اكدت دكتورة مها كركبي صباح محاضرة في جامعة بن غوريون ومديرة وحدة الأبحاث في المنتدى الاقتصادي العربي في حديث خاص ل "بكرا" ان هناك جوانب جندرية واسقاطات قريبة وبعيدة المدى على النساء، اجتماعية واقتصادية، لذا من الصعب الفصل بين المركبين، عند وجود فترة اغلاق ويدخل سوق العمل في حالة سبات ويتم اخراج العاملين واصحاب المحلات الى البطالة هناك توقعات بان النساء هن المتضررات الاوائل، وذلك لعدة عوامل.

وأوضحت: في الجولة الاولى لمرحلة الاغلاق تبين ان هناك مهن عديدة تشغلها النساء كانت اول من خرجت الى البطالة واخر مهن عادت الى العمل. اننا نتحدث عن مهن بمجال الخدمات والمبيعات والكوسماتيكا والسياحة والعمل في المطاعم والسكرتارية في المكاتب المختلفة، العديد من هذه المهن خرجت أولا الى البطالة والرجال بقوا في مجال العمل او تحول العمل من البيت ولكن قسم أكبر منهم مقارنة مع النساء لم يخرج الى سوق البطالة.

المرأة العربية تضررت الضعف

وتابعت: جانب اخر يعزى الى تضرر النساء جراء الاغلاق هو اننا نتحدث عن فترة تتوقف فيها العملية التعليمية والتربوية وتصبح من البيت وبالتالي تجلس المرأة في البيت لتلازم ابناءها وتدعمهم في العملية التعليمية وترافقهم في هذه العملية، فعادة النساء هن اللواتي يدفعن ثمن توقف المؤسسات الخارجية عن اداء دورها بسبب توقع المجتمع ان هذه مسؤولية المرأة. فالعديد من النساء الأمهات لأبناء بجيل الدراسة او الطفولة، يضطررن الى ترك سوق العمل ليقمن ما كان يجب على اطر خارجية القيام به مثل المدرسة والنوادي وغيرها.

وتحدثت قائلة: أما بخصوص النساء العربيات، تبين من خلال تقرير أعده المنتدى الاقتصادي العربي وجوينت، ان النساء العربيات يقسمن الى فئتين الأولى التي وضعها الحالي مضمون اقتصاديا وهن النساء اللواتي يعملن بكل مجالات التعليم والمهن الطبية وما يرافقها من المهن العلاجية التي استمرت بالعمل من البيت او اعتبرت مهن حيوية ولا يمكن الاستغناء عنها مثل الطب وتبعياته ولكن الفئة الأخرى من النساء العربيات اللواتي يعملن في مجال الخدمات والمبيعات او صاحبات مصالح صغيرة داخل القرى والمدن العربية كن اول من خرجن من سوق العمل في الجولة الثانية أيضا ومتوقع ان تكون الأخيرة التي تعود الى سوق العمل وبسبب الازمة طويلة الأمد متوقع ان العديد منهن سيبقون بالبطالة ولن يعودوا الى سوق العمل، بسبب ان الازمة الحالية ممكن ان تسبب اغلاق هذه المصالح الصغيرة التي صعب ان تتصدى لازمة كورونا لكون قاعدتها الاقتصادية غير متينة أصلا وامكانيات الدعم بالمجتمع العربي محدودة. لذلك السببان الاساسيان للإغلاق هما المهن التي تشغلها النساء وأيضا استمرار الاغلاق الذي يجبر المرأة على التزام المنزل مع عائلتها وابنائها ومرافقتهم.

التداعيات الاقتصادية الاجتماعية ستستمر طويلا بعد كورونا

واردفت: كذلك بالرغم من وجود ارتفاع للمبادرات النسائية ومصالح شخصية مستقلة ولكن تبين ان كون المصالح النسائية صغيرة وبدون أساس اقتصادي متين متوقع ان تدفع هذه الفئة من النساء خارج سوق العمل. كذلك كون النسبة الأكبر من النساء العربيات في هذه المجالات تتبع أساليب عمل تقليدية لن تستطيع التغلب على المخاطر المادية. مما قد يؤثر على التقدم الذي انجزوه النساء في السنوات الأخيرة. بنهاية الأمر الأثر هو ليس فقط على صعيد فردي إنما أيضا سيؤثر على صعيد جماعي، فالعائلة العربية التي فيها أكثر من معيل واحد حتى أزمة الكورونا، قد تعود لتعتمد على معيل واحد، وقد نشهد ظواهر اجتماعية كبيرة ستعمق الفوارق الاجتماعية الاقتصادية داخل المجتمع العربي ومقارنة مع المجتمع اليهودي، وترفع نسبة العائلات التي ستنضم الى ما تحت خط الفقر.

ختاما قالت: اعتقد انه حتى بعد انتهاء وباء كورونا فان التداعيات الاقتصادية الاجتماعية ستستمر طويلا. هناك اعتقاد انه حتى بعد انتهاء الوباء فانه سيحصل تغيرات في سوق العمل خاصة وان وباء الكورونا ربط بين التكنولوجيا وعالم المهن وهناك اتفاق ان التكنولوجيا ستدخل بشكل قوي الى سوق العمل وتستمر بمرافقتنا ما بعد الكورونا وبالتالي العديد من المهن والاعمال ممكن ان تتحول الى البيت وبالتالي تكون فرصة للعديد من النساء اللواتي واجهن صعوبات الخروج من البيت الى سوق العمل وتعتبر فرصة لتطوير أفكار لبعض النساء لإقامة مبادرات من البيت وممكن ان تكون رافعة للبعض، ولكن هناك جانب اخر حيث اذا رافقت التكنولوجيا العديد من المهن مثل التعلم عن بعد واجراء المقابلات عن بعد من اجل المبيعات والتسويق فان التعامل مع التكنولوجيا ضعيف عموما في المجتمع العربي ويجب العمل مع العديد من النساء على تطوير مهاراتهن التكنولوجية حتى يندمجوا مجددا في سوق العمل ويتقبلوا التغييرات الجديدة ما بعد الكورونا

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]