تثير مواقف عضو الكنيست د. منصور عباس، في الفترة الأخيرة حالة جدل كبيرة، فمن تنسيق برلماني مع الليكود بحجة البراغماتية، إلى تعزيز هذا التنسيق بعدة مواقف، مرورًا بتصريحات مثيرة للجدل وإصدار بيانات تخاطب المشتركة وكأنه من خارجها، وإصراره بأن التنسيق مع نتنياهو أمر عادي وأنه لا يعتقد بأن نتنياهو سيء للعرب وأنه يعتبر نفسه عضو كنيست غير تقليدي; وصولًا إلى مقاله الأخير ومقابلته الصحفية والتي فيها قال أن معظم أبناء مجتمعنا يحملون السلاح غير المرخص، وأن 95% منهم لم ولن يستخدمون هذا السلاح بالعنف، بل لدواع أخرى- كما قال- وذلك في خضم معارضته لقانون اقترحه النائب أيمن عودة يقضي بتغريم من يضبط في منزله سلاح بمبلغ مالي كبير، وقد برر د.عباس رفضه أيضًا بأن هذا يعزز من أرباح الشرطة والدولة على حساب الناس! وغيرها من المواقف، التي تسبب بضجة واسعة، والتي قد تقود إلى خلافات كبيرة في الساحة السياسية، قد تصل إلى تفكك القائمة المشتركة.

في الحركة الإسلامية، الحزب الذي يمثله الدكتور منصور عباس ويترأس كتلته داخل المشتركة، التعقيبات حتى الآن خجولة، بين بيانات من الحركة نفسها من قادتها أمثال مسعود غنايم، تؤكد رفض التعاون مع الليكود واليمين المتطرف وتدعو بعضها لعدم البحث عن الزلّات والأخطاء لبعض النواب في إشارة على أن مواقف النائب عباس، وبيانات أخرى داعمة بخجل لمواقفه، لم يصدر أي موقف حازم حول كل المواقف الأخيرة. وفي القائمة المشتركة، ايضًا الصمت يسيطر على مواقف الأغلبية، باستثناء بعض المقالات من مؤيدي الجبهة، على ما يبدو هذا الصمت بهدف الحفاظ على فرصة بقاء القائمة وعدم تفككها.

ضمن متابعتنا للموضوع، تبيّن أن هنالك بعض الأطراف التي كانت محسوبة على الحركة الإسلامية في وقت سابق، وباتت اليوم خارجها، تنتقد الدكتور منصور عباس بشكل حاد وتتهمه بتدمير الحركة وبأمور أكثر خطورة حتى.

كل يوم تُكشف مواقفه أكثر

من بين هؤلاء، الشيخ محمد سالم من عكا، وهو مأذون شرعي في عكا، والرئيس الأسبق للحركة الإسلامية في المدينة، والذي بات اليوم خارج الحركة الإسلامية، ويتهم النائب عباس بشكل مباشر بتمزيق الحركة الإسلامية والتسبب بانفصال الكثير من "المخلصين" عنها- كما قال.

وقال الشيخ سالم في حديث لـ"بكرا": كان هنالك اجماع في مجلس الشورى داخل الحركة بأن هذا الانسان لا يصلح لمناصب إدارية بعدما فشل فشلًا ذريعًا في عدة مناصب لكنه فاز بالانتخابات في المؤتمر العام وها هو يقود الحركة اليوم وكل يوم تُكشف مواقفه أكثر.

وتابع: منصور عباس قام بفصل غالبية المخلصين البررة من أبناء الحركة الإسلامية، بهدف الوصول إلى منصبه هذا، وهنالك قسم كبير من كبار المخلصين داخل الحركة يعارضون هذا النائب ومواقفه لكنهم صمتوا بعد المؤتمر العام بهدف احتواء الفتنة. والكثير ممن فصلهم وحاربهم هم من المسؤولين المقربين من الشيخ ابراهيم صرصور.

وأضاف: منصور عباس قام بنقض لعهد مثلًا بأن يكون مرشح الإسلامية المهندس سلمان أبو احمد وهو من مؤسسي الحركة، الوعد كان موقعًا مع قيادات الحركة وبينهم الشيخ المرحوم عبد الله نمر درويش لكن منصور نقضه.

وتابع: باعتقادي فإن منصور عباس موعود بشيء ما، لا سيما وأن هذه قد تكون فترته البرلمانية الأخيرة ولهذا يقوم بعمله لإرضاء الليكود وتفكيك المشتركة، حيث وفق دستور الحركة، يسمح للشخص بالترشح 3 مرات فقط، بالرغم من كون الدورات الـ3 التي كانت غير كاملة لكنها تعتبر 3 دورات .

توجهنا لمكتب النائب منصور عباس للتعقيب على الموضوع، وفي حال وصول أي تعقيب منه سينشر في هذا الخبر أو في خبر منفرد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]