تسارع دول العالم للحصول على مادة ضرورية للاستعمال مع لقاح فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19، فما هي؟ وما سبب أهميتها القصوى؟

ويبدو أن الثلج الجاف (Dry ice)، والتبريد هما كلمة السر، فبالنسبة للقاح شركتي "فايزر" (Pfizer) الأميركية و"بيونتك" (BioNTech) الألمانية تظهر الحاجة الملحة لحفظ هذا العقار في درجة حرارة نحو 70 درجة مئوية تحت الصفر أثناء نقله، ودرجة الحرارة هذه أبرد بمقدار 50 درجة مئوية من أي لقاح آخر يستخدم حاليا.

وفي المقابل، فإن لقاح شركة "مودرنا" (Moderna) الأميركية يمكن الاحتفاظ به في المجمدات المتوفرة عادة في الصيدليات، وفي الثلاجة لمدة 30 يوما، ولكن المشكلة أنه من المحتمل أن تكون كمية جرعات لقاح موديرنا أقل من جرعات لقاح فايزر المتاحة خلال العام المقبل.

ولأن اللقاحات يجب أن تظل باردة، ستكون هذه مشكلة للبلدان النامية، وربما للدول المتقدمة أيضا.

وكانت شركتا فايزر وبيونتك أعلنتا أن لقاحهما المشترك فعال بنسبة 95% للوقاية من (كوفيد-19) بالاستناد إلى النتائج الكاملة لتجربة سريرية واسعة النطاق، في حين أعلنت شركة مودرنا نتائج مماثلة (فعالية بنسبة 94.5%) للقاح يقوم على التقنية نفسها.

الثلج الجاف وأهميته للقاح كورونا

الثلج الجاف هو الشكل الصلب من ثاني أكسيد الكربون (carbon dioxide)، وتكون حرارته نحو -78 درجة مئوية، ويستخدم كعامل تبريد.

ويتكون لقاح "فايزر" من المادة الوراثية لفيروس كورونا المستجد، وتسمى "الحمض النووي الريبوزي المرسال" (messenger RNA) أو "إم آر إن إيه" (mRNA)، لبرمجة خلايا الشخص لإنتاج نسخ عديدة لجزء من الفيروس، تطلق هذه النسخ إنذارات في جهاز المناعة، وتحفزه على الهجوم إذا حاول الفيروس الحقيقي الغزو.

وهذه المادة تكون مغلفة في كريات دهنية صغيرة وهشة للغاية، مما يتطلب تخزينها في درجة الحرارة المنخفضة هذه للحفاظ على استقرارها.

ويوم الأربعاء الماضي، أقر الرئيس التنفيذي لشركة "بيونتك" أوغور شاهين بقضية التحكم في درجة الحرارة: "نحن نعمل على صياغة تسمح لنا بشحن اللقاح حتى في درجة حرارة الغرفة، ونعتقد أنه في النصف الثاني من عام 2021 سنكون قد توصلنا إلى صيغة يمكن مقارنتها بأي نوع آخر من اللقاحات".

وتخطط شركة "فايزر" لشحن ما يصل إلى 1.3 مليار جرعة العام المقبل، مما يتطلب الكثير من الثلج الجاف.

ووفقا للمعطيات الحالية، فقد طورت فايزر "شاحنا حراريا" لنقل وتخزين لقاحها، وهو صندوق شحن بحجم حقيبة اليد، ويحتوي على ثلج جاف، مع جهاز يحتوي على نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" (GPS)، ويراقب درجة الحرارة باستمرار، ويستوعب كل "صندوق تبريد" ما لا يقل عن ألف جرعة لقاح.

ولذلك يخشى البعض من أن مصانع الثلج الجاف في العالم لن تتمكن من تلبية الاحتياجات التي ستحتاجها دول العالم للحفاظ على برودة سلاسل التبريد والتوزيع.

المجمدات الطبية الفائقة

ويمكن حفظ اللقاح في المجمدات الفائقة (ultracold freezers)، التي تكون موجودة في المراكز الطبية الكبرى، والمستشفيات، ولكنها لا تكون متوافرة في عيادات الأطباء أو المراكز الصحية في الأرياف، وهذا أيضا ينطبق على البلدان النامية.

كما أن المجمدات الطبية فائقة البرودة ليست رخيصة الثمن (Medical-grade ultracold freezers)، فمثلا المجمد العمودي بحجم ثلاجة منزلية كبيرة ثمنه نحو 25 ألف دولار.

كما أن التعامل مع هذه المجمدات ليس سهلا؛ ففتح باب هذا المجمد لا يشبه فتح باب الثلاجة لتناول وجبة خفيفة، فبمجرد فتح الباب تظهر موجة من الضباب، ويجب ارتداء القفازات والأكمام الطويلة للحماية من حروق المجمد من الوحدة نفسها أو العناصر الموجودة داخلها.

المصدر: الصحافة الأميركية + سي إن إن

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]