"إياد الحلاق لم يكن يشكل خطر ولم يكن بحاجة إلى ان تطلق عليه النار "، كما يقول ضابط حرس الحدود الذي كان قائد القوة في مطاردة الفلسطيني المصاب بالتوحد –
ووقع إطلاق النار القاتل ضد الحلاق، 32 عاما وقت وفاته ، في صباح يوم السبت 30 مايو. بدأت مطاردة قادها قائد القوة ضد الحلاق، حيث قال القائد : “لقد طاردناه ، لكنه واصل الركض”.

ويضيف قائد القوة:“إنه مكان مغلق لا سبيل للهرب منه. لم يهاجم إياد أو يفعل أي شيء. لم يكن واقفًا على وجه الإستعداد. لم يعرضني للخطر في أي حالة”.

أخبر هذا الشرطي لاحقًا مقربيه أنه كان مخطئًا وكان ينبغي عليه تحذير الحلاق أو التواصل معه للتوقف من اجل فحص هويته وعدم إعلانه إرهابيًا.

وأعادت وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة الأربعاء تمثيل حادثة إطلاق الشرطة النار على أياد الحلاق، شاب من القدس الشرقية كان يعاني من التوحد وقُتل بطريق الخطأ برصاص الشرطة، في إطار تحقيق في الحادث.

وشارك في تمثيل ووصف الحادثة للمحققين الشرطي الذي يُعتبر المشتبه به الرئيسي في قضية الحلاق.

وقام المحققون بتصويرة إعادة تمثيل الحادثة، التي استمرت نحو 15 دقيقة، بحسب ما ذكرت صحيفة “هآرتس”. وقاد الشرطي المحققين على طول الطريق الذي وقعت فيه الحادثة، والتي انتهت في الغرفة التي قُتل فيها الحلاق.

وقال التقرير إن مشتبها به ثانيا في إطلاق النار أعاد تمثيل الحادثة بشكل منفصل.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يجري فيه المحققون إعادة تمثيل للحادثة، بعد إلغاء ذلك في شهر يونيو بسبب تواجد وسائل إعلام.

وقُتل الحلاق (32 عاما) في 30 مايو داخل البلدة القديمة في القدس بينما كان في طريقه إلى مؤسسة ذوي الاحتياجات الخاصة التي درس بها. في ذلك الوقت، قالت الشرطة إنها ظنت أن الحلاق كان يحمل سلاحا وادعت انها فتحت النار عليه بعد عدم امتثاله لأوامر عناصرها له بالتوقف.


بحسب روايات مختلفة، طارد عنصران من شرطة حرس الحدود الحلاق إلى غرفة قمامة وأطلقا النار عليه وهو يجلس مرتعدا بالقرب من سلة مهملات. وقالت مرشدة الحلاق، التي كانت معه، لقناة تلفزيونية إسرائيلية إنها صرخت مرارا وتكرارا للشرطيين إنه “معاق” وحاولت ايقافهما. ولقد تم إطلاق النار على الحلاق سبع مرات على الأقل.

ودعت عائلة الحلاق الشرطة مرارا وتكرارا إلى نشر اللقطات التي وثقتها كاميرات الأمن للحادث.


ونُقل عن الضابط  نفسه قوله للمحققين، “طاردنا ونادينا عليه، لكنه استمر في الجري. في مرحلة معينة أطلقت النار باتجاه الجزء السفلي من جسمه، لكنني لم ألاحظ إصابة”.

بعد دخول غرفة القمامة، قال الضابط إنه طلب من الشرطي الآخر عدم إطلاق النار بعد أن أطلق رصاصة، لكن “يبدو أن المشتبه به [الحلاق] قام بحركة مما دفع شريكي إلى إطلاق النار مرة أخرى”.

الضابط أكد أيضا على أنه كان على دراية ب”حساسية” المنطقة التي وقع فيها إطلاق النار.

وقال، “لقد كانت هناك فجوة بين البلاغ الذي تلقيته في البداية… بأن هناك شخص يسعى إلى إيذاء الأبرياء، والوضع في غرفة القمامة”، وأضاف، “هذه مساحة مغلقة لا مجال فيها للهرب، و[الحلاق] لم يهاجم أو يفعل أي شيء. بالتأكيد لم يكن واقفا، ولم يشكل خطرا عليّ في هذا الموقف”.

في الشهر الماضي، التقى ممثلون من وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة مع والدي الحلاق لإطلاعهما على التحقيق، وأبلغوا العائلة بأن كاميرات الأمن في موقع إطلاق النار لم تكن تعمل في ذلك الوقت.

وأثار ذلك دعوات من عائلة الحلاق إلى فتح تحقيق خشية أن تكون الشرطة تعمل على إخفاء أدلة في القضية.

في ذلك الوقت، أثار حادث إطلاق النار مقارنات مع مقتل الأمريكي جورج فلويد في الولايات المتحدة على يد شرطي، وتم تنظيم سلسلة من التظاهرات احتجاجا على عنف الشرطة. ولقد تجاوز الغضب الحدود الإسرائيلية-الفلسطينية حيث انضم إلى الاحتجاجات متظاهرين يهود أيضا، في حين أعرب قادة إسرائيليون عن أسفهم على حادث إطلاق النار.

وأفادت تقارير في وسائل إعلام عبرية أن الشرطييّن المتورطيّن في الحادث قدما روايات متضاربة بشأن ما حدث، حيث قال القائد للمحققين إنه أمر مرؤوسه بوقف إطلاق النار، وهو أمر لم يتم اتباعه، كما قال، بحسب ما ذكرته تقارير في وسائل إعلام عبرية. ونفى الشرطي رواية قائده.

وأفاد تقرير أن شاهد عيان أكد شهادة مرشدة الحلاق، وقال إن الشاب كان ملقى على الأرض عند تعرضه لإطلاق النار، وأنه قيل لأفراد الشرطة بأنه من ذوي الإحتياجات الخاصة.

وتؤكد جماعات حقوق الإنسان إن لإسرائيل سجلا ضعيفا في مقاضاة قضايا العنف ضد الفلسطينيين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]