صورة ضبابية مبهمة يصاحبها تفاؤل حذر بعد تنصيب كاميلا هاريس التي تنحدر من جذور هندية كنائب لرئيس الولايات المتحدة فمن ناحية هي المرأة الأولى التي تشغل هذا المنصب وهي أيضا من الأقليات والمهاجرين في أمريكا الفئات المستضعفة التي هاجمها ترامب وزمرته وقبله من رؤساء ما يشكل تغيير مهم في مكانة المرأة ومكانة الاقليات والمهاجرين داخل امريكا ولكن هذا لا يضمن اي تغيير اتجاه المصالح الامريكية العالمية وخصوصا في الشرق الأوسط عدا عن قضايا جندرية أخرى.

تغيير مهم في مكانة المرأة ومكانة الاقليات والمهاجرين

الناشطة النسوية فداء طبعوني قالت: السياسة الامريكية بشكل عام مجحفة بحق كل المستضعفين وليس فقط النساء، السياسة الراس مالية التي لا تبالي بكل المستضعفين داخل الدولة وخارجها، ترامب مثل السياسة بشكل متطرف سياسة الذكورية، تهتم في مصالح القوي اقتصادية وكذلك مارس سياسة عنصرية مع بعد عنصري طبقي وعرقي وأخطر ما فيها الشعبوية. وجود كاميلا هاريس من الاصول الهندية كأول امرأة في منصب نائب رئيس الولايات المتحدة يشكل تغيير مهم في مكانة المرأة ومكانة الاقليات والمهاجرين داخل امريكا ولكن هذا لا يضمن اي تغيير اتجاه المصالح الامريكية العالمية وخصوصا في الشرق الاوسط. تصريحها في الوجوه الى حل الدولتين وافتتاح مكاتب السلطة الفلسطينية مؤشر مهم بعد الحقبة المجنونة التي عشناها مع الشعبوية التي مارسها ترامب. نأمل تنظيف العالم اجمع من السياسات اليمينية المتطرفة الشعبوية التي تضطهد النساء وجميع المستضعفين.

للمرأة القدرة على تولي مناصب سياسية مهمة وتتقنها بمهنية وجدارة

الناشطة النسوية حنان الصانع قالت ل "بكرا" في هذا الصدد: اعتقد اننا بصدد عهد جديد على الساحة الامريكية بما يخص بمشاركة المرأة في السياسة اذ انه لأول مرة وبعد 100 عام من سن قانون الامريكي الذي يسمح لامرأة تولي منصب نائب لرئيس الولايات المتحدة الامريكية، تفوز السيدة كاميلا هيرس بمنصب نائب الرئيس ومحتمل ان تكون في المستقبل اول رئيسة. هذا التوجه لجو بايدن يؤكد بأن تعزيز مشاركة المرأة في السياسة له نصيب في برنامج عمله خلال السنوات القادمة.

وتابعت: كما نعلم فان السيدة كاميلا جاءت من بيت يترسخ في عقولهن وقلوبهن قيم حق العيش بكرامة والمساواة بين المواطنين البيض والسود، ناضلت جدتها (وهي من المواطنين السود) ثم امها من اجل تحصيل حقوقهن كمواطنات اسوة بباقي الموطنين، واليوم نرى الحفيدة كاميلا تسير على دربهن وتثبت ان للمرأة القدرة على تولي مناصب سياسية مهمة وتتقنها بمهنية وجدارة، اتوقع منها الاستثمار في عملها خلال السنوات القادمة في برامج عمل لتعزيز مشاركة النساء في السياسة على المستوى المحلي والدولي.

امل..

الناشطة النسوية والسياسية نبيلة اسبنيولي قالت بدورها: لأول مرة بتاريخ الولايات المتحدة الامريكية ستدخل الى البيت الابيض امرأة من اصول مختلطة هندية وجمايكية وطبعا هذا بحد ذاته يبعث الامل ولكن هنالك اسئلة عديدة تقف امامنا اولها ما هو الفكر الديمقراطي الذي تحمله هل بكونها امرأة ملونة فهل هي تحمل فكر نسوي تقدمي لا يساوم على حقوق الانسان هل ستناصر الشعوب المقهورة ام انها ستمثل المصالح الامريكية، بعض تصريحاتها بشان القضية الفلسطينية تبشر بالخير كما وان بعض المنتخبين والمنتخبات عن الحزب الديمقراطي يمثلون اقليات متنوعة في الكونجرس والسنات وهذه عوامل وبشائر لبعض التغيير الحاصل في امريكا ولكننا وعلى الرغم من كل هذا فان امريكا ما زالت تمثل الدولة الامبريالية العظمى وما زالت مصالحها تقف فوق مصالح الشعوب وفوق العدالة لذلك فهنالك بشائر ولكن هنالك دروس علمنا اياها التاريخ بان البنية الرأسمالية والامبريالية الامريكية ما زالت مهيمنة وتحتاج الى المزيد من النضال هنا وهناك.

لربما انا الاولى هنا، ولكن حتما ليست الاخيرة

وتساءلت دكتورة مها كركبي صباح محاضرة في جامعة بن غوريون ومديرة وحدة الأبحاث في المنتدى الاقتصادي العربي بانه هل فوز كاميلا هاريس هو فوز للنساء ام للمجتمع؟

طبعا هو فوز للمجتمع عامة، وللنساء بشكل خاص ولكن من الخطأ حصره فقط في السياق النسوي! لان وصول امرأة الى المناصب العليا في الحلبة السياسية يرمز الى تغيير مجتمعي سليم ويهيأ القاعدة لتغييرات اجتماعية اضافية. هكذا فوز يساهم في تعزيز الخطاب المجتمعي ضد تهميش المرأة واقصائها من مواقع التأثير واتخاذ القرار ولكنه يعزز ايضا النضال المجتمعي ضد اي نوع من انواع التمييز!

هاريس ترمز الى التحدي الكبير للمنظومات ليس فقط الذكورية انما ايضا للمنظومات العرقية المتجذرة بالمجتمع الامريكي! فهي امرأة، من جذور امريكية-هندية، ملونة البشرة ولوالدين مهاجرين! هذا التقاطع بدوائر الانتماء المهمشة كاف لان يجعل حتى الحلم بالتغيير لا جدوى منه!
فوز هاريس اثبت انه مهما تقاطعت دوائر التهميش، علينا كمجتمع وكنساء ليس فقط الاستمرار بالحلم انما الاصرار على تحقيقه! كما قالت بالأمس: "لربما انا الاولى هنا، ولكن حتما ليست الاخيرة" شكرا هاريس على هذه الجرعة من الامل

انجاز عظيم

غدير هاني عضوة لجنة التوجيه لحركة نساء يصنعن السلام ولجنة التوجيه للقرار 1325 بجمعية إيتاخ- معكِ اكدت ان انتخاب امرأة للمرة الاولى في تاريخ الولايات المتحدة لمنصب نائبة للرئيس الامريكي هو انجاز عظيم للحركة النسوية في العالم خاصة لدولة كأمريكا.

وتابعت: نحيي هذا الشهر ذكرى عشرون عام على قرار مجلس الامن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 والذي بموجبه يجب ان تعمل الدول على دمج النساء في مواقع اتخاذ القرار خاصة فيما يخص الامن والسلام كذلك على الدول توفير الحماية للنساء في الحيز العام والحيز الشخصي. وانتخاب نائبة الرئيس هو بشرى سارة ... اتمنى ان تقوم النائبة المنتخبة بعمل كل ما في وسعها من اجل القضايا النسائية كذلك ان تعمل على رفع الوعي لأهمية دمج النساء والاهم ان لا تخيب الآمال.

ونوهت: كونها نائبة في امريكا ولان لأمريكا دور كبير فيما يخص عملية السلام بالشرق الاوسط خاصة الصراع الاسرائيلي الفلسطيني اتمنى ان يكون لها دور كبير في دعم تقدم عملية السلام.

لا ننسى تمثيل النساء الفلسطينيات بالكونغرس

الناشطة النسوية سماح سلايمة عقبت بدورها لـ "بكرا": اعتقد ان التعويل على الرئيس المنتخب بايدن بالنهوض بمكانه المرأة مبالغ فيه، رغم انه نضال النسويات ضد ترامب استمر اربعة سنوات دون كلل او ملل، من اللحظة الاولى بسبب نهجه الذكوري المحتقر للنساء واجسادهن ومكانتهن، كان يهين عضوات الكونغرس من المعارضة ويشتمهن ويحرض ضد كل انسانه قوية لها راي مغاير له، ترامب اعطى شرعيه مع انتخابه للإساءة الجنسية بسبب ماضيه الحافل بالفضائح الجنسية والتسجيلات المحتقرة للنساء.

وقالت: تاريخ بايدن البعيد لا يخلو ايضا من بعض حوادث التحرش الجنسي، لذلك لا اعتقد انه نسوي بفكره، ولكنه اكثر يعلم ما هي روح العصر، واستطاع استقطاب جمهور النساء من الناخبات حين قرر تعيين كاميلا هاريس كنائبة رئيس، فضرب عصفورين بحجر العصفور النسوي الجندري والعصفور العرقي والاقليات في امريكا كونها من اصول افريقية هنديه.

ونوهت: اعتقد انه الحركة النسوية الامريكية نجحت بالتخلص من رئيس متخلف نسوياً وستعود للنضال المستمر من اجل الحريات والمساواة البعيدة عن الوضع المثالي. فما زالت الفجوات عميقه في الاجور والتمثيل السياسي والاعلامي، التحرشات الجنسية والعنف ضد النساء مستمر. لا اعلم كم كاميلا هاريس نسويه فعلا، وارجو ان تكون كذلك ولا تتصرف كآخر رجال السياسية بنهج ذكوري بحت. فوجود امراه في موقع قيادي لا يضمن تحسين وضع النساء ابدا، ولكنه يعزز نفسيا الفتيات والشابات بإمكانية الوصول لمواقع ومناصب مهمة مستقبلا.

ختامًا قالت: لا ننسى تمثيل النساء الفلسطينيات بالكونغرس اذ أصبحن ثلاث نساء من اصول فلسطينية وهذا بحد ذاته انجاز جميل. زيادة على وصول نساء راديكاليات يساريًا ومساندات للقضية الفلسطينية وحرية النساء مثل اول افريقية من جورجيا مثل ستيسي ابرامس، والحان عمر

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]