مع الارتفاع المستمر لعدد إصابات الكورونا في البلاد، أكد الدكتور محمود كيال أن عدم التزام مجتمعنا كما يجب بتعليمات الكورونا تسبب بهذا الانتشار الواسع.

وقال الدكتور محمود كيال من الجديدة المكر، وهوخبير ومختص بالتكنولوجيا الطبية وصاحب شركة "وقاية" المختصة بصنع وتصدير المعدات التكنولوجية لمنع الامراض المزمنة، : "للأسف هنالك تجاهل شبه شامل لتعليمات الوقاية في الوسط العربي, والأفراح بؤرة رئيسية لانتشار المرض، للأسف الشديد هنالك تقاعس من قسم كبير من المسؤولين وعلى رأسهم رؤساء السلطات المحلية الذين لا يبذلون جهدا للحد من الاعراس, ونرى قسم منهم اكثر المشاركين.

الفوضى العارمة في المجتمع العربي هي أولى المسببات لعدم الالتزام

وتابع مجيبًا عن سؤال حول المسبب الأول لانتشار الكورونا في مجتمعنا:هنالك تجاهل شبه شامل لتعليمات الوقاية. نحن في فترة أعراس و التي هي بؤرة التجمعات الرئيسية وبذلك أصبحت النقطة المركزية لتفشي الوباء في البلدات العربية. مقابل كل ذلك هناك تقاعس كبير من المسؤولين وعلى رأسهم القسم الأكبر من رؤساء السلطات المحلية الذين لا يبذلون جهدا للحد من الأعراس بل ونراهم أول المشاركين، بدون أي التزام بتعليمات الوقاية ويستيقظون فقط حين تصبح البلدة حمراء. لكني أيضا لا أعفي سلطات تنفيذ القانون متمثلة بالشرطة التي لا تتعامل مع الموضوع بجدية ولا تقوم بادنى واجب لها بفرض القانون وتعليمات الوقاية في البلدات العربية.

لماذا برأيك المواطنين العرب لا يتقيدون بالتعليمات، استهتار ام جهل؟

وقال د. كيال مجيبًا على هذا السؤال: هنالك عدة أسباب لذلك- أولها له علاقة بالجو العام من الفوضى التي نراها بكل مناحي بلداتنا العربية من حركة سير واحترام الحيز العام ولا شك ان التعامل مع أزمة الكورونا لن يكون مختلفا. وهذا موضوع شائك يعود للعديد من العوامل على رأسها انعدام الثقة بين المواطن والسلطة. سبب آخر هو أن المرض بغالبية الحالات تكون أعراضه خفيفة أو حتى بدون أعراض بتاتا مما يعطي شعورا مخادعا بالأمان. كذلك أن غالبية الحالات الصعبة تكون للأجيال المتقدمة مما يغذي الشعور بأنه "مرض لكبار السن" متناسين أننا جميعا ننقل المرض حتى لو لم نعاني من أعراض تذكر، ونتجاهل الحالات الأخرى لمرضى في الثلاثينيات أو الأربعينيات ممن توفي من هذا المرض.

وهناك أيضا موضوع الموجة الأولى التي انتهت نسبيا بنجاح كبير ودون خسائر كبيرة وما تبعها من رفع القيود بشكل سريع جدا مما أدى الى انفلات كبير واعتقاد بأن الأزمة قد انتهت.

وحول الاجراءات التي يجب اتخاذها، قال: تشديد تطبيق القوانين وتغريم المخالفين بغرامات مرتفعة جدا. وعلى راسها إلغاء الأعراس بتاتا.
تكثيف التوعية والإرشاد للناس. إغلاق كامل للبلدات الحمراء لفترات محددة يتم خلالها وضع خطة لفتحها بشكل تدريجي. إقامة طواقم متخصصة لمكافحة العدوى وليس طواقم استشارية بدون صلاحيات كما هو الحال اليوم. وتكثيف التحقيقات الوبائية لتحسين فعالية قطع سلاسل الانتشار.

أي صورة تتوقعها في المجتمع العربي بعد اسبوعين او ثلاثة؟

وأضاف د. كيال مجيبًا على هذا السؤال: حسب معطيات الإصابات في البلدات العربية اليوم (500-800 يوميا) ونسب الوفيات في مجتمعات مشابهة (حوالى الـ 0.5%) فمن المتوقع وصول عدد الوفيات إلى الـ 200 خلال شهر-شهرين.

وتابع: برأيي هناك العديد من المعطيات المثير للقلق ولكن أكثرها بنظرها هو عدد الناس الموجودين بالحجر. وأقصد هنا العدد القليل نسبة لعدد المصابين وهذا معناه أنه لا يتم إجراء تحقيقات وبائية لقطع سلاسل انتشار العدوى من جهة وكما يبدو فإن هناك عزوف عن إجراء الفحوصات من جهة أخري حتى لا يتم التشخيص وفرض الحجر ولكن هذا معناه أننا لا نزال بعيدين عن مرحلة السيطرة علي تفشي العدوى

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]