لم تمر تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال حفل تأبين المعلم صامويل باتي الذي قتل وقطع رأسه في أحد شوارع العاصمة باريس، مرور الكرام في العالم العربي، وحتى في وسط فلسطيني الـ 48.

وقال ماكرون خلال الحفل الذي أقيم في جامعة السوربون: صمويل باتي قتل لأن الإسلاميين يريدون الاستحواذ على مستقبلنا ويعرفون أنهم لن يحصلوا على مرادهم بوجود أبطال مطمئني النفس مثله.

وأضاف الرئيس الفرنسي: لن نتخلى عن الرسومات والكاريكاتيرات وإن تقهقر البعض، سنقدم كل الفرص التي يجب على الجمهورية أن تقدمها لشبابها دون تمييز وتهميش، سنواصل أيها المعلم مع كل الأساتذة والمعلمين في فرنسا، سنعلم التاريخ مجده وشقه المظلم وسنعلم الأدب والموسيقى والروح والفكر.

وأشعلت كلمة الرئيس الفرنسي غضبًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب المستخدمون بمقاطعة المنتجات الفرنسية.

وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في معظم الدول العربية، تبناه فلسطيني الـ48، وسم #مقاطعهالمنتجاتالفرنسية الذي تصدر قائمة أكثر الوسوم انتشارًا في هذه الدول حاصدًا أكثر من 190 ألف تغريدة.

عن الحادثة والتضليل

الأستاذ والإمام عبد العلي مأمون، مدير دار الثقافة الإسلامية بباريس، ومؤلف كتاب "الإسلام ضد الراديكالية"، تحدث إلى قراء موقع "بكرا" حول الأحداث الأخيرة وقال: القصة بدأت قبل اسبوعين، عندما قرر استاذ أن يبث ريبورتاج، وهو عبارة عن فيديو، وليس صور ثابتة، عن حرية التعبير عمومًا، وضمن هذا البث تحدث عما وقع في الـ 2015 من عمليات ارهابية ضد مقر صحيفة "شارلي ايبدو" التي اصدرت الرسوم الساخرة ضد رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

وأضاف: الأستاذ تطرّق إلى ما وقع، وايضًا الأحداث اللاحقة من اعتداء وقتل الصحافيين. إحدى الطالبات والتي تأكدنا أنها طالبة غير صادقة، وايضًا لم تتواجد في الحصة، وتم فصلها قبل أيام من الحادثة، لاستهتارها المتكرر، أخبرت والدها أنّ المدرس قام بخدش حيائها من خلال عرض صورًا للرسول عليه السلام وهو عارٍ، الأمر الذي دفع بالوالد نشر منشور عبر وسائل الإعلام الافتراضي يحمل التضليل الذي ذكرته ابنته، كما وتقديم شكوى.

فصل رأس المدرس

وأوضح: الجاني، والذي لا يسكن بعيدًا عن المدرسة، وصل إلى محيط المدرسة وقام برشوة الطلاب لليدلوه على المربي، ولاحقا أقدم على قتله وفصل رأسه عن جسده، الأمر الذي أحدث سخطًا كبيرًا في فرنسا.

وقال الأمام عبد العلي مأمون لـ "بكرا": من المهم التوضيح أن القيّم الجمهورية في فرنسا تسمح بحرية التعبير، لكافة الديانات، فكما ينتقد المسلمون الديانات الأخرى ويتم تقبل ذلك، عليهم تقبل النقد حيال ديانتهم، وهذا ما حثنا عليه العزيز جل جلاله حين وصف ابناء الديانات الأخرى بقوله "مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)".

وتساءل الإمام: متى منع الفرنسيون الإسلام من قراءة تلك الآيات؟! لا أحد منعهم. فرنسا تتبنى نهج حرية التعبير بشكل تام، ونحن كإسلام علينا أن ندين التصريحات، علمًا أنه اذا نطق السفيه لا نجيبه، فأن الصمت خير من الرد عليه. هذا منطق الحوار في العالم الغربي، وقد يكون هنالك استفزاز للمشاعر، إلا أنه علينا ان نستوعب الحوار، يمكن لنا أن ندينه أخلاقيًا، لكن ليس قانونيًا.

هل طلب الله الانتقام من المشركين؟!

واضاف: هل طلب الله من الرسول الانتقام من المشركين؟ ايضًا لا، بل قال لهم "وأصبر على ما يقولون وأهجرهم هجرًا جميلا"، واضاف "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضيقُ صَدْرُكَ بمَا يَقُولُون، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ"، الله طلب إلى نبيه واصحابه التسبيح والسجود في مثل هذه الحالات وليس القتل والذبح.

وأختتم: بودي ختامًا الرد على السؤال يطرح "اذا لم ندافع عن رسول الله فمن يدافع عنه"، واقول لمن يطرح السؤال اقرأ كتاب الله سترى الجواب في الآية الكريمة "انا كفيناكم المستهزئين"، الله يدافع عن رسوله ويحميه "ويعصمه من الناس"، ولا يوجد أي حديث يطلب إلى اصحاب الرسول الدفاع عنه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]