جلست آمال شحادة، أم علاء، في ساحة واحدة السلام متعبة، بعد مسار طويل من السير، استمر 5 أيام، انطلاقًا من حي الحليصة في حيفا إلى القدس، في محاولةٍ منها اسماع صوتها الرافض للجريمة والبحث عن أجوبة عن مقتل قريبها خليل خليل.

تنضم آمال شحادة إلى منى خليل التي فقدت أبنها، وتقول أنّ خليل وإن كان قريبها إلا أنه ربته، هو أبن لها، بمنزلة علاء وأخوته.

وتقول لـ "بكرا": كيف لا أدعم منى في نضالها، انا كـ "منى" أم أبحث عن أجوبة، جواب بسيط عن السبب الذي دفع إلى قتل شاب خرج إلى قوته اليومي ولم يعد إلى بيته، إلى أمه وإلى خواته الـ 6.

وتضيف بحرقه: حتى الآن لا نستوعب ماذا حدث، شاب واعد كان سيفرح قريبًا بعرسه، إلا أنه عوضًا عن ذلك كنفناه وبتنا نطرح أسئلة دون أنّ نحصل على أي جواب.

تبلغ آمال من العمر 58 عامًا، وهي أم لـ 8 أطفال، رغم هذا الجيل تنضم إلى المسيرة التي تقدر بأكثر من 100 كم فقد للحصول على أجوبة. وفي السياق توضح: بعد حادثة مقتل خليل، والتي لا زلنا نجهل أسبابها، تم اعتقال عدد من الضالعين أو المشتبهين، إلا أنه لاحقًا تم اطلاق سراحهم، لا يوجد أصعب من هذا الفراغ، الحاجة إلى معرفة السبب، وهذا ما يجب أن تقوم به الشرطة.

وطفة جبالي..القاتل كان يمر من أمام بيتي

بدورها تقول الأم المكلومة وطفة جبالي، والتي فقدت هي ابنها سعد جبالي وتنضم إلى المسيرة لـ "بكرا": مشاركتي لأني مررت بذات الظروف التي مرت بها منى، كان القاتل يمر من أمام بيتي وأرى تقصير الشرطة في التعامل مع الملف، نحن كلنا نعرف القاتل وسبق وأن تلقينا التهديدات ومع ذلك تقاعست الشرطة حتى تعاملت مع الملف بالنهاية.

وبخلاف آمال تقول وطفة جبالي: الشرطة مقصرة وهذا واضح، إلا أنّ هنالك ايضًا مسؤولية ملقاه على الأهل، هنالك حاجة لتربية ابنائكم، متابعتهم، ومعرفة التصرفات التي يقومون بها، لطالما فكرت بالتواصل مع والدة القتيل وسؤالها عن شعورها، دايما يسألوني عن شعوري، لكن ماذا بالنسبة لشعورها؟!

منى خليل والألم 

منى خليل، التي لا تتوقف عن البكاء، كلها آمال أن تتكلل مسيرها وتبعها من حيفا إلى القدس بتقديم أجوبة لها، تبدأ بشكر النائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة وتقول بحسرة: حتى الآن لا أستوعب أنّ خليل ليس معنا، مساره اليومي كان البيت والعمل والخليل والإهتمام بالمنزل، رسمنا مستقبل سوية وأنتظرت أحفادي، لكن هنالك من حرمني من كل المستقبل، وهذا ما اريده، معرفة السبب لذلك.

برنيس ليفاك تسون، من نساء يصنعن السلام، وصلت متضامنة مع الأمهات، وتقول عن سبب ذلك: انا قبل أن أكون أم، وصلت البلاد من دولة اضطهدت الأقليات، من جنوب افريقيا، وانا كنت من هؤلاء الأقليات، عليه أشارك رافضة أي اضطهاد ضد أقلية، وهذه مسيرة مطالبة بالعدل، وحلولا حكومية لظاهرة باتت تقلقنا، نحن نتحدث عن أعدادًا متصاعدة من القتلى في المجتمع العربي وهنالك من يجب أن يهتم بذلك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]