الإخفاق الحكومي في إدارة ازمة كورونا وإخراج المواطنين الى بر الأمان مع الحفاظ على متطلباتهم الحياتية والمهنية حياتهم الطبيعية والخروج من الازمة بأقل ضرر ممكن بدا واضحا وجليا ليس على المستوى المحلي فقط بل امام العالم كله، حيث أصبحت الحكومة الإسرائيلية اضحوكة في برلمانات عديدة من دول العالم ومثال على سوء الإدارة والاخفاقات المتتالية، بسبب تخبطاتها المستمرة والهرولة وراء المصالح الشخصية لزعمائها.

الكورونا كشفت عورات الحكومة الاسرائيلية وعدم جهوزيتها لإدارة ازمة صحية مجتمعية


النائب وعضو الكنيست الدكتورة هبة يزبك عقبت قائلة: من الواضح ان الحكومة ووزاراتها فشلت في ادارة ازمة الكورونا وهذا يظهر جلياً بارتفاع اعداد المصابين بشكل يومي. نسب المصابين والموتى لكل مليون مواطن هي الاعلى بين الكثير من الدول مثل فرنسا، ايطاليا، الولايات المتحدة، بريطانيا وغيرها.

وتابع: واضح تجيير ازمة الكورونا لصالح نتنياهو واهدافه السياسية والشخصية المتعلقة بمحاكماته، كما ان العلاقات المختلة داخل الائتلاف الحكومي القائم تساهم بخلق حالة غير منتظمة باتخاذ قرارات لصالح الجمهور. الكورونا كشفت عورات الحكومة الاسرائيلية وعدم جهوزيتها لإدارة ازمة صحية مجتمعية دون اللجوء لأدوات امنية، وهو الجانب الاساسي الذي استثمرت به خلال السنوات. ولهذا كله تحديداً بودي التوجه لأبناء مجتمعنا للالتزام بالتعليمات والحيطة.

تخبطات حكومية وفق مصالحها افقدت الناس الثقة

النائب وعضو الكنيست المربية ايمان خطيب قالت بدورها ل "بكرا": اعتقد ان المسؤول عن إدارة الازمة هي الحكومة بمؤسساتها ووزارتها الرسمية التي تملك الصلاحيات ولم تضع الخطة الصحيحة للتعامل مع الازمة بشكل صحيح من خلال شقين الأول اقل عدد مصابين واكثر ناس موجودين في حياتهم الطبيعية واعمالهم، هناك تخبطات من قبل الحكومة ورئيسها الذي يعمل وفق مصلحته وبالطرق التي يريدها ويقع دور على الناس بانه كان عليها ان تلتزم بينما كان هناك عدم انصياع للتعليمات ما سبب الى الاغلاق، وأيضا هناك عدم ثقة بالحكومة والقرارات التي تتخذها والخالية من المنطق حيث تتخبط، لا يوجد ثقة الازمة طالت ولا يوجد حياة كريمة، الناس تريد ان تعيش لذلك لا يوجد انصياع للأوامر خصوصا انه في هذا الاغلاق لا يوجد تغطية باختصار حكومة غير مسؤولة وغير منطقية وبالتالي غير مهنية في قراراتها وهذا خلق بلبلة وعدم ثقة لدى الناس.

نسبة الحالات الخطيرة في المجتمع العربي عالية وهي ثلاثة اضعاف المجتمع اليهودي

بروفيسور بشارة بشارات رئيس جمعية صحة المجتمع العربي بدوره وجه أصابع الاتهام لأكثر من جهة وقال: اك مسؤولية مشتركة، مسؤولية الحكومة انها في الجولة الأولى تغلبت سريعا على الفايروس بينما في الجولة الثانية لم تتخذ القرارات في الوقت الصحيح وبالتالي لم يكن هناك مراكز لعلاج الكورونا او متابعتها، وحتى تعليمات الوزارة لم يكن لها تنفيذ او تطبيق وخصوصا في المجتمع العربي، وهناك مسؤولية تقع علينا كمجتمع عربي حيث اننا اهتمينا اكثر بالعادات وتواجدنا بالأعراس، القيمة العليا بالنسبة لنا كانت الاعراس فوق الصحة، وهناك مسؤولية تقع على القيادة المحلية التي شاركت الناس بالأعراس، كلنا نتحمل المسؤولية حيث لم نشرح للناس خطورة الفايروس.

وتابع: نسبة المرضى العرب في المجتمع العربي عالية جدا وخصوصا الحالات الخطيرة هي ثلاثة اضعاف من المجتمع اليهودي وعشرات الوفيات في المجتمع العربي في الأسابيع الأخيرة وللأسف حتى الان وبالرغم من الاغلاق لا يوجد مسؤولية او تطبيق للتعليمات والقيادات القطرية والمحلية لا تتحمل المسؤولية واذا استمرينا بهذه الوتير سيكون وضعنا صعب جدا أتوقع خلال الأسبوع القادم ان نصل في المجتمع العربي الى 2000 مريض وخلال شهرين أتوقع ان نصل الى نصف مليون مريض في إسرائيل ونسبة كبيرة من العرب لان حتى الاغلاق لا يتم الالتزام به الاعراس مستمرة والناس لا تلتزم بالقرارات، علينا ان نتحمل مسؤولية ونبلغ عن الاعراس، الامر لا علاقة له بالوطنية او بالشرطة، علينا ان نتحمل المسؤولية ونساهم بمنع الاعراس ونحافظ على صحتنا ونمنع انتشار الفايروس، علينا ان نضع الصحة في اعلى سلم الأولويات هذه الأيام

اخفاق شديد

وصرح الناشط السياسي السيد سامر عثامنه أنه في حالات الطوارئ، تتحرك العمليات بسرعة والقرارات التي يستغرق اتخاذها سنوات، تخرج بين عشية وضحاها ودولة إسرائيل امتازت على مر العقود بهذا المضمار وخصوصا بحالات الطوارئ الأمنية والعسكرية ولكنها أخفقت وبشدة بإدارة أزمة الكورونا.

وتابع: رأينا ان قرارات الحكومة كانت عشوائية وغالبا شعبوية ومترددة وغير منسجمة مع الواقع بالبلاد. أن أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو تسييس الأمور وتعامل الحكومة ورئيسها بنيامين نتنياهو مع الازمة منذ بدايتها من منطلقات سياسية لخدمة مصالحه الشخصية بدلا من أن تكون مهنية بحتة.

ونوه: بدأ تسييس التعامل مع وباء الكورونا عندما استغلها نتنياهو للضغط على غانتس لإقامة حكومة وحدة وطنية وبذات الوقت تناسب هذا الأمر مع تطلعات غانتس للوصول لكرسي رئاسة الحكومة بعد ثلاث معارك انتخابية متتالية. من هنا عندما بدأ تسييسها كل القرارات بعد ذلك اتسمت بعدم المصداقية المهنية والتردد والتأخير. كما وان الائتلاف الحكومي أثر كثيرا على مجريات الأمور وخاصة الأحزاب المتدينة التي عارضت قسم كبير من القرارات التي لا تتناسب مع خصوصيات جمهورها مما أدى غالبا على التأثير سلبا على مجريات الأمور واتخاذ القرارات الواجب اتخاذها.

وأشار: أضف الى ذلك أن الحكومة لن تقم على تجهيز غرف وطواقم طوارئ متمرنة ومتمرسة بالمجالس والبلديات المختلفة للتعامل مع الوباء. عدم الجهوزية هذه أثرت سلبا على قدرة البلديات ورؤسائها بإعطاء الحلول وتطبيق التعليمات على أرض الواقع. أن نسبة تفشي الوباء العالي بدولة إسرائيل مقارنة بدول أخرى ليس عبثيا ويجب على الحكومة تغيير مسارها بتعاملها مع الأمور واعطاء الصلاحيات الكاملة للمديرية التي أقيمت برئاسة جامزو وعدم التدخل بعملها وقراراتها من منطلقات سياسية.

الفشل في مقاومة الكورونا يقع كليا على حكومة اسرائيل ورئيسها بنيامين نتنياهو

د. ثابت أبو راس قيادي ومدير صندوق "إبراهيم" قال بدوره لـ "بكرا": الفشل في مقاومة الكورونا يقع كليا على حكومة اسرائيل ورئيسها بنيامين نتنياهو. لم تضع حكومة اسرائيل ومنذ بداية الازمة المواطنين في المركز بل وضعت مستقبل نتانياهو وانقاذه من ملفات الفساد ومحاكمته في مركز قراراتها. نتنياهو استغل الازمة ليربح الوقت ولتأجيل محاكماته وما زال يسعى الى الفرار من هذه الورطة على حساب اكثر من الف وثلاث مائة مواطن اسرائيلي هلكوا من هذا الوباء الفتاك.

وأردف: نتنياهو ومن البداية لم يعط الصلاحيات للمسؤول عن هذا الامر في الدولة، المركز للوقاية من الاوبئة (CDC) مثل ما فعلت كل دول العالم بل أبقى الامر في يد وزارة الصحة غير القادرة على مواجهة ازمة بهذا الحجم. كذلك نذكر كيف سارع نتانياهو في الموجه الاولى الى التباهي والاعلان ان دول العالم تتعلم من اسرائيل كيف تقاوم الوباء ودعي الناس الى الخروج وممارسة حياتهم الطبيعية قبل القضاء على الوباء. حتى ان القرارات الأخيرة بشأن الاغلاق غير جدية ولا يتم فرض الاغلاق قانونيا. ازاء هذا الوضع هناك المسؤولية الفردية التي تقع على المواطن لحماية نفسه وعائلته. انحسار الكورونا منوط في تغيير السلوك الشخصي والالتزام بالتباعد والكمامة. لا حاجة لانتظار نتانياهو وتعليماته الذي نسي مصلحة المواطنين في البلاد

مسؤولية جماعية

العامل الاجتماعي إسماعيل حمود قال بدوره لـ "بكرا": المسؤولية جماعية فأصحاب القرار السياسي أخفقوا ادارة هذه الازمة والتعليمات كانت مشوشة ويشوبها الضباب ولا ترتقي لمستوى الازمة الراهنة. ايضا المستوى السياسي لم يبد حزما ازاء فئات سكانية كالمتدينين اليهود الذين ضغطوا باتجاه عدم اغلاق بلداتهم وانتشار المرض. كما ارى اخفاق للقائمة المشتركة التي لم تلعب دورا محوريا في تنظيم الجمهور العربي ومنع التجمهرات والاعراس

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]