"يكاد لا يوجد فرق بين اعلان السلام الموقع بين إسرائيل وبين مملكة البحرين، من جهة واتفاقية السلام الموقعة بين اسرائيل ودولة الإمارات: ففي الحالتين سيتم افتتاح السفارات والتوقيع على التبادل الدبلوماسي والاقتصادي، والبحري والجوي"، هذا ما قاله في اتصال مع "بكرا"، الدكتور شاؤول يناي، المحاضر في الجامعة العبرية في قسم الشرق الأوسط والإسلام، والباحث في منتدى التفكير الإقليمي.

وبالمقابل اشار إلى أنّ الفرق الأساسي يكمن في أنّ دولة الإمارات هي دولة أغنى واقوى واكثر استقرارا من البحرين، بالإضافة إلى الفرق الكامن في تقبل الاتفاقية في أوساط المواطنين، حيث أنّ الغالبية الساحقة من مواطني الإمارات اعربوا عن مباركتهم للأمر وعن استعدادهم للسفر إلى اسرائيل والترحيب بالسياح الإسرائيليين.

اما في البحرين، التي تضم أغلبية شيعية تخوض مواجهة مع السلطة والأكثرية السنية، فيكاد لا يظهر أي حماس شعبي للإتفاق، بل هنالك معارضة من قبل المعارضة الشيعية، المدعوة جزئيًا من ايران. كما أنّ الصحافة البحرينية لم تتناول في صفحاتها الاولى زيارة الوفد الإسرائيلي (اليوم، الأحد) للمملكة، بل أولت اهتمامًا أكبر بزيارة وزير المالية الأمريكي، ستيف منوشين، على رأس للتفاوض لمنح البحرين مساعدة اقتصادية تنقذها من أزمتها الخانقة.

الفلسطينيون فقدوا حق الفيتو!

وردًا على سؤال حول مدى تأثير الاتفاقيتين على العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين- قال د. يناي أن الفلسطينيين فقدوا حق الفيتو بالاعتراض على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، كمان أنّ المكانة الإقليمية لإسرائيل قد تعززت كثيرًا، ومن شأن الاتفاقيتين أن تبعدا احتمالات حل الدولتين إلى حد بعيد، وان تضعفا السلطة الفلسطينية بشكل كبير، بينما تعززان من قوة ونفوذ حركتي حماس والجهاد الإسلامي ومن نفوذ ايران وتركيا وقطر على الفلسطينيين. واضاف أنّ احتمالات وقوع انتفاضة ثالثة قد تزايدت كثيرًا.

السعودية آخر من سيوقع اتفاق سلام مع إسرائيل

ورجح د. يناي احتمال انضمام دولا عربية أخرى إلى قافلة السلام مع إسرائيل بالنظر إلى الضغط المزدوج عليها من جهة الولايات المتحدة والمحور السني المعتدل (الإمارات والبحرين ومصر والأردن) ويمثل هذا الضغط بالإغراءات الاقتصادية وكذلك بالرغبة إلى الانضمام إلى التحالف الإسرائيلي العربي لتشكيل وحدة ازاء التهديدات الإيرانية والتركية.

وخلص د. يناي إلى القول أنّ السعودية ممكن بالذات ستكون آخر من ينضم إلى القافلة بسبب مكانتها في العالم الإسلامي ولأن الملك سلمان لا زال يعارض التطبيع مع إسرائيل دون حل القضية الفلسطينية- كما قال. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]