإدارتها من قبل السلطات على حياة المرأة. على سبيل المثال، تكثف النساء اللواتي يقمن بالحجر الصحي من محنتهن بسبب العنف المنزلي الشديد، أو حقيقة أن النساء لسن شريكات متساويات في إدارة الأزمات وإيجاد الحلول المناسبة للاحتياجات الفريدة للمرأة. الآن هو وقتنا كنساء للعمل معًا، وبتعاون وتضامن، ونطالب بأن نكون شريكات على قدم المساواة في التخطيط لهذه الأزمة.

المساهمة في تحسين واقع النساء في البلاد


فداء طبعوني مديرة جامعية "مهباخ- تغيير" ومن مؤسسي المقر النسوي لساعة الطوارئ النسوية بدورها قالت في هذا السياق: منذ أكثر من ستة أشهر اجتمعت مجموعة نساء من خلال منظمة NCJW وانا امرأة، مديرات جمعيات وناشطات عربيات ويهوديات من اجل العمل على تقوية العمل النسوي المشترك وبناء قوة نسوية تطرح قضايا نسوية وتؤثر على موازين القوى ومتخذي القرارات. كان من المقرر ان يكون مؤتمر نسوية لتنسيق وبلورة العمل المشترك بتاريخ 8.3 بمناسبة يوم المرأة العالمي. وبسبب أزمة كورونا تم تحويل البرنامج إلى مؤتمر رقمي شاركت به أكثر من 95 امرأة اجمعن جميعا ان قضايا المرأة يجب ان تأخذ مساحة خاصة وتم الإعلان عن إقامة غرفة طوارئ نسوية حيث تعمل في خمسة محاور. بهدف دعم وتقوية النساء والعمل والحراك النسوي في ظل أزمة كورونا.

وتابعت: في هذه الأيام بالذات ارى أهمية العمل المشترك من اجل التأثير والمساهمة في تحسين واقع النساء في البلاد، نحن نعلم ان المرأة التي تعيش في بيت عنيف هي أكثر ما تعاني في الحجر الصحي كما، ونحن نعلم ان الجمعيات النسوية تساعد الآلاف النساء في الحجر الصحي وعلية يجب المطالبة في دعم هذا العمل. بناء قوة تؤثر على الإعلام والصناديق والأبحاث ومتخذي القرارات حسب الاحتياجات التي تظهر من الحقل. من الجدير ذكره اننا في غرفة الطوارئ النسوية سنستمر في العمل إلى ما بعد أزمة كورونا.

حاجة ماسة لتغيير السياسيات الحالية التي تعتمد الخطاب العسكري الحربي


الناشطة النسوية ومديرة جمعية "نعم" والمشاركة في المقر قالت بدورها: أنا مع كل نشاط نسوي جمعي وجامع للمفكرات الناشطات النسويات، تأسيس المجموعة بدأ قبل ازمة كورونا وكان من المفروض عقد مؤتمر كبير في يوم المرأة العالمي وتأجل طبعاً بسبب كورونا. بسبب الفوضى العارمة في ادارةً الأزمة في البلاد وتهميش النساء بشكل فاضح من اتخاذ القرارات والاجتماعات وتحديد السياسات. بالإضافة للحاجة الماسة لتسليط الضوء على تداعيات ازمة كورونا على النساء مثل ظواهر العنف والاعتداءات الجنسية وتعطيل النساء عن العمل الطب النسوي الولادة وغيره في ظل الوباء. فهناك حاجة ماسة لتغيير السياسيات الحالية والتي تعتمد الخطاب العسكري الحربي وتحويلها لخطاب نسوي اجتماعي حساس وملائم للجميع.

النساء العربيات أكثر عرضة للعنف هذه الفترة

نيطع ليفي من جمعية "ايتاخ- معك" باركت هذا التوجه والمقر ورأت ان الهدف هو التضامن مع النساء وقالت: نحن معكن من أجل التضامن والعمل المشترك للمنظمات النسوية التي تعمل معًا خلال هذا الوقت لتحديد احتياجات النساء المحتاجات للمساعدة وإيجاد إجابات والعمل مع الدولة لحماية النساء خلال هذه الفترة. خلال هذا الوقت عندما يبقى الناس في منازلهم ويواجهون ضغوطًا اقتصادية، تكون النساء أكثر عرضة للعنف من أزواجهن. في المجتمع العربي، تتفاقم الأزمة الحالية بسبب الوضع الاقتصادي الصعب، وعدم أهلية أعداد كبيرة من السكان للحصول على إعانات البطالة (مثل العمال والعاملين حتى سن 20 عاملاً والعاملين في مجال الضمان الاجتماعي غير المبلغ عنها)، وانعدام الثقة في السلطات التي تجعل من الصعب عليهم طلب المساعدة. كل هذا يخلق خطر متزايد على النساء خلال هذه الفترة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]