قال د. كمال فرحات، الطبيب النفسي، ومدير قسم الصحة النفسية في مستشفى الناصرة سابقا، وعضو لجنة نقابة الأطباء النفسيين في الشمال: "مريض الكورونا عادة ما يتلقى نبأ اصابته بالفيروس بشكل صادم، لأنه يشعر بخطر تهديد وجودي، ويحاول الانكار والتنكر لهذه النتيجة، ومن ثم سرعان ما ينتقل الى مرحلة رد الفعل الثاني أمام الصدمة، وهو التقبل والاستعداد لمواجهة الخطر بعد أن يسلم بالحقيقة. كلما كان مصدر الصدمة مجهول يكون وقعها أصعب على المريض، لأنه فاقد للسيطرة على المشكلة أو الأزمة التي أصابته.

وبالمقارنة مع ما كان عليه الحال في الموجة الأولى للمرض قال د. فرحات: "كانت هناك حالة هلع لدى أولئك الذين ظهرت نتائج فحوصاتهم إيجابية، وهلع لدى الآخرين أيضا الذين لم يصابوا بالمرض، في حين أصبحنا اليوم نعرف أكثر عن الفيروس وعن علاجات جعلته واحدا من سائر الأمراض التي يعرف الطب التعامل معها رغم اننا لا نعرف كل شيء عن الفيروس".

وحذر د. فرحات من الاستهتار أو الاستخفاف بالمرض، وقال: "من حسن حظنا أنّ وسائل الوقاية من الكورونا هي بسيطة للغاية، الكمامة، والنظافة، والتباعد الجسدي، هذه الأمور الثلاثة تجعلنا قادرين على تخطي المرحلة بسلام لو حافظنا عليها والتزمنا بها، الى أن يتم تطوير لقاح". وأكد أن الأبحاث تفيد بأن "حالات الضغط والتوتر الشديد يؤثران على جهاز المناعة لدى الانسان وتضعفه، وكما أن هناك سلسلة في العدوى، هناك أيضا سلسلة في الموازين النفسية وانعكاسها على صحة الجسد، فقد يختل توازن السكر في الدم، وقد يختل ضغط الدم وتتفاقم الأمراض الجلدية التي تتأثر بالنفسية مثل الصدفية وغيرها".

وردا على سؤال حول الحالة النفسية حين يشعر بأن دائرة المرض أصبحت تشد خناقها، وأصبح من حوله ومن اقاربه ومعارفه من هم مرضى بالكورونا، يقول د. فرحات "هناك تهديد محتمل بعد أن كان هذا التهديد بعيدا في وقت سابق، ولا شك أن هذا يضع المواطن في ضغط وفي خوف وقد يصل الى الوسواس، وعندها تجده يلتزم بكل التعليمات والارشادات لفترة معينة، قبل أن يحدث لديه تسرّب ويعود الى حالته الطبيعية".

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]