من المتوقع أنّ تصل منى خليل، ابنة حيفا، غدًا الأحد، إلى مكتب رئيس الدولة مطالبةً اياه بحث الشرطة على القيام بعملها والمباشرة بالتحقيق الجدي لمعرفة قاتل ابنها خليل خليل.

وقتل الشاب خليل خليل، ابن حي الحليصة في حيفا فجر الخميس 11.6.20 بعد أنّ تعرض لوابل من الرصاص من قبل مجهولين.

واعتقلت الشرطة عددًا من المشتبهين على ذمة التحقيق إلا أنه لاحقًا أطلق سراحهم، لتبقى مسألة قتل خليل سؤال يحيّر الأم الثاكلة فقط.

وربت منى، وهي أم ارملة، 6 بنات إلى جانب خليل، الذي أتم عامه الـ 28 قبل أن تطاله يدر الغدر. وكانت تنوي تنظيم حفلة لإحدى بناتها في الفترة القريبة إلا أنّ مقتل وحيدها من الذكور أجل الفرح إلى أجل غير مُسمى، في البيت ولديها شخصيًا.

وقررت خليل، وسط كم من الأسئلة التي تدور في ذهنها، طرق كل باب ممكن لإيجاد أجوبة، فحتى اليوم تصحى صباحًا تبحث عن أجوبة لها.

ووصلت خليل حتى الآن في إحتجاجها إلى "واحة السلام"، حيث أستقبلها السكان هناك مقدمين الدعم لها، ومن المُفترض أنّ تنطلق مساءً في طريقها نحو مكتب رئيس الدولة في مسيرةِ إحتجاج بدأت بتاريخ 11.8. 

حلم أي شاب

وفي حديثٍ إلى موقع "بكرا"، قالت الأم عن خليل: هو عامل بسيط، معظم تحركاته ما بين العمل والمنزل والخيل التي أحبها.

وتضيف: فجر مقتله وصلني الخبر، لكنني لم أصدق ذلك، وحتى الآن انا غير مقتنعة، فلا يوجد أي سبب مقنع يُكّلِف خليل حياته. لا أعداء، لا مشاكل، لا تهديدات، ولا أي معلومة تقول لي أنّ خليل أخطأ، وثمن هذا الخطأ روحه... وروحي.

وترفض منى خليل التسليم بالأمر الواقع، كما والتسليم بالحقيقة أنّ حياة العربي رخيصة في هذه البلاد رغم أنه مواطن أصلاني، عليه قررت البدأ باحتجاجها واسماع صرختها، حيث قررت المشي من بيتها إلى رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، مطالبةً اياه بحث الشرطة التعامل بجدية، ليس مع ملف خليل فقط، إنما مع ملف العنف في المجتمع العربي، علمًا أنّ هنالك أكثر من 40 شاب وشابة قتلوا مطلع العام الحالي ولا زالت ملفات التحقيق مفتوحة ودون أي تعامل جدي.

النائب أيمن عودة

وحول هذا الموضوع تقول خليل لموقع "بكرا": التعب الجسماني مقدور عليه، امشي في الحر ولساعات، ويرافقني النائب أيمن عودة الذي قدّم لي الدعم الكبير، ما لست أقدر على تحمله هو التعب النفسي الذي يرافقني منذ فجر الحادثة، فأنا أم كل طلبها معرفة من ولماذا؟ من قتل أبني ولماذا قتله؟ وهل السبب يستحق أنّ يحرمني منه؟

وتضيف: حياة العربي في هذه البلاد رخيصة، وكل هدفي أنّ أضع مسألة العنف على أجندة السياسيين ومتخذي القرار، قد أكون قد فقدت خليل، إلا أنه ولجانبي هنالك أكثر من 40 أم تبحث عن أجوبة، وهذا ما أرغب به، تقديم أجوبةً لهّن.

وعن إمكانيّة إحقاق الحق، والعدل، تقول خليل: لا أعرف إلى أي مدى سننجح في ذلك، لكن على الأقل لن أبكي بصمت، سأبكي وسأسمع العالم صرختي، على أحدهم التحرّك، لا يعقل أن نزور المقابر لنسأل ابنائنا ماذا حدث!

فيكي كنافو

يُشار إلى أنّ الاحتجاج من خلال السير نحو مكاتب متخذي القرار هو خطوة كانت سابقًا قد حققت إنجازات، إلا أنه وفي حينه كانت المتظاهرة فيكي كنافو (2003)، والتي إحتجت على التقليصات التي فرضها وزير الماليّة في حينه "بنيامين نتنياهو" على الأمهات أحاديّة الوالديّة، وأسمعت صرخة الأمهات.

في حينه تفاعل المجتمع الإسرائيلي معها بشكل كبير والتف حولها نحو انصاف هذه الشريحة تشريعيًا وبيوقراطيًا، مما يطرح التساؤل إذا ما كانت منى خليل ستحقق إنجازات مماثلة، علمًا أنّ العربي يعاني من إقصاء وتمييز وتهميش يدفع قضاياه ومعاناته دائمًا إلى أطراف الحيّز العام والهوامش وتبقى بذلك محليّة لا تهم الأغلبية التي بطبيعة الحال تعمل على تجريده من أي حقوق ونهبها فكريًا ومجتمعيًا واقتصاديًا. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]